الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنتخابات الماراثونية للبرلمان العراقي 1/2

كريم الشريفي

2010 / 3 / 4
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق



دخلنا مرحلة حرجة من ماراثون الأنتخابات البرلمانية العراقية للدورة القادمة التي سيصوت لها الناخب العراقي يوم 7 آذار لهذا العام . أصبحت أمامنا الصور واضحة المعالم للكتل والأحزاب والأشخاص المرشحين للأنتخابات رغم (الترويسات) التي تحصل وراء الكواليس والتي تتعامل بجميع الأحتمالات الواردة في الأصطفافات والأرتياحات التي تحافظ على نسق المصالح المشتركة للمرشحين كتلاً وأشخاصاً. لسنا ضد هذا أو ذاك الأصطفاف شرط إلا تتم هذه التسويات على وحدة الوطن وامته العراقية ومصادرة حقوق الأنسان العراقي .رغم ماتشير إليه مقدمات التنافس الأنتخابي الى الأستدارة نحو المربع الأول ولو بشكل ما حيث المحاصصة التكتلاتية وآليات المساومات ،وعقد الصفقات التي نخشاها أن تكون على حساب الثوابت العراقية . أن الذي نخشاه هو في هذه السيناريوهات التي لايخلو منها الدور الأقليمي والدولي كلاعب مشارك وليس محايد استعداداً للتصعيد العسكري المحتمل في المستقبل ، وربما في المواجهة (الميليشاوية) المريرة التي خبرناها قبل سنتين من الآن. أن دخول المتبارين مرحلة المكاشفات العلنية للثلب والغمز بالخصوم نراها واضحة من خلال اللقاءات التلفزيونية والمقابلات الصحفية لدعايات المرشح الذي يتوقع بأستعراض حياته ومآثره التي ليس لها وجود كونها تخضع لغفلة الكثرة من الناس وهي ( مرّر لا أحد يدقق في الكلام ) والبعض يستعرض عنترياته التي يعتبرها جزء فيه الكثير من الأثارة لأستعطاف الناخب كونه يبحث عن اسقاطات الخصوم أكثر من مضامين البرامج وقدرتها على التنفيذ بالواقع ، بالحقيقة هذا الجزء مرغوب ومحبب للأستماع عند المواطن العراقي كونه يبحث عن الآثارة اللأذعة التي فيها شّد للأستماع.
شاهدنا ضعف وفقر الإمكانات الفكرية المتواضعة لبعض المرشحين رغم ماكنة الدعاية التي تروج له بشكل بدائي وغير علمي وأحياناً عفوي ، لانه يجهل أو يتجاهل بأن آليات الدعاية تحتاج الى مؤسسات وخبراء ومهنيين لديهم الخبرة والحرفية والتخصص في مؤسسات العلاقات العامة في اختيار الأساليب للتأثير على الناخب. مثلاً في الدورة السابقة للمرشح كان يعتمد الناخب على منظومة الدين والتّدين مستغلاً الجو العام كونه شكل من اشكال مقبولة مجتمعياً وتتناسب مع ثوابت المجتمع كشرط للصدق والأستقامة التّدين لكن بعد أربع سنوات اتضح ان التّدين لا أحد يرّوج له من المرشحين حيث فشل جميع البرلمانيين بكسب رضا المواطن لحل مشكلاته التي جاءت بهم للبرلمان وهذا يعني ان تأثير الدين والتّدين بات شكلي ولا يعطيه المواطن العادي الأذن الصاغية كونه جُرب من قبل حيث لايسمن من جوع ولا يحمي من مطر . أن صناعة المرشح مهنة لها أصولها وقواعدها وبرامجها ومخططوها ،لذلك تقوم هذه الصناعة على رسم صورة للمرشح وتثبيت هذه الصورة من خلال الوسيط الأعلامي وبالتالي تثبيتها لدى القارئ أو المستمع من خلال الكلمة المكتوبة سواء كانت مادة اخبارية ،أو تعليقات وآراء أو من خلال الصورة الفوتوغرافية بالبوستر من حيث الحجم والشكل وزاوية التصوير وما يصاحب هذه الصورة من تعليق مؤثر يستميل الناخب إليه. رغم ذلك نحن في عصر السماوات المفتوحة والفضائيات المتنوعة اضافة الى شبكة المعلومات العنكبوتية – انترنت- فضلاً عن القيام بأستغلال العلوم الحديثة مثل علم النفس وعلم الأجتماع السياسي وعلم الأتصالات وعلم العلاقات العامة التي تحدث التأثير المرجو لأنتخاب المرشح . لكن معظم المترشحين يستعملون المخيلة القدرية لأطلاق الوعود بتحقيق الجنة الموعودة وبالتالي يسقطون في نفس أخطاء السابقين من زملائهم.
يقول بطل رواية (لحن الزفاف) لميرفيدوف - الطموح يكون خادعاً اذا اختفى وراءه أمل بالعثور على وصفات جاهزة لكل مشاكل الحياة- كل مرشح للأنتخابات البرلمانية يزعم أن في جعبته حلول جاهزة وجذرية لحل المشاكل التي يعاني منها المواطن العراقي، بل أكثر من ذلك ذهب البعض من المرشحين في حالة انتخابهم ومن اليوم الأول جلب شركات الأعمار للمساهمة مباشرةً بالبناء. بينما يمارس البعض من المرشحين أساليب وطرق غاية بالغرابة منها محاولة شراء صوت الناخب بتقديم الرشوة والهدايا المادية والعينية .. والبعض يشترط القسم بكلام الله لأعطاء الصوت الى من يقدم المعونة المشروطة لشراء الصوت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جامعة كولومبيا تلغي حفل التخرج الرئيسي جراء الاحتجاجات المؤي


.. بالمسيرات وصواريخ الكاتيوشا.. حزب الله يعلن تنفيذ هجمات على




.. أسقط جيش الاحتلال الإسرائيلي عدداً كبيراً من مسيّراته خلال ح


.. أردوغان: سعداء لأن حركة حماس وافقت على وقف إطلاق النار وعلى




.. مشاهد من زاوية أخرى تظهر اقتحام دبابات للجيش الإسرائيلي معبر