الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وشعب الديكتاتور/القائد ( صدام ) لازم يموت - ينتصر حتماً !

ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)

2010 / 3 / 4
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بادئ ذي بدء ، لا أتحدث هنا عن الديكتاتور ستالين ، الذي نال حظه في الإعلام أكثر من أي ديكتاتور آخر في التاريخ ، بل عن الديكتاتور القومي صدام حسين .
وللتوضيح ، لست أسعى في عنوان هذا الموضوع إلى البروظة الشخصية ، أو إلى اختبار موضوعية الحوار المتمدن ، لطالما ظللت ملتزماً بقواعد النشر ، رغم الكثير الذي قيل بحق مؤسسة الحوار ، سواء من قبل بعض العلمانيين أو الإسلاميين الناقمين ، إلا أنه يبقى ذلك الحوار الفكري الشيق في زماننا الضائع .
سأبقى في الموضوع ، الذي رغبت التطرق إليه ، بالتزامن مع عقد الانتخابات البرلمانية في العراق ، لما يحمل عنوانه من معاني ومآسي ، لازالت قروحها غائرة في جسد العراقيين الذين ما عرفوا السلام ولا الأمن أو الاستقرار .
حقا ، لقد تغيرت الصورة السياسية في عراق اليوم ، عما كانت عليه قبل عقد من الزمن ، وهذا يقودنا إلى الإقرار بحقيقة التغيير الذي جرى في مكونات تلك الصورة ، التي ظلت باهتة وبلا ألوان ، طلية عهد صدام ، فلم نكن نسمع قط بأي انتخابات ولا بقيمة الناخب أو المرشح في الشارع و البرلمان ، أسوة بغيره من الدول العربية .
قدر العراق أن يُصنَعَ التغيير فيه ، من خلال الغرب الذي ساقته المصالح إلى هذا البلد الذي لم تقطف ثماره بعد ، وتحقيق ما كان يحلم به الكثير من العراقيين ، حلم إزالة الكابوس المتمثل بصدام حسين ، الذي ظل العراقيون يلهجون باسمه حتى لحظة السقوط الأخيرة ، ولم يكن قدرهم أن يصنعوا التغيير بأنفسهم ، لا بأس ، الكل يقول : هاهم العراقيون اليوم يستكملون التغيير عن طريق صندوق الاقتراع .
لكن ماذا عن دماء الأبرياء التي سالت وأهدرت بغير وجه حق ؟ سيرد البعض ، أنها بفعل جرائم التكفيريين والصداميين ، وقد يضيف البعض الآخر بعداً إقليمياً ، بالقول، إنها جرائم إيران وميلشيات غدرها ، انتقاماً وثأراً من "عروبة" العراق ، التي أذاقتهم الويل ، أبان سنوات الحرب الثماني .
هل يجوز أن يحتمل الشعب العراقي، أكثر مما يحتمل ؟ بمعنى هل يجوز أن يحتمل أوزار الشعوب العربية التي تهتف لحكامها جهاراً نهاراً، مثلما هتفت بالروح والدم لصدام ؟.
وهل يليق التغيير السياسي بشعوب تنافق حكامها نهاراً ، وما أن تزل قدمهم ليلاً حتى تشمت بها أيما شماتة ؟ سأجيب عن نفسي ، وعما أعرفه من حولي ، انطلاقاً من تجربتي في سورية .
إنها شعوب مغلوب على أمرها ، ولا تملك من أمرها شيئاً ، شعوب مأخوذة بسياسة الغلبة للأقوى والأعتى .
قبل الحرب الأميركية على العراق سنة 2003 ، تناهى إلى سمعي خطب رنانة تتوعد الغزاة بالويل والثبور ، وكأن نبوخذ نصر سينفض عنه غبار التاريخ ، ليقود المعركة الحاسمة بدلاً من صدام ، لكن الذي صَمَدَ في أذني ، ولازال صداه يدوي ، هذا المقطع من أغنية شعبية عراقية " وشعب القائد صدام لازم ينتصر حتماً " وقد تعاهد مغنوها وقتئذ ، وهم ثلة من شيوخ القبائل العراقية ( السنة والشيعة ) بالدفاع عن العراق وعن صدام أولاً من خلال توقيعهم على وثيقة الولاء بالدم .
هو ذات الدم الذي يهرق كل يوم ، بسبب أو بدون سبب ، فأين ذهبت الوثيقة يا ترى ؟ وماذا حل بالرجال الذين وقعوا عليها بدمائهم ؟ أليس غريباً على العقل العربي ، تصديق مثل تلك الأسطورة السياسة ، التي تبيع دمائها فداء ( القائد ) بعد حين تدوس على جربه ؟.
الآن وبعد تلاشي أسطورة صدام ، مَن سينتصر في العراق ؟ وهل بقي ثمة (قائد ) ؟ إيماناً منا ببقاء الشعب قبل الأسطورة وبعدها ، رغم جراحه المثخنة ؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المقال جيد ولكن ..؟؟
جريس الهامس ( 2010 / 3 / 4 - 20:32 )
اّمل أن تجذف جملة -أسوة بغيره من الدول العربية - لأن جميع الدول العربية لاتعرف الإنتخابات الحرة النزيهة -- باستثناء لبنان نسبياً رغم كل أمراضه __ مع تحياتي ...؟

اخر الافلام

.. هل تحرك تصريحات بايدن جمود مفاوضات الهدنة في غزة؟| #غرفة_الأ


.. ممثلة كندية تتضامن مع غزة خلال تسلمها جائزة




.. كيف سترد حماس على بيان الوسطاء الذي يدعوها وإسرائيل لقبول ال


.. غزيون يستخدمون مخلفات جيش الاحتلال العسكرية بعد انقطاع الغاز




.. صحيفة الغارديان: خطاب بايدن كان مصمما للضغط على إسرائيل