الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بمناسبة الثامن من آذار ... الخوف مرض أزلي لدى النساء في البلدان العربية !!

ناهده محمد علي

2010 / 3 / 5
ملف مفتوح -8 مارس 2010 - المساواة الدستورية و القانونية الكاملة للمرأة مع الرجل


منذ طفولتي وأنا أرى أخواتي وكل فتيات المنطقة يعشن حالة مزمنة من الخوف والمخاوف , وأول هذه المخاوف الخوف من الجنس الآخر حتى لو كان أخاً أو أباً , والخوف من الشارع وكل أنواع اللعب لئلا يمس طهارة الفتاة وشرفها , والخوف من التعليم والعلوم كافة , والخوف من الوضوح في كل شيئ , لأن كل وضوح يجعل الفتاة أكثر معرفة وجرأة , وكل جرأة تجعلها أكثر تعرضاً للخطر , لذا أول ما سمعته في محيط العائلة ثم المجتمع هي كلمة ( إحذري ) وحينما سألت من ماذا ؟ قيل لي : من كل شيئ .
إن المرأة الأوربية التي تعمل في المجالات العلمية والأدبية والثقافية والرياضية تعتبر محط أنظار الجميع وموضع تقدير من قِبل المجتمع , إلا أنها في محيطنا العربي تبدو موضع شك وتخوف من قِبل الجنس الآخر وحتى من بنات جنسها حتى تصبح كأنها تدور في حلقة مفرغة الى أن تصل الى مرحلة الخوف من موقعها , وهي النقطة التي حُذرت منها منذ البداية وكأن المجتمع يقول لها أما قلنا لكِ ؟ .
لقد قرأت الكثير عن أسماء نساء عانين الكثير لأنهن إخترن المهنة التي يردنها أو الرجل الذي يرغبن به أو وقفنا موقفاً صعباً سياسياً أو إنسانياً وهي ما تُدعى بالمواقف الرجولية حيث يصعب على النساء تخطيها .
إن المرأة العربية بحقيقتها غير قادرة على أن تختار حتى ملابسها بل يختارها المجتمع بأسره .
علمت قبل سنوات بإحدى الجامعات العربية بأنه قد حُدِد طول الثوب الجامعي ومن تتعدى ذلك من الطالبات فإن ساقيها ستُصبغ باللون الأسود من قِبل حراس الباب الجامعي , وكان من المصادفة المضحكة أن ذهبت إبنة رئيس الجامعة الى والدها بساقين سوداوين . وهكذا نرى أن القهر المجتمعي هو إمتداد للقهر البيتي حيث لا ناصر للمرأة العربية إلا القِلة المثقفة , ومن الطريف أن أتذكر أن في كل الدول الأوربية رقم تلفوني خاص هو أكثر شيوعاً من رقم الإسعاف أو الحريق وهو رقم للقهر البيتي والمجتمعي حيث لا يمتلك أي مخلوق الحق أن يقهر أو يجبر أية إمرأة مهما كان سنها على فِعل أو سلوك لا ترغب به , بالإضافة الى حمايتها من القهر الجسدي والعُنفي حتى لو كان والدها , ولا زلت أذكر حينما حكت لي إحدى الجارات عن طفلتها التي سجنت والدها بسبب صفعة صفعها لها , وكان أن ذهبت الطفلة بوجنتين حمراوين الى المدرسة ولاحظتها المدرسة ثم علمت منها بالأمر وأخبرت البوليس , وكثيراً ما تنشر الأخبار حوادث لآباء وأزواج مُعتدين يُحاكمون أمام الرأي العام .
لكن هذا لا يمنع من وجود علاقة الود والإحترام ما بين الوالدين والأبناء ضمن التقاليد العربية وهو ما أمرت به الأديان السماوية .
إن موضوع الإحترام المتبادل يجب أن يُطرح بدل الإحترام من جانب واحد وبدل العُنف البيتي الذي يُولِّد الخوف والجُبُن لدى المرأة العربية والذي يرافقها طوال حياتها ويعرقل كل خطوة جريئة تريد المرأة أن تتقدم بها على ذاتها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أنباء متضاربة عن العثور على حطام مروحية الرئيس الايراني


.. العراق يعرض على إيران المساعدة في البحث عن طائرة رئيسي| #عاج




.. التلفزيون الإيراني: لا يمكن تأكيد إصابة أو مقتل ركاب مروحية


.. البيت الأبيض: تم إطلاع الرئيس بايدن على تقارير بشأن حادثة مر




.. نشرة إيجاز - حادث جوي لمروحية الرئيس الإيراني