الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنحناء الدكتاتوريين ..........

راوية رياض الصمادي

2010 / 3 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


أنني أستهجن كيف يفكر الآخرين وكيف أنهم لكثرة تعايشهم مع الظلم لسنوات طويلة يرفضون بعد تحررهم من الظلم أن يتعودوا على الحرية الجديدة، فهم طال بهم الظلم والقسوة حتى تعودو عليها فشعارات، الديمقراطية والمساواة جديدة عليهم ومن الصعب التعود على ما هو جديد، فكل جديد بحاجة إلى وقت حتى يعتاد عليه من قست الحياة عليه، فكل متضطهد عندما تعطى له الحرية، فهو من فرط فرحة لا يعلم ماذا يفعل وبدل أن يستعيد توازنه ينقلب على نفسه ليعود من جديد يضطهد نفسه، وكأنه يستخسر في نفسه هذه الحرية وهذا الأنطلاق، وهذا ما نراه لدى الدكتور جمشيد إبراهيم.

غنية هي بعض كتابات الدكتور جمشيد ابراهيم وأفكاره وخبرته في بعض الجوانب التي يتداولها يومياً... ولكن الذي شاء أن يكتبه مؤخراً شيئاً أعتبره مزعجاَ حقًا وليس له إلا صدى ووقع غير مريح-ربما عند الكثيرين... لقد شطح خياله هذه المرة بعيداً عن الواقع قائلاً بأنه يفضل أستبداد الدكتاتوريين على الديمقراطية المزيفة والأديان المسيطرة... ولو صرح الدكتور ج. أبراهيم من أنه يرفض الأديان كما يردد دوماَ، وأيضاً الأنظمة الدكتاتورية كلها وحريات الغرب المزيفة مرة واحدة وإنه لا جدوى منها، لأحترمت رأيه وأعتقاداته .. ولكن أن يصورنا جميعا أغبياء وضحايا تحايل القوى السياسية المهيمنة في العالم الحر والمتطور هذا ما لا يثنى له لأنه لم يحترم قرائه بل أنحاز هذه المرة لدكتاتوريي السوق العربية فأطربهم حتماً ممن أشتهر منهم في ساديته; أي ألمتلذذين بآلام ضحاياهم


