الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نوايا ظاهرة لتزوير الانتخابات

محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث

2010 / 3 / 5
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


يبدو أن القوى الفاعلة تعد لطبخة كبيرة في الانتخابات التي ستجري بعد أيام ،فقد ظهرت بوادر خطيرة أفزعت الكثير من القوى المشاركة ودفعتها للإعلان عن خشيتها من اللجوء الى التزوير بما يطفو على الساحة من تحركات مشبوهة لا تخفى على المطلعين على حقيقة القوى المؤثرة وأهدافها في الإمساك بالسلطة بيد من حديد والاستقتال دونها بالطرق المختلفة التي سيكون التزوير أحدى مظاهرها،فالمفوضية المستقلة للانتخابات أنشأت على أسس تدعوا الى الشك والريبة فهي تمثل القوى الكبرى الممسكة بالسلطة،والبوادر الظاهرة في عملها تدعوا للخشية كثيرا فقد قامت بطبع سبعة ملايين بطاقة اقتراع زائدة بذريعة واهية لا تصمد أمام المنطق،فجميع الدلائل تشير الى أن المشاركة الشعبية في الانتخابات ستكون بأدنى مستوياتها مما يعني أن هناك ملايين الأوراق الزائدة،والأمر الآخر ما أشارت له مرجعية السيد السيستاني من استعمال أحبار قابلة للمسح بدلا من ألأحبار الأصلية التي لا يمكن التلاعب بها ،الى جانب أن المنسبين للعمل في مكاتب المفوضية جرى اختيارهم على أسس حزبية وانتماآت معلومة وثبت انحيازهم في انتخابات مجالس المحافظات عندما عمدوا للتلاعب بالنتائج من خلال تغيير النتائج للفرز الأولي وهو ما أشار إليه رئيس الوزراء في لقاء مع قناة السومرية ،ووجود مئات الصناديق التي جرى التلاعب بها مما أدى الى إلغاء قسم منها لتمرير أضعافها بحكم السلطة الساندة للمفوضية،والأمر الآخر هو منعهم لمشاركة الإعلاميين في التغطية والمراقبة الى عدم إصدار ما يكفي من بطاقات المراقبين لبعض القوى السياسية واقتصارها على جهات معروفة،وظهر الأمر جليا في مكاتب المفوضية في الخارج حيث جرت ممارسات كثيرة تثبت انحياز مسئولي المكاتب الذين كانوا من ممثلي الكتل الكبيرة،ودفع الكثير من المنظمات المدنية والكيانات المشاركة الى تقديم شكاوى للمفوضية تطالب بإعادة النظر في مكاتب الخارج التي ثبت انحيازها من خلال إهمالها للكتل البعيدة عن السلطة ومحاولاتها أبعاد الناخبين المعروفين بولائهم لجهات علمانية من خلال اتخاذ أجراآت كيفية في تغيير أماكن الاقتراع أو عدم الأخبار عنها واقتصار ذلك على أحزاب السلطة والتابعين للتحالفات الثلاثة ،كما ظهر في المذكرة المرفوعة من قائمة اتحاد الشعب لمفوضية الانتخابات والأمم المتحدة حول ما يجري في كندا من محاولات لتهميش قوائم وطنية،واستقالة الأستاذ فاضل حسين ألأسدي عن العمل في مركز مانشستر بسبب سوء الاختيار لمركز انتخابي لا تتوفر فيه أبسط المقومات ووجود فساد مالي في عمل المفوضية،أو المذكرة المرفوعة من الوطنية في أستراليا حول قيام مكتب المفوضية هناك بتعيين مسئولين ينتمون للأحزاب النافذة في العراق،والمذكرة التي قدمتها القوى السياسية في المملكة المتحدة عن سوء تصرفات مكتب المفوضية وانحيازهم المكشوف لقوى حاكمة في العراق وعدم تبليغ الكيانات بما يجري من أعداد للانتخابات،أو ما قدمته الكتل المهمشة في السويد عن الأجراآت إلا ديمقراطية التي اتخذتها المفوضية هناك،فإذا كان ما يجري في خارج العراق بهذه الصورة وفي بلدان معروفة بديمقراطياتها فما بالك بما يجري في الداخل العراقي في ظل سيطرة واضحة لهذه القوىوهو ما ظهر واضحا في التصويت الخاص عندما أخذت القوى الكبرى ممارسة الضغوط المختلفة للتصويت لصالحها أو استعمال القوة السلطوية في الدعاية لها والإجبار على انتخابها بوسائل الترهيب والترغيب أو عدم تسجيل بعض الأسماء أو تجاوز بعض الأماكن التي ليس لهم وجود فيها كما يقول المطلعين.
أن ما يجري من مفارقات هي بدايات لعملية تزوير كبرى قد تعصف بأبسط المبادئ الديمقراطية وقد تؤدي الى حدوث احتقانات لها آثارها على الأمن العراقي وسير العملية السياسية وما قد يشكل من انهيار كامل لها وإعطاء المجال للمتربصين لإعادة الفوضى والاقتتال من جديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دليل ضعف
عبد الكريم البدري ( 2010 / 3 / 5 - 10:19 )
تحية لأبي زاهد
ان صحت ألأخبارالمشاراليها في وسائل ألأعلام فهذه مشكلة حقا كئيبة ومظلمة تنبض في غيروضوح وتختفي وراء ستار كثيف من الكلام الرنان الذي اعتاده رجال السلطة وهو دليل ضعف وخشية من الناس واستهانة بعقولهممن جهة وشعوربالنقص والتخبط والفشل. واذا اعتبروا هذا من باب قواعد اللعبة السياسية التي تعني الغش في السياسة عرف سائد ونحن البسطاء ايضا نعرف انها ذات مقاصد غيراخلاقية ولا شرعية لمن يصنع التقوى.


