الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجوه المرأة: الحُبّ ثم الحُبّ ثم الحُبّ.!.

فاضل الخطيب

2010 / 3 / 5
الادب والفن


وجوه المرأة: الحُبّ ثم الحُبّ ثم الحُبّ.!.

قانون الجاذبية ليس مسئولاً عن وقوع البعض في الحب!. (اينشتاين).

شكوكولا.. ورود.. شوكولا -نوع ثاني.. شمعة مضيئة.. كأسٌ فيها شيء للشرب.. وبعض "الإكسسوارات" التي تضيف جمالاً على عيد الجمال والمحبة والعطاء، عيد المرأة..
سيداتي، آنساتي، "صباياتي". صغيرات وكبيرات، ذوات الشعر الأسود الفحمي والأبيض الناصع، وذوات اللون الحنطي وسُمرة الشمس، الشقراوات منكن والساحرات بالعيون الحورية. قصيرات القامة وطويلاتها، نحيفات الخصر والجسم وممتلئات الأرداف، ناهدات الصدر وشامخات الأنف....!.
باسم بعض الرجال –أتمنى لو أقول باسم كل الرجال، أحييكن بمنتهى الاحترام والمحبة والحب..
طبعاً هذا اليوم، يوم المرأة، هو نفسه يوم الحب والمحبة، وهذا يعني أنه يوم للرجل وللطفل أيضاً، هو عيد للإنسان، هو يوم للقلوب والمشاعر..

تقول أسطورة خلقٍ برازيلية للهنود الحمر، أن الإنسان الأول كان يعيش بلا ثياب، وكان يشعر في تشوقٍ ورغبة داخلية مثيرة وسحرية وجميلة جداً. وعندما شاهدت المرأة الرجل اعتقدت أنه تخرج من داخله أفعى. أراد الرجل بالمقابل تلبية رغبة الأفعى بالمضاجعة، ووجد مكاناً ما في المرأة وهناك أخفى الأفعى. وعندها شعر كل منهما بالمتعة الرائعة والنشوة العظيمة المقدسة. وفي نفس الوقت أعطيا حياتهما من أجل ذلك الشعور الساحر الفريد المُفرِح، ومن أجل السعادة والنشوة العظمى أيضاً. الأبناء، قاموا فقط بنسخ ما قام به الأهل.
هذا ما يعتقده الهنود الحمر بكل بساطة وبدون أية تعقيدات أو تفسيرات فلسفية أو غيبية وبلا مصطلحات "أخلاقية" مصطنعة. في هذه القصة يوجد كل شيء. المرأة والرجل وانسجامهما المقدس مع الطبيعة - الإنسانية، خوف وولادة. ويمكن أن يكون ما نقوم به ونجربه ونعيشه نحن هنا في هذه الحياة غير -أو عكس ذلك؟!. إنها صرخة على طريق الموت - الحياة، يكفينا من هذه "الحياة" التي تبتعد عن الحياة.!.
المرأة، النساء مقدسات. أعتقد أنهن كل شيء، هنّ القدرة الكليّة. فيهن تولد الحياة. منحة وعطاء الطبيعة. أنا فقط لهذا السبب تراودني الشكوك، لأن هذه الحياة تحمل معها شيء من الموت.
لا يعرف الإنسان كم من الوقت ينقضي حتى نلتقي من جديد، لا يعرف كم بقي في جعبته. كم نحن تعساء و(أغبياء) عندما نعتقد أنه عندنا وقت كافٍ، أنه يمكن أن ننتظر أكثر!..
إذا شعر أحدنا أن الحب أو المحبة لا يأتي من تلقاء نفسه، علينا الذهاب إليه وإيقاظه. طبعاً قديماً كانت الساحرات يجلبن الحب مهما كان بعيداً أو ضعيفاً. أما اليوم فكل إنسان يمكن أن يكون "ساحر/ة" حب..
لماذا يكون وقعها جميل إذا نظرت نحونا واحدة؟ لأنها امرأة، وأنا رجل. وبهذا يكون تقسيم الأدوار؟.
أشعر بشيء روتيني غريزيّ منذ بدء الخليقة، وهو أن أنظر إلى أرجل وأرداف وصدر المرأة، وأمر طبيعي أيضاً إذا قامت امرأة باستعراض رَجل بطيف نظراتها المغناطيسية..