كتب الدكتور جمشيد أبراهيم مؤخرا-في١٨و١٩/فبراير- تعليقا بعنوان- الأنتخابات في السوق-١و٢: تعودت الاحزاب في الدول البرلمانية ان تغش الناس باستمرار بحملاتها الانتخابية القذرة الممولة من جهات ذات مصالح وباعطاء وعود وردية قبل الانتخابات لا تستطيع تنفيذها بعد الانتخابات. هذه الاحزاب تفقد مصداقيتها عاجلا ام آجلا وسرعان ما تمتنع الناس عن الادلاء باصواتها لها في المستقبل وتحول السياسي الى تاجر يشتري الاصوات بالمال من الاغبياء و الذين لا يؤمنون الا بالمال وتحول السياسة و الانتخابات الى سوق للدعارة. ففي هذه الحالة افضل الدكتاتورية القاسية على البغاء والدكتاتوري على السياسي المتاجر بالدعارة و حروب الاديان على الديموقراطية الزائفة لانها تستغل سذاجة البشر و تستعمل علم النفس البشري لاستغلال البشر كما في الاعلانات التجارية. فهي خبيثة لا تظهر على السطح لا تعرف الاخلاق و الاداب. و هي فوق ذلك ذكية تتفنن في الغش بطرق سلمية تبدو بريئة على السطح
واضح أن الدكتور جمشيد أبراهيم يرفض الغرب الديمقراطي الرأسمالي جملةً وتفصيلاً وهو مقيم بينهم. ويبدو أنه ينسى بسرعة -مع إني لا أعلم شيئاً عن سنوات عمره إلا صورته الجذابة حقاً-أطال العقل عمره وذاكرته - فهو يبدو لي شيخا لأنه يرفض تطلعات الجيل الجديد ولايستوعبها، ولأنه يحاول أن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء; إلى عهد رموز الدكتاتورية وعيوبها ونقائصها وفضائحها! فأرجو أن يسمح لي بأن أُذَّكره ببعضهم قبل أن يقنعنا بتفضيل عهد الزعيم الأوحد أمثال: هتلر السفاح -أبريل/٢٠/١٨٨٩- ١٩٤٥-وفي عهده الدكتاتوري النازي مثلاً كره كل الأديان وأراد أن يمحيها ولكن لم يفلح. وكان السبب في مقتل عشرات الملايين في معاركه بسبب نظرية التفوق العرقي النازية. ومثله الرفيق ستالين-ديسبمبر/١٨/١٨٧٨-مارس/١٩٥٣- الذي فجر كل الكنائس التاريخية وذبح ٦٠ مليون أرثودكسي وكاثوليكي ليسكتهم، لأنهم أبوا أن يتزكوا بتوقيعه فذبحهم. ولم ينسى الرفيق الأحمر جوزيف ستالين أن يشمل كل الجمهوريات السوفيتية المغطصبة بمذابحه لأستمالتها وإخضاعها بالأرهاب الشيوعي الدكتاتوري!-ولأنه أدرى مني عن خفايا الدكتاتوريين فأطلب من د. جمشيد أبراهيم أن يوضح لنا لماذا لم يستبدل الرفيق جوزيف ستالين أسمه الأول بآخر؟; لأن أسم جوزيف يرمز لأسماء أحد قديسي الكتاب المقدس; الأنجيل ألذي حاول محوه ولم يفلح أيضاً. وأيضاً أن يبين لنا د. أبراهيم لأنه أدرى مني بالدكتاتورية عن أسباب تنبأ الحزب الشيوعي السوفييتي الدكتاتوري حينها، من أن كلمة المسيحية ستمحى من كل مراجع الدولة ومن ذاكرة الشعوب السوفيتية في عام ١٩٣٦كما حاولوا ولم يفلحوا مرةً أخرى.-هذا إذا كان ملماً حقا بتاريخ وإنجازات الدكتاتوريين الذين يحن على زمانهم، و يدعونا أن نقتدي بهم ونتبعهم!-. ومن المفيد أن أذّكر الدكتور أيضاً-ولا أعني ألدكتاتور- أنه عندما بدأت الثورة الحمراء في إطعام الجياع وغذاءهم الرئيسي البطاطة، والفودكا التي أدمن عليها ملايين من عشاق الحرية في الأتحاد السوفييتي بسبب القيود على الحريات والتضييق عليها في معتقلات سيبيريا الشهيرة، ويبدو أن هذه الملايين المدمنة فضلت الأنتحار البطئ على مواجهة الجهاز الأستخباري الأرهابي الأحمر المتسلح بالعدة والخبرة مفخرة الثورة الحمراء-. وآخر مدمن للفودكا الساحرة هو الرئيس المنتخب الأول لروسيا الديموقراطية يلسن أحد رموز الحزب الشيوعي والثورة الحمراء السابقين التي حكمت بيد من حديد -ولا أعلم، إذا كان د. جمشيد قد زار ذلك المنفى السادي في سيبيريا المعيب لكرامة وتاريخ الشعب والجيش السوفييتي الأحمر ألذي كان يخسر كل المعارك في الحربين العالميتين تقريباً بسبب جوع وإدمان جنود العلم الأحمر وعدم كفاية تسلحهم...