الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عرسنا الديمقراطي .. مهمة وطنية عراقية

باسم عبد العباس الجنابي

2010 / 3 / 5
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق



بعد أن تم القضاء على النظام الدكتاتوري وإدلاء رمز الطغيان في قبور التاريخ بمعية فكر البعث الشوفيني استبشرنا خيرا من اختيارنا النظام الديمقراطي التعددي حيث زاولنا حرياتنا بالتعبير عن آرائنا وحرية التنظيم بلا خوف أو وجل،لكن الحرية الاقتصادية أعاقها المفسدين،وكذلك الحرية السياسية التي تطاول علينا الارهابيين صحبة فصائل العنف (مليشيات وجماعات مسلحة بفكر عفن أساسه القتل وترويع الشعب إضافة إلى الاكراه)،ومع ذلك تجاوز العراق تلك المحن،وأقام دولة شبه ناقصة بسبب تواجد كل تلك الحقول المزرية المخربة لمكتسباتنا في موقع السلطة في عراقنا الجديد ،وان مجرد وصول الطائفيون إلى سلطة القرار السياسي يعد اخفاقا بحق الحضارة العراقية،وشعبنا بنى عبر مراحل تطوره حضارات لا تزال شاخصة ناصعة باهرة ،و حينما نقيم عرس الديمقراطية نكون قد أنجزنا مهمتنا الوطنية،ورسخنا وجودنا الانساني،الذي يحتاج بصيرة ثاقبة،نختار فيها حكامنا التقدميين الديمقراطيين،برامجا واحزابا،ونحن وحدنا ملقاة على عاتقنا إعلاء شأن العراق ،وخدمة شعبنا المبتلى بحفنة خرجت من قماقم التاريخ كي تؤخر لحاقنا بركب الأمم المتقدمة،هؤلاء صنيعة ما قبل الحداثة وتحرر الشعوب من استبداد السلاطين،هم راكسون في مستنقعات العبودية وضلال الاقطاع السياسي ،مستهلكون غير منتجين،ما زالوا قابعون في نظرية علم الكلام الأشعري،محنطون بتيجان الحجارة،ينهلون من السهام والسيوف مادة التعنيف وإكراه الشعوب على أفكار دحظتها الشعوب خلال نضالها التحرري،وهكذا بأيدينا وعقولنا المتفتحة على آمالنا العريضة،وامنياتنا بإقامة عراق مدني عصري ،نعيش في ظلاله وأشعة الشمس تمدنا بأنوارها لنحيا في دولة دستورية يتساوى فيها المواطنون ،الذين نشبع حاجاتهم،وحين توجهنا إلى صناديق الاقتراع الحر ونحن سعداء،تكون أحلامنا مشروعة قابلة للتنفيذ ،لنقيم أسيجة مانعة لتدخل دول الجوار التي ما فتأة تحشر أنوفها في شأن وطنيتنا،إذن هي وقفة جادة لوقف نزيف التطاول،وانتزاع سيادتنا الوطنية من براثن كوارث دول الجوار،وهي أيضا وقفة مثمرة لإختيار الليبراليين الذين سيصلحون ما أفسده الآخرون،وبهذا نفرض رقابة شديدة على الطائفيين بعد إقصائهم من السلطة السياسية،وكذلك نفرض رقابة على السلطة التنفيذية خشية انحرافها عن نظامنا الفدرالي الديمقراطي،ونحاسب حسابا عسيرا مجرمي الارهاب وكافة من يتبنى العنف وسيلة لقهر ارادتنا العراقية الوطنية،أنه يوم مجيد نزف فيه مرشحينا لتمثيل طموحاتنا في ازدهار عراقنا ورفاهية مواطنينا،والرأي الصحيح اننا نستحق أن نصنع أمجادنا بأنفسنا،فالاصل أننا شعب الذرى ودائما في اللحظات الحرجة يستبين معدننا النفيس البراق الذهبي.
وحتى تلك الساعات التي سنذهب أفواجا لنخوض عرس الحرية ،نتقدم بالشكر والتقدير لصانعي تاريخ العراق الديمقراطي صحبة الليبراليين بفكرهم الحداثي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معدن اليورانيوم يتفوق على الجميع


.. حل مجلس الحرب.. لماذا قرر نتنياهو فض التوافق وما التداعيات؟




.. انحسار التصعيد نسبيّاً على الجبهة اللبنانية.. في انتظار هوكش


.. مع استمرار مناسك الحج.. أين تذهب الجمرات التي يرميها الحجاج؟




.. قراءة عسكرية.. ما مدى تأثير حل مجلس الحرب الإسرائيلي على الم