بعد أن نظرَ إلى الصوَر قال: كنتِ بنت جميلة.
أمي كانت جميلة – ردت عليه، نعم، وإحدى أخواتي أيضاً جميلة. لكن أنا بالنسبة لهما لم أكن جميلة أبداً. أتذكر عندما كنت صغيرة كان أخوتي وأخواتي يصفوني بالشيطنة كتعبير عن عدم جمالي! لا بأس، لكنني لطيفة في تعاملي. "بَشِعة" أنتِ، "غليظة"، وما شابه ذلك قالوه لي، وأنا كنت أذهب إلى والدي والذي كان يقول لي، أنتِ أكثر تهذيباً ولطافة من الجميع. وكان هذا يكفيني. والحقيقة أنه غالباً كان يقول لي، بأنني بنت ذكية وعاقلة، وعندي عقل مثل عقل صبي. لكنه لم يقل لي أبداً أنني جميلة. ولم أسمع ذلك من صديقي، ولا من زوجي الأول، ولا من أي شاب حاول التغزل بي. أن تكوني قوية، يعني أن تكوني امرأة، وإذا كان هذا يحتاج منكِ إلى الشرح فإنكِ لستِ أنتِ، وأنا أردت أن أكون أنا. وكنت أعرف دائماً بأن الرجال يحبونني ويجدون عندي جاذبية من نوع خاص. نعم، لكن كيف؟ لم يريدوني عاشقة حبيبة من أجل مضاجعتي. كل واحد منهم أرادني زوجة له. شعروا بأنني أستطيع تقديم الأمان لهم.!.
عندما يظهر الحب في حياة أحدنا، يُمحى من ذاكرتنا كل شيء كان مُهِمّاً حتى تلك اللحظة، يبقى فقط الآخر المُهِم، هو/هي فقط. وهذا الـ "هي/هو" الرائع في كل هذا. لكن ذلك طبعاً شيءٌ خطيرٌ –هذا الخطر عذب-. شاب مراهق عمره 18 عاماً أو موظفة بعمر 40 عاماً تعانق شخصاً آخر، وفي هذه اللحظة "يذوب" العالم ويختفي حولهما.
المحبة والحب لا يعني أن ننظر باتجاه بعضنا، بل أن ننظر باتجاه واحد.!

قرأت مرة ما معناه، أنه عندما يغيب من داخلنا الحب، عندما يتوقف خفقان القلب المتسارع بقوة مطرقة حديد في ورشة، عندها لن تكون اليد رطبة متعرقة، لا يصبح الوجه أحمراً من وقع اللحظة وسحرها، والذي هو من علامات الحب، عندما لا يستطيع نفس الشخص وبمضاعفة اهتمامه الأول أن يؤثر في مشاعرنا وأحاسيسنا، لا يتم إنتاج مواد كيميائية أكثر من المألوف في الجسم. يقال أن ذلك هو أيضاً قرار قوانين البيولوجيا عند الإنسان.
كم هو جميلٌ لو نستطيع أن نعيش نفس تجربة الحب مع نفس الشخص.!. وجميل أيضاً ألاّ ننسى كل واحدة ربطتنا معها علاقة فيها شيء من الحب خلال حياتنا رغم الحزن المرافق للذكرى..