-. وماذا عن الدكتاتور والأرهابي أبن لادن كمحارب متمرس سابق ضد إرهاب الجيش الأحمر في أفغانستان. ألذي يبدو أنه يقلدهم ألأن تماماً-أي الأرهاب الشيوعي سابقاً- وإنه قد أصاب بنفس الداء... وبسبب مشكلة في ذاكرة د. جمشيد أبراهيم تناسى مذابح كثيرة ضد شعبه الكردي قادها دكتاتوريي العراق لأربعة عقود في شماله; مذابح ضد شعبه الكردي حققها محبوب الشعب صدام حسين التكريتي-أبن قرية العوجة،أبريل/٢٨/١٩٣٧-ديسيمبر/٣٠/٢٠٠٦-خاصةً ومن سبقه. وأيضاً لا أفهم لماذا يبقى د. جمشيد أبراهيم مقيماً في إحدا الدول الرأسمالية والديموقراطية الأوروبية ألتي تجيز له أن يكتب ما يشاء ويسبهم أو يتفل على حضارتهم لأنه يرفض طريقة حياتهم ونظامهم! فلماذا لم يرحل مثلاً إلى حيث رفيق الدكتاتوريين المحتضر كاسترو مبتكر أشتراكية البنجر السكري-صديق الأتحاد السوفييتي السابق-ألذي ألهم دكتاتور العراق السابق صدام حسبن-ص. ح.- في أول زيارة له إلى كوبا فأعجب بأشتراكية البنجر السكري; ولم ينسى بطل أم المعارك الدكتاتوري الشرس أن ينقل تجارب رفيق كوبا-فيدل كاسترو-أُوغسطس/١٣/١٩٢٦- في تعذيب المعارضين وكيفية التخلص منهم بسرعة; وعندما عاد الدكتاتور من زيارته لكوبا إلى بغداد -عاصمة الشعراء كما تقول فيروز ألتي حولها محبوب الشعب إلى مزبلة لمعارضيه في دهاليزها الشهيرة، نفذ مذبحة الحلبجة ضد ثوار الأكراد المطالبين بحقوقهم متذ ١٩٦١ ومعارك الأنفال ألتي أستنكرها العالم الحر-ألأكراد هم شعب د. جمشيد أبراهيم- إني أقترح على د. جمشيد أبراهيم أن يكتب لنا إذا كان معجباً حقاً بالأنظمة الكتاتورية ويفضلها أن يكتب لنا سلسلة من مقالاته عن هؤلاء الدكتاتوريين وإنجازاتهم ليقنعنا رجاءًا. وإني أقترح أن يكتب أولاً عن ألدكتاتور العظيم صدام حسين. وأن يدعونا بالمنطق والحجة الموثقة بالأنجازات والنجاح في التطور العلمي للأنسان وموثقة بتقارير حقوق الأنسان لهذه الشعوب حتى نستطيع أن نقنع أنفسنا فنفضل الأنظمة الدكتاتورية على ديمقراطية الغرب المريضة وتقدمهم العلمي فنمخط مثله عليهم كما يدعونا! وأن يلهمنا بآرائه حتى نتمكن أن نفضل تخلف حضارات الدكتاتورين العرب، أوطاننا، تخلفهم في كل ألوان الحياة، على تقدم هؤلاء الغربيين الذين أستعمرونا! ؟; هؤلاء الدكتاتوريين أمثال أبن العرب-صدام حسين.- الذي زار مكة المكرمة وأصبح حاجاَ تقياً، ثم أستولى على الكويت وأنجز بنجاح مذبحة حلبجة في وقت سابق ضد الشعب الكردي. وأخمن أن مقال الدكتور حتما ً أطرب ٢٢ دكتاتور عربي مُلهمهم ألزعيم الأوحد جمال عبدالناصر وخليفته الذي أنحنى ظهره على كرسي الحكم- ويعده الأن ليرثه نجله قريباً إن شاء العقل- واضح أن الكاتب الأستاذ د. جمشيد أبراهيم حاول أن يقول شيئاً لقرائه إلا أنه أخطأ هذه المرة. وإذا لم يعتذر لقرائه مرةً فهو يجازف بتعاطفهم معه... إن د. ج. أبراهيم لا نريد أن نخسره ولكن نحترمه لأنجازاته الأخرى في غزارته وأفكاره الخلاقة أحيانا. ونعلم أنه لم ينكوي بلظى الدكتاتوريين وساديتهم ولأنه لم يختبر إرهابهم وزنزاناتهم الشهيرة. وأستطيع أن أخمن لو كان يعمل كأستاذ جامعي ليس في دولة أوروبية بل تحت إدارة دكتاتور بلد عربي آخر، لحدق بوجوههم بطريقة مختلفة; وأخمن أنه كان سيستنجد بالدول الديموقراطية في العالم الحر والمتطور كما يفعل شعبه في شمال العراق. ما رأيه