2 - من شب على شيء شاب عليه
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 3 / 5 - 14:06 )
الأستاذ عبد الكريم البدري
أن المعركة التي تخوضها القوى الوطنية في العراق غير متكافئة فطعا فالقوى المهيمنة على سلطة القرار تحاول بشتى الطرق حسم الأمور لصالحها أبتداء بقانون الأنتخابات سيء الصيت وتشكيل مفوضية لا تمتلك شيئا من النزاهة أضافة لأستغلال مواردالسلطة وأمكانياتها والدعم الخارجي وأخيرا التزوير وأستعمال الترغيب والترهيب ولا أدري الى أين ستئول الأمور في ظل هكذا أجراآت


3 - أول الغيث قطر
علي الشمري ( 2010 / 3 / 5 - 18:43 )
تحياتي للاخ أبا زاهد
في التصويت الخاص في الرمادي اكثر من ثلاثين ألف من العسكريين لم يجدوا اسمائهم وبالتالي حرموا من الادلاء باصواتهم,في بغداد أكثر من 4 ألف عسكري لنفس السبب.اليوم في انتخابات الخارج ,الذي عنده جواز سفر فئة(ا) أو(ب) يطلبون منه جواز فئة ج والذي عنده جواز ج يطلبون منه البطاقة التموينية,مما أدى الى أشتباك الناخبين العراقيين مع موظفي مراكز الاقتراع وقامت الشرطة البريطانية بفض الاشتباك,أما في سوريا فقد تم القبض على اثنين من الايرانيين قاموا بعملية الاقتراع غير الذين نفذوا والله أعلم كم عددهم ,فأي شفافية ونزاهة يتكلمون عنها ,والله يستر من يوم الاحد ,فقد يكون أحد دامي جديد ولكن ليس بالدم وأنما بالتزويرلطموحات الشارع العراقي,,,,,تحياتي للكاتب ِ


4 - أخذ فالها من أطفالها
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 3 / 5 - 19:32 )
الأخ علي الشمري
يبدو إن القوى الكبرى مصرة على حسم الأمور لصالحها وستسلك جميع الطرق للوصول الى غاياتها ولكن أملنا كبير بان يكون رد الفعل الشعبي صارخا في تغيير مسارات العملية السياسية وان لا تتكرر التجربة الإيرانية في العراق لان الأمور قد تأخذ منحى آخر بعيدا عن المصلحة الوطنية و:
إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلابد إن يستجيب القدر

اخر الافلام

.. قرارات بتطبيق القانون الإسرائيلي على مناطق تديرها السلطة الف


.. الرباط وبرلين.. مرحلة جديدة من التعاون؟ | المسائية




.. الانتخابات التشريعية.. هل فرنسا على موعد مع التاريخ ؟ • فران


.. بعد 9 أشهر من الحرب.. الجيش الإسرائيلي يعلن عن خطة إدارة غزة




.. إهانات وشتائم.. 90 دقيقة شرسة بين بايدن وترامب! | #منصات