نحن الرجال اخترعنا ما وراء الطبيعة وملحقاتها حتى ننكرها ونكفر بها لأجلِك، لأنكِ كنتِ ومازلتِ قبل كل صور المعتقدات وستبقي بعدها وأبعد منها ومن الأبعاد.
في بلاد بابل، نتذكر درساً منذ 4000 عام، صار تقليداً في كل بقاع الأرض. وكانت العادة هناك أنه بعد الزواج مباشرة يقوم والد العروس بتقديم مشروب كحولي مصنوع من العسل للعريس ولمدة شهر كامل، ومن هنا جاءت تسمية شهر العسل. ما أحوجنا إلى دروس المحبة والحب، ولغته التي اختزلت "لغات" بابل وبرجها و...
من المفيد التأكيد على أن العيد يحمل الجمال والفرح، لأن الناس تعتقد وتشعر أنه من أجلهم ولهم، أو بالضبط من أجلهن.. مبروك عليكن عيدكن وعيدنا.. وتحية شكر لكِ..
شكراً لكِ أنتِ هناك، وأنتِ هنا، والثالثة والعاشرة و ...، التي أعطيتيني بسمة، حرارة لحظة، في الشارع، في المدرسة، في العمل، في الحديقة، في ...، شكراً لكِ أنتِ يا من عرفتها وأعرفها ويا من سوف أتعرف عليها، شكراً لأنكِ امرأة، شكراً لأنك كنتِ حاضرة عندما شعرت بالوِحدة، عندما كنت مريضاً، وعندما تصارعت الحياة وموتها. شكراً لكِ أنتِ طويلة البال، الذكية بدون "عنطزة" ومنفخة. شكراً لكِ أنتِ لأنكِ أخفيتيني وخبئتيني بين جدائلك يوم أردت الهروب من ذلك الكَم البائس. شكراً لكِ على الدفء الذي أعطيتيني إياه يوم كان العالم بارداً. شكراً لكِ أنك أنجبتي الأطفال، الأمل. شكراً لرائحة جسمكِ الطيبة كرائحة تراب الأرض يوم تُولِد الجديد. شكراً لك لأنكِ الرمز..

ورمز المرأة - الوطن، أو الوطن هو المرأة، هو الربيع والورود وعطرها الدائم أيضاً، الورد الذي لا تستطيع القضبان سجن عطره.. العطر الذي تترجمه الرمز د. فداء الحوراني عزيمة تنشر نورها وحبها ومحبتها التي نهتدي بها في خارج السجن – الوطن أم داخله. فداء، اسمها ورمزها يترجم لعنة بؤسٍ ترافق الوريث وبلاطه الذي سيتزحلق عليه مهما طال الزمن. قصيرة كلمات المحبة تلك لهذا الزمن الطويل الذي يبحث الخلاص من البؤس. والحب أحد أسلحة الخلاص...
....................
الحب ليس فقط يجعلكِ امرأة مثيرة جداً، وإنما جميلة أيضاً. وتكوني أنتِ جميلة حقاً عندما تكونين سعيدة، وتكوني سعيدة عندما تشعرين أنكِ محبوبة، وتعرفين ذلك من خلال الحب فقط.. وجوهكِ عديدة، وكل واحد أحبّ من الآخر، لأنك الحبّ ثم الحبّ ثمّ الحبّ.....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقالك حرك مشاعري
najee ( 2010 / 3 / 5 - 19:30 )
مقالك حرك مشاعري وجعلني في شوق الى النساء


2 - ?لماذا كل هذه الكنايات
nadim ( 2010 / 3 / 7 - 10:54 )
لماذا كل هذه الكنايات? لماذا لا تسمي الاشياء بكلماتها? لماذا تخاف من ذكر هذه الكلمات? متى ستظل عندنا عقده الجنس والخوف منه? ان لم يحررنا كتاب اليوم امثالكم من هذه العقد من سيحررنا وفي اي قرن? فلنتوقف عن الاختباء وراء الاصابع ونتكلم بشكل عادي وقريب من لغه البشر بدلا من الكتابه بكلمات نحويه تذكرني بسوق عكاظ وهذا نصك الذي اقصده والذي عبر لي مدى خوف وجبن معظم الكتاب من ذكر الاشياء بمسمياتها: -وعندما شاهدت المرأة الرجل اعتقدت أنه تخرج من داخله أفعى. أراد الرجل بالمقابل تلبية رغبة الأفعى بالمضاجعة، ووجد مكاناً ما في المرأة وهناك أخفى فتيله


