الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف ينقذ المجتمع من أسهموا في دماره ؟!

عصام شكري

2010 / 3 / 4
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


مأثرة واحدة اسجلها بحق المهزلة الانتخابية الحالية وهي قدرتها العجيبة على تحويل اصناف المهرجين المأجورين للمخابرات المركزية الامريكية والجمهورية الاسلامية ( وهم اليوم نفايات النظام العالمي الجديد ) الى وطنيين:

القومي أياد علاوي الذي عمل مخبرا لــ CIA وروج لحرب امريكا المجرمة على مجتمع العراق والتي ادت الى مقتل مئات الالاف والى هذه الكارثة الاجتماعية الواسعة، اصبح اليوم وطنيا يتحدث عن "المؤامرات الانتخابية" التي تحاك ضد العراق. والاسلاميون الدمى الذين نصبتهم امريكا وتحركهم الجمهورية الاسلامية في احزاب الدعوة والمجلس والتيار الصدري بصحبة ذلك المجاهد ( في سبيل المال !) احمد الجلبي، اصبحوا اليوم وطنيين يتلوون ألماً على مصير الوطن وتدمع عيونهم حزنا على ثلم سيادته بينما يتقاسمون هم عوائد نفطه المسروق!. في حمى هذه المهزلة والصراع على النهب والسلب والارهاب، يتصدر هؤلاء المهرجون صفحات الجرائد والمجلات والفضائيات وهم يقسمون اغلظ الايمان بان كل منهم هو ”الملاك “ غير المجنح الذي سينقذ العراق من التمزق والطائفية بينما خصمه في القائمة الاخرى ” طائفي ومتآمر“.

اياد علاوي الذي كان كل نضاله السياسي قبيل احتلال العراق منحصر في التنقل بين ال MI6 و ال CIA لحثهما على ضرورة واهمية الحرب على العراق متوسلا شنها باسرع ما يمكن. داعية الحرب والقتل هذا الذي تغرق يداه بدماء الالاف من العمال والنساء والاطفال والشباب والشيوخ كان في البدء مسؤولاً لحزب البعث الفاشي في السبعينات ثم مواليا لامريكا وخادما لمصالحها، تحول اليوم بقدرة قادر وفقط بظل هذه الاوضاع المشوهة الى وطني ذو غيرة ينتقد قرارت هيئة المسائلة والعدالة ويعتبرها واجهة لتنفيذ اجندة الجمهورية الاسلامية في العراق. !

وبدلا من تقديم اعتذار الى الشعب العراقي على جريمته في التعاون مع الحكومة الامريكية على تدمير المجتمع وقتل مئات الالاف من الابرياء واغراق الجماهير بالدم وتمزيق المجتمع بالدين والطائفية والقومية والمذهبية والتواطئ مع حليفه المجرم جورج بوش وديك تشيني ورامسفيلد فانه يتحدث عن ”مؤامرات“ خصومه وكيف تبنى الدول وكيف انه وحده القادر على تحقيق الرخاء!.

غريمه نوري المالكي هو الاخر يطرح نفسه كوطني باعتباره رئيساً لحكومة الميليشيات الاسلامية - القومية التي يسميها ب ”دولة القانون“. المالكي وحزبه الدعوة الاسلامية مازالا يصارعان من اجل منح امريكا لهم فرصة اخرى لبناء ”الدولة المركزية”، تلك التي ملت الاخيرة من تكرار شروط بناءها على مسامعه و“التعنيفات“ التي يتلقاها من الحاكم الفعلي للعراق - السفير الامريكي. ماذا عمل المالكي بعد كل هذه الفترة؟ اين هي الدولة الان؟ اين الاوضاع الطبيعية والرفاه والحريات؟ هل فقط ببناء الجيش والشرطة والمغاوير والامن ودعمها بالمزيد من المعتقلات و“اقبية التعذيب“ وشن حملات تصفية واغتيال للمعارضين وفرق الموت تبنى الدولة ؟ هل هذه هي دولة قانونه الطائفي ؟. ان بناء اجهزة القمع تلك ليست بهدف حماية المجتمع والبشر بل من اجل حمايته هو وحزبه الاسلامي ومصالحهم. انه يدعي القضاء على الارهاب ”التكفيري الصدامي“ كما يسميه ليصحو الناس في اليوم التالي على انفجار مهول اخر. حتى الماء والكهرباء وابسط الخدمات لم ترجع لحد اليوم بينما استشرى الفقر والحرمان والامية والفساد في كل مكان. ان صراخ المالكي حول ارجاع البعثيين وتسييره التظاهرات ”الاستهلاكية“ هو دعاية اجهاضية لتقولات رفاقه الاسلاميين الشيعة الموالين لايران حول تواطئه مع البعثيين واتهامه باحتكار السلطة. ولكن حزب البعث انتهى. لن يتمكن حتى لو اراد ووافقت امريكا ان يعود كما كان. فاعادة انتاج نفسه بمواصفاته الفاشية الاستبدادية السابقة تتطلب شروطا غير متوفرة له اليوم. بل ولا يمكن ان يوفرها ولو شاء. احد تلك الشروط هي الاوضاع العالمية المتغيرة ونهاية الايديولوجيا القومية الفاشية ونفور وكراهية الجماهير له.

اليوم بات الجميع مدعياً القدرة على انقاذ وتخليص المجتمع وذلك لاخفاء الوقائع التالية:

1) ان جميع القوى الحالية من اسلامية او قومية هي قوى في حالة افول. فتغير التاكتيك الامريكي الى تاكتيك التساوم والتحاور ومنح الشرعية للاسلاميين من اعداءها ادى الى تفريغ تلك الحركات (بمجملها) من محتواها الذي قام على اساس العداء للغرب ولامريكا.

2) فشل كل مشروع امريكا في العراق ومن ظمنه القوى التي نصبتها وبدائلها جميعا. ليس فقط في تشكيل دولة مركزية قوية بامكانها ارجاع الاوضاع الطبيعية بل حتى في في بناء محميات دينية وطائفية وقومية بظل الفيدرالية. ان التخبط والصراعات والفشل والمزيد من الانهيار هو السمة الاساسية لهم. وذلك ما تراه الجماهير واضحٌ امامها.

3) كره ومقت الجماهير لتلك القوى الاسلامية والقومية بعد 7 سنين من الدمار والقتل والارهاب والنهب والسلب وتحطيم المجتمع وضرب مكانة المرأة واستشراء الفساد والفقر والامية والتهجير والانتهاكات.

4) ومن الناحية العملية فان ذلك يدل على ان الجماهير باتت اكثر أهلية لركل هذه القوى برمتها والتحول الى جبهة اليسار والعلمانية والاشتراكية والتمدن والانسانية، بشرط حضور قوى اليسار والشيوعية وبدائلها.

ولتلك الاسباب وغيرها بدرجة اقل فان المرشحين للمهزلة الانتخابية يعزفون على وتر ”العراق“ وخدمة العراق و“المؤامرات“ على العراق وهكذا. بعد ان قتلوا الاف البشر بالتواطئ مع امريكا، وبعد ان فشلوا في تشكيل دولة واستبدلوها بمافيات ميليشيات اجرامية وبعد ان يأست امريكا من ادوارهم، اصبحوا اليوم يتغنون كجوقة نشاز بالوطنية وانقاذ المجتمع. ولكن دون جدوى.

آجلا ام عاجلا ستطوى جماهير العراق المتمدنة والعلمانية صفحتهم السوداء هذه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - طائفي حتى اشعار أخر
صبحي حسين ( 2010 / 3 / 4 - 16:53 )
من الواضح انك تفتقد الى الفطنة ، اذ من غير المعقول ألا توزع اتهاماتك بين القوى المتصارعة في الأنتخابات بشكل منصف يجنبك من تهمة الطائفية، مع ان هنك قوى اخرى مشاركة بفاعلية وأحجمت عن التعرض لها باي شكل من الأشكال
اذن عزيزي انت طائفي حتى اشعار اخر


2 - يدعون الوطنية
عصام شكــري ( 2010 / 3 / 5 - 00:30 )
السيد صبحي
علاوي لا يمثل الاسلام السياسي الشيعي بل يقود كتلة بعثية - اسلامية - سنية - امريكية ويدعي العلمانية ( ومؤخرا الوطنية ). اما المالكي فرغم انه اسلامي طائفي شيعي حتى النخاع فهو اليوم يعرف نفسه كزعيم وطني. وبالتالي، فان اتهامك باني قد قصرت هجومي على الاسلاميين الشيعة غير صحيح. لقد هاجمت هذين الافاقين فقط بسبب ادعاءاتهما الوطنية.

ان تدهور الادراك السياسي يسير يدا بيد مع الممارسة المهزلة في العراق المسماة انتخابات. فحتى عندما يريد السياسي ان يتنصل من انتماءه الطائفي ويدعي كذبا انه وطني ويؤلف كتل -عراقية- او - قانونية- سيصر الاتباع والمريدون على ان ذلك غير مهم والاهم هو انه شيعي او سني..الخ..


3 - اصبت في العنوان وفي المقدمة
عامل شيوعي ( 2010 / 3 / 5 - 17:40 )
يسلم اياديك وافكارك
عنوان جالب للانتباه مقدمة صائبة كلية، اسالك ان تقول ايضا ماذا يفعل العمال والتقدميين في الانتخابات!!!!!!!!!


4 - وظائفنا
عصام شكــري ( 2010 / 3 / 6 - 02:26 )
رفيقي العامل الشيوعي
التحريض ضد هذه المهزلة. افضحوا كل الاطراف، لا ترحموهم ولا تتنازلوا، ليس لديكم ماتخسرونه سوى الكارثة وبحيرة الدم التي اغرقوكم بها. تدخلوا بالسياسة، جادلوا، اطرحوا بدائلنا الانسانية، قولوا نحن قادرين على قيادة المجتمع. قولوا نحن ننتج وسائل الحياة للمجتمع. دافعوا عن المساواة بين البشر، دافعوا عن المساواة التامة للمرأة بالرجل، انتقدوا وحشية الاسلام السياسي، انتقدوا القومية كفلسفة فاشية ضد المساواة، انتقدوا العشائرية، وحدوا صفوفكم وافصلوا خطوطكم عنهم. انظموا الى حزبنا. قووا حزبكم. حرضوا على تدخل العمال بالسياسة. لا تكتفوا بالاعتراضات الصغيرة. تحزبوا. لا يمكن التدخل بالسياسة دون تحزب. لا يمكن تقرير مصير المجتمع دون حزب. حرضوا على الاشتراكية. حرضوا على الانسانية.
اشد على يديك

اخر الافلام

.. نادين الراسي.. تتحدث عن الخيانة الجسدية التي تعرضت لها????


.. السودان.. إعلان لوقف الحرب | #الظهيرة




.. فيديو متداول لحارسي الرئيس الروسي والرئيس الصيني يتبادلان ال


.. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا في محور -نتساريم- جنوب حي تل ا




.. شاهد| آخر الصور الملتقطة للرئيس الإيراني والوفد الوزاري في أ