إن دعوة دكتور جمشيد أبراهيم من أن الدكتاتورية هي الأفضل... إني أظن أنه لا تتوفر عنده إحصائيات أكيدة عن عدد مرضى العقل والنفس والحائرين وأزدياد الفقر وعدد المتعصبين، ضحايا السادة الساديين دكتاتوريي البلدان العربية. ألذين أرهبونا فهربنا مع الدكتور جمشيد أبراهيم إلى وطن آخر فيه الكثير من الأمتيازات هذا لو أدركنا وتجاوزنا حسدنا لمستعمري الأمس، ولأننا أضعف أمة جعلت للناس فأستعمرونا...! إنني أدعو د. جمشيد أبراهيم أن يعيد قراءة مقالات زميله المحترم حقاً والصريح جداُ كامل النجار على نفس الموقع -ألحوار المتمدن- ألذي يكتب فيه يومياً حتى يعيد النظر بأفكاره وتوقعاته وتشاؤمه.

إني أدعو بأن نسمي يوم مقتل محبوب الشعب-صدام حسين- في ديسيمبر/٣٠، يوم الدكتاتوريين; فنلقي الخطب الرنانة ونفضح ونعرِّف الناس بعيوبهم وساديتهم
ألرابط إلى مقال د. جمشيد أبراهيم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تم نشر الموضوع قبل أن أجري عليه التعديلات
راوية رياض الصمادي ( 2010 / 3 / 4 - 18:16 )
عنوان الموضوع الأصلي
الديمقراطية شمعة تحترق في معناها .... ولا يعود لنا إلا كرامة مهدورة وإنحنائة للدكتاتوريين ..... هل هذا ما نريد ..... ؟

أرجو من كل من يقرأ هذا المقال أن ينتبه إلى أن عنوانه الأصلي هذا وشكراً للقراء ولتواصلهم


2 - تم نشر الموضوع قبل أن أجري عليه التعديلات
راوية رياض الصمادي ( 2010 / 3 / 4 - 18:16 )
عنوان الموضوع الأصلي
الديمقراطية شمعة تحترق في معناها .... ولا يعود لنا إلا كرامة مهدورة وإنحنائة للدكتاتوريين ..... هل هذا ما نريد ..... ؟

أرجو من كل من يقرأ هذا المقال أن ينتبه إلى أن عنوانه الأصلي هذا وشكراً للقراء ولتواصلهم


3 - اصبته في مقتل يارواية
المهندس كاظم الساعدي ( 2010 / 3 / 5 - 02:51 )
يستحق الرجل ماتلقى منك من سياط الهبت فيها كنزته يستحق لانه يمجد الطغاة ويحتقر انسانية البشر
شكرا كان الاسهاب منك سهام اصابته في مقتل ..اخذنا بنظر الاعتبار تصحيحك للعنوان وتميزك في المقال هو التاكيد للحقيقة والراي الواضح والاضافة الواقعية منك
شكرا راوية الصمادي

اخر الافلام

.. إسرائيل مستعدة لتوسيع عملياتها العسكرية في غزة إذا فشلت المف


.. واشنطن متفائلة وإسرائيل تبدي تشاؤما بشأن محادثات هدنة غزة




.. التصعيد العسكري الإسرائيلي مستمر في رفح .. فماذا ستفعل واشنط


.. الصفدي: نتنياهو يتجاهل حتى داعمه الأول.. ومواصلة اجتياح رفح




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا 3 مسيرات من اليمن دون خسائر