3 - عملية تغيير مفاهيم المجتمع تتم ببطئ
د. فاضل الخطيب ( 2010 / 3 / 7 - 11:59 )
أحيي السيد ناجي والسيد نديم وكل الذين مروا من هنا.
وحول تعليق السيد نديم والكنايات وعدم تشمية الأشياء بأسمائها، أقول في البداية أن الهدف إيصال الفكرة، والهدف أيضاً المحافظة على الفكرة والتي يحاول من يكتبها أو إعادة صياغتها أن تترك أثراً إيجابياً. وفي عصر الأبيض والأسود ودار السلم ودار الحرب، والكافر والمؤمن و...إلخ.، اعتقد في هذه الحالة من المفيد -على الأقل محاولة عدم فتح جبهات نسعى لإقفالها، مع محاولة فتح نوافذ نسعى إلى توسيعها.. وقد استخدمت مرات كثيرة تعابير بدون تجميل أبداً، ولاقت الرد المتباين، بين المشنقة والتكفير والخيانة وبين الترحيب بأسماء مستعارة.. هذا الواقع، ومحاولة التأثير في تفكير المجتمع السيكولوجي تتم ببطئ شديد، وليست في قفزات وثورات وحركات تصحيحية وثورات يتم تشويهها قبل حدوثها. العملية تحتاج إلى كسب الثقة وتقديم بعض الأفكار بصراحة، وتغليف الفكرة بشكل لا يثير النفور. طبعاً لا تستطيع يا سيدي قول كل ما تؤمن به، لكن يجب أن يقول المرء ما يؤمن به..
حول الأفعى و..، أنا لم أقم -بتجميل أو تلطيف- التعبير، بل كان هكذا، كما قرأته في نصه الأصلي، ونقلت جوهر الأسطورة وتعابيرها.
شكراً


4 - اما ان تفرض نفسك او لا تكون
nadim ( 2010 / 3 / 7 - 12:17 )
شكرا على الرد وانا ضد التقدم البطيء فغيرك من الكتاب تحرر من هذه القيود وحطم رقما قياسيا في النجاح امثال الدكتور اسامه فوزي محرر جريده عربتايمز ---- واعتقد ان الكاتب الناجح هو الذي يفرض اسلوبه على القاريء وليس الذي يخفي شخصيته ويغير اسلوبه ليرضي فلان وعلان---- في هذا المجال اما ان تفرض نفسك وتكون او لا تكون ---- واتمنى ان تكتب بثقه اكبر ولا تخاف من شيء كي تتميز عن غيرك وكل ما هو ممنوع وغير مالوف مرغوب


5 - شكراً للمتابعة
فاضل الخطيب ( 2010 / 3 / 7 - 12:55 )
الرغبة شيء والواقع شيء آخر. والتغيير ليست فقط قضية رغبة وقناعة أو إيمان. بل إيجاد الوسيلة المناسبة لتسويق الفكرة التي نريد، في لغة بسيطة مفهومة ومقبولة، أو على الأقل لا تلاقي النفور. مشكلة بعض المثقفين العرب وكأنهم يكتبون لبعضهم أو لأنفسهم. وكانت عندي تجربة في القفز فوق كل تابوهات المجتمع، والتمعن في طريقة طرح الفكرة ليس الخوف-لا من النار ولا من التكفير-، انا بعيد عن الاثنين، وما عاد بتأثر زيادة حطبة للنار.
لا يكفي أن نضع هدفاً أمامنا. يجب أن يوجد طريق للوصول إليه. لا يكفي إيجاد الطريق، بل يجب السير عليه.. وهذا يعني البحث عن هدف وطريق موضوعي وليس خيالي، كي نستطيع السير عليه.. ربما يكون معك حق أننا بحاجة أحياناً إلى شجاعة أكثر كي يكون الواحد نفسه، لكنك تلاحظ أن بعض الشجعان يكتب باسم مستعار أو نصف مستعار. هذا هو المجتمع. الإنسان يتعلم طيلة حياته، وليس كل الناس تتعلم بسرعة. أحاول التعلم من كل شيء، وأحياناً أعيد المحاولة نفسها من جديد.. شكراً لرأيك سيد نديم ..

اخر الافلام

.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين


.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ




.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي