الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قرار لجنة المتابعة العربية من يغطي من؟

هاني الروسان
(Hani Alroussen)

2010 / 3 / 5
القضية الفلسطينية



قد يكون من نافلة القول الاشارة الى ان موافقة لجنة المتابعة العربية على إجراء مفاوضات غير مباشرة بين السلطة الفلسطينية والجانب الاسرائيلي لمدة أربعة أشهر، لا تعني شيئا لجهة محاولة اخيرة لإحداث اختراق جدي في جدار التصلب الاسرائيلي، والاهمال الامريكي، اذ ان الفترة الزمنية نفسها لا تكفي حتى لمجرد اجراء اختبار حقيقي لجدية النوايا بالقياس الى ما تراكم من استحقاقات منذ مجيء حكومة نتنياهو قبل نحو عام من الان.
ولئن كانت الحاجة الفلسطينية، للسير قدما في المسار التفاوضي، لانجاز تسوية تعيد للشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية، هي حاجة تجاوزت القيادة الفلسطينية، في تأكيدها التصريحات والمواقف السياسية، الى تقديم ما قد وضعها اكثر من مرة امام مساءلات عريضة ان على المستوى السياسي لهيئات السلطة والمنظمة، او على المستوى الشعبي.
كما انه اذا كان من المفروغ منه التأكيد على ان العرب، ومنذ قمة بيروت عام 2002 قد اكدوا استعدادا جليا للانخراط في سلام جماعي مع اسرائيل، يوفر لها اجواء وبيئة للعيش الامن، الذي يخلو من اي تهديد، وبشروط اندماجية، يجعلها جزء عضويا من نسيج المنطقة، كما لو انها شروط استباقية لتحييد القوة النووية العربية من احتمال اللجوء اليها مستقبلا، في حال استئناف الصراع.
واذا كانت الولايات المتحدة قد اعترفت تلميحا و تصريحا، بان غياب الاستعداد الاسرائيلي للتقدم بعملية السلام، والاصرار على الاستمرار بسياسة استيطان الارض الفلسطينية، التي عارضتها ولا زالت ادارة اوباما، وكل الادارات السابقة، وحتى ربما اللاحقة، هو ما دفع بجهود ميتشل الى طريق مسدود.
واذا كان العالم كله يدرك ان قرار الرئيس محمود عباس بالامتناع عن الاستمرار بعملية السلام في ظل سياسة اسرائيلية بالاضافة الى انها ترمي الى خلق مزيد من الوقائع التي لا تؤدي الى تعقيد عملية البحث عن تسوية متوازنة فحسب، بل الى الاطاحة بها، فانها تخالف مرجعيات العملية السلمية ذاتها، انما هو قرار يأتي في اطار رد الاعتبار لتلك المرجعيات، وهو للفت نظر العالم لضرورة انقاذ عملية السلام، من مخططات نتنياهو للقضاء عليها.
اذا كان كل ذلك واضحا، فهل يعقل ان يتناسى الجميع كل هذه الحقائق، ويحولوا النظر الى قرار الرئيس عباس على انه المشكلة، ويتم اجباره على العودة الى المفاوضات، عبر سبل شتى، احداها تلك التى لجأت اليها لجنة المتابعة العربية، حتى وان كان قرارها هذا لاحقا لرغبة فلسطينية، في الاستجابة لضغط امريكي سابق؟؟.
وهكذا تبدو الحقيقة وكأن المشكلة لم تعد في ان هناك التفاف عربي على الخطوة الرئاسية الفلسطينية، بل المشكلة ان قرار اللجنة جاء كما لو انه اعتراف عربي غير مباشر بخطأ قرار الرئيس عباس، وان العرب قد اوجدت له مخرجا يحفظ ماء الوجه.
والواقع ان جوهر الموضوع ليس هذا هو ايضا، فافتراض ان العرب مارست ضغطا على الرئيس الفلسطيني، للعودة عن قراره، يثير تساؤلا عن الهدف الامريكي الاسرائيلي، في دفع العرب لاجبار الرئيس محمود عباس، لولوج المفاوضات من الباب الخلفي، او في الاستجابة العربية لعرض فلسطيني، معروف انه نتاج لضغط امريكي ؟.
وهنا لعل من ابسط الاجابات احتمالا، هو ان الرئيس الامريكي اوباما عاد ليمارس الدور التاريخي للولايات المتحدة، بتوفير ما تحتاج اليه السياسات الاسرائيلية، من دروع واقية للتقدم نحو اهداف جديدة، يكون اهمها على الاطلاق درع كسب الوقت، الذي عمل على تغيير البيئة النفسية للصراع العربي الاسرائيلي برمته. فلم يعد المرء بحاجة لجهد يذكر، ليكتشف ان اسرايئل اليوم، ما عادت في المخيال العربي، هي اسرائيل 1948 ولا اسرائيل 1956 ولا اسرائيل 1967 كما انها ليست اسرائيل 1973 ولا حتى اسرائيل 1982.
كما يقع في نقس الاطار، كما تذهب الى ذلك بعض المصادر السياسية والاعلامية، ان الولايات المتحدة، بدأت تعد المسرح الاقليمي لاكثر من احتمال، بات مفتوحا عليها تطور الاوضاع في المنطقة، وان السعي لتبريد بعض مناطق التماس، ضرورة يمليها التركيز على اي من تلك الاحتمالات.
لكن وفي كل الاحوال، ليس ثمة ما يشير، الى امكانية المجازفة، للقول ان من بين نتائج اي من الاحتمالات التي دفعت الولايات المتحدة، للالتفاف على القرار الرئاسي الفلسطيني، بالضغط ان على الرئيس عباس مباشرة – وهي ما توقفت عن فعل ذلك -، او على العرب لتمرير ضغطها الى الجانب الفلسطيني، او العكس، سيكون في مصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته، بل ان مزيدا من هدر الوقت في مفاوضات لا افق لها، لن يكون الا في مصلحة اسرائيل، التي لم تتوان عن استباق اجتماعات لجنة المتابعة العربية، بقرار توسع استيطاني وفي منطقة القدس تحديدا، لتدفع الى التساؤل، عن من يغطي من، قرار لجنة المتابعة العربية؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تتطور أعين العناكب؟ | المستقبل الآن


.. تحدي الثقة بين محمود ماهر وجلال عمارة ?? | Trust Me




.. اليوم العالمي لحرية الصحافة: الصحافيون في غزة على خط النار


.. التقرير السنوي لحرية الصحافة: منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريق




.. بانتظار رد حماس.. تصريحات إسرائيلية عن الهدنة في غزة