الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انا انتخب... اذن انا موجود

عبدالرزاق العبودي

2010 / 3 / 5
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق



من البديهي أن يكون هاجس الانتخابات المقبلة وماستفرزه من نتائج مصيريه تتعلق بمستقبل العراق وهيكلية نظامه الديمقراطي حديث النشأة هي الهم الاول لكافة أبنائه، فمن المعلوم بأن هذا البلد ووفقآ لكل المقاييس والاعراف كان ولازال يتعرض لاشرس هجمة بربريه تستهدف وجوده وأستقلاله ووحدة أراضيه بل هي تنال من كيانه برمته،الامر الذي يستدعي أن يكون الجميع بمستوى المسؤولية الملقاة على عاتقهم في أعادة بناء وطنهم وأزالة كل آثار تلك الحقبة السوداء وفي مقدمة هذه المسؤوليات تأتي المشاركة الفاعلة في الانتخابات التي ستجري في السابع من آذار 2010م.
أن السوآل المطروح الان هو لماذا هذا الاهتمام المتزايد بموضوع الانتخابات في العراق ، اذاما علمنا بانه أمر روتيني بالنسبة لبقية الدول ، وللاجابة على هذا التساؤل المشروع نقول بأن العراق ليس كتلك الدول أبدآ بل هو مختلف عنها أختلافآ جوهريآ ، فقد أنتقل هذا البلد من نظام حكم شمولي دكتاتوري أستبدادي قائم على تسلط حزب قومي واحد الى نظام يتميز بالديمقراطية والانفتاح والتعددية التي تتيح للفرد الحرية الكاملة في الاختيار والتعبير عن رأيه في كافة الامور التي تتعلق بحياته ومصيره،هذا من جانب ومن جانب آخر فهو بلد متعدد الاعراق والمذاهب وفيه العديد من الاقليات ، ولنا أن نقول أيضا بأنه لازال تحت الاحتلال الاجنبي وهو مكبل بالعديد من القيود ومنها البند السابع الذي لم نخرج منه لحد الان وهو مادعانا للقول بانه مختلف تمامآعن بقية البلدان والشعوب.
ان التأكيد على أهمية المشاركة بالانتخابات من خلال الربط بين الانتخاب والوجود يعني أننا يجب أن لانكون مجرد هياكل بشريه وكائنات هامشيه تخضع لاهواء النخبه ورغباتها ومصالحها الخاصة بل يجب أن نكون أرقام مؤثره وعوامل فعاله في تغيير معادلات البناء والتغيير.
أن ألمشاركة الواسعه من قبل كافة أطياف المجتمع العراقي في هذه الانتخابات هو أمر في غاية الاهميه لعدة أسباب ولعل في مقدمتها أنها ستقرر مصير البلد من خلال حسن أختيار أعضاء البرلمان على أساس القائمة المفتوحه والتي تتم للمرة الاولى الامر الذي لايدع مجالآ للشك بأن أبناء شعبنا سيحسنون الاختيار حتمآ.
أن حسن أختيار الاشخاص الاكفاء المؤهلين لتحمل هذه المسؤلية الجسيمه يتطلب أن نضع مصلحة البلد والشعب فوق كل أعتباربعيدآ عن المحسوبية والمنسوبيه التي قد ترهن سيادة البلد ومصالحه العليا بأجندات معينه تتبع هذا الطرف أو ذاك وتدفع بالوطن نحو منزلق خطير .
نحن أحرار في أختيار من نراه مناسبا لهذه المهمه و لذايجب أن نعلم بأ نه ينبغي أن لايكون أختيارنا مبنيا على أسس وظروف موضوعية طارئه ،آخذين بنظر الاعتبار أن لامجاملة على حساب الثوابت التي نؤمن بها جميعا ، وهي أن الوطن يجب أن يكون في حدقات العيون وأن الدفاع عن المظلومين ونصرتهم أمر في غاية الاهميه وأن لاشيْ يعلو على المباديْ السامية التي نؤمن بها وأعني بها مباديْ الاسلام العظيم القائمة علىأسس الايمان و العدل والمحبة والمساواة مع التأكيد على أهمية المحافظة على أستقلال العراق وحريته وسلامة أراضيه .

لقد آن الاوان لكي نقول كلمتنا وبصوت عال بعيدا عن أملاآت الاخرين الذين لاينظرون سوى لمصالحهم الآنيه المبنية علىمباديْ وأفكار مصلحية وحزبيه ضيقة تستهدف الكسب المادي السريع على حساب مصلحة الوطن، وبهذه المناسبة نهمس في آذان هؤلاءبالقول((رحم الله أمرءآ عرف قدر نفسه)) وكفاكم غرورآ وعنجهية وصلفآ فليس العراق ضيعة لهذا الحزب او ذاك وقد مللنا الدكتاتورية وعبادة الاشخاص ولاحل أمامنا سوى التغيير الذي سوف نحدثه بأنفسنا عندما ننتخب أبن العراق( من غير متعددي الجنسيات) المؤمن بالثوابت التي ناضلنا من أجلها طويلا وفي مقدمتها السماح لاصحاب الاديان والمذاهب بممارسة شعائرهم بكل حريه وفي مقدمة ذلك حرية ممارسة الشعائر الحسينيه والتي كفلها الدستور آخذين بنظر الاعتبار أن لاشيْ يعلو فوق الحق فهو يعلو ولايعلى عليه.
أنها دعوة مخلصة للتغيير الذي سوف يكون بأيديكم أنتم من خلال المشاركة الواسعة بهذا العرس الجماهيري الذي سوف لايدع مجالا للآخرين أشخاصا وحكومات لتزوير ارادتكم والاتيان بالاشخاص الذين ينفذون أجندة ساداتهم على حساب مصلحتكم ، ولتكن هذه التجربة فاتحة لتجارب اخرى ناجحه تأتي بالخير والسعادة لهذا الشعب الصابر المجاهد الذي أصيب بالاحباط بسبب الوعود المبنية على آمال وردية كاذبه وليكن شعارنا أنا أنتخب....أذن أنا موجود.
عبدالرزاق العبودي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا جرى في «مفاوضات الهدنة»؟| #الظهير


.. مخاوف من اتساع الحرب.. تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل| #




.. في غضون أسبوع.. نتنياهو يخشى -أمر- الجنائية الدولية باعتقاله


.. هل تشعل فرنسا حربا نووية لمواجهة موسكو؟ | #الظهيرة




.. متحدث الخارجية القطرية لهآرتس: الاتفاق بحاجة لمزيد من التناز