الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيتها النساء العاملات ، اتحدن .

ليلى محمود

2015 / 5 / 7
ملف - حقوق المرأة العاملة في العالم العربي - بمناسبة ايار عيد العمال العالمي 2015


النساء العاملات في المغرب موحدات، و من قال العكس ؟
بالفعل إنهن كذلك. يوحدهن واقع الاستغلال و الاضطهاد و الحرمان و الكبت... يوحدهن في ساعات الاستيقاظ المبكرة و الإصطفاف للإلتحاق بأماكن العمل في طوابير، و قضاء معظم ساعات اليوم في بذل الجهد و التعب ثم العودة إلى الأعباء المنزلية و / أو تربية الأطفال ، فالخلود للنوم ساعات قلال ...
تُوحدن في النظر إليهن من طرف المجتمع أفرادا و جماعات باعتبارهن ناقصات و أدنى مستوى و درجة من الرجال و غير قادرات على تحمل المسؤوليات و أعباء الحياة.
تُوحدن أمام ممارسات التحرش و الاعتداء الجنسيين، و تَلَقي الألفاظ البذيئة في المعمل و الشارع و ربما البيت أيضا، و عندما يُهتم بمظاهرهن الخارجية و أجسادهن و أزيائهن دون أن يُعار الاهتمام إلى مستوياتهن الفكرية و العملية و قدراتهن الإبداعية و شخصياتهن و مشاعرهن ...
تُوحدن كذلك في فرض الخضوع عليهن للباطرون و أبنائه و عائلته ، للرئيس المباشر في العمل، للأبوين و الإخوة الذكور صغارا و كبارا، و كذا لأبناء الحي و لشيوخه من مرتادي المساجد بانتظام الذين يخاطبون الآخرين بسم الله و الدين، كما لرجل السلطة من "مقدم" الحي إلى شرطي المرور...
تُوحدن أيضا عندما يلقي البرجوازي من أصحاب المصانع و المعامل و الضيعات بنتائج الأزمات الاقتصادية على كاهلهن، فتتعرضن للطرد الجماعي دون تعويض، لتُصبحن ضحايا سماسرة الإتجار في اللحم الآدمي (بيع الجنس) و التهجير (الحريك) ...

إن النساء العاملات مُوحدات في حياتهن وواقعهن، و كذلك في مستقبلهن و مصيرهن.مُوحدات في قيودهن ، حتى و إن قيل عن أن بعضها من ذهب تبقى قيودا، تجعل منهن عبيد العبيد في القرن الحادي و العشرين.أما المطلوب منهن الآن فهو الإتحاد ؛إتحادهن الواعي و بكامل إرادتهن،إتحاد يهدف إلى استعادة كامل إنسانيتهن المفقودة و المسلوبة ، و تحطيم كل الحواجز و القيود التي تَحول دون ذلك، ومحو كل الخطوط الحمراء المحيطة بهن ، بمبادرتهن و طموحاتهن و أحلامهن . إتحاد من أجل التحرر الحقيقي و الفعلي من الاستغلال اليومي المكثف في المعامل و الضيعات..
التحرر من الأعباء المنزلية التي تبلدهن وتبعدهن عن مجالات الإبداع و الخلق و الإنتاج.. التحرر من الكبت و الحرمان المغلف بعبارات القيم و الأخلاق المنافقة، والتحرر من النظرة الاختزالية لهن في أدوار محددة سلفا(إشباع الرغبات الجنسية للرجل، تربية الأبناء ،القيام بالأعمال المنزلية.. ) دون أن تؤخذ بعين الاعتبار إنسانيتهن الكاملة.
في الإتحاد و النضال قوتكن القادرة على هزم كل أعدائكن ، و استرجاع حريتكن ولن تخسرن سوى قيودكن.

فيا أيتها النساء العاملات ، إتحدن .
إفتتاحية العدد الثاني لنشرة " حرة " ، نشرة نسائية تقدمية، عدد 8 مارس 2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الألعاب الأولمبية باريس 2024: إشكالية مراقبة الجماهير عن طر


.. عواصف في فرنسا : ما هي ظاهرة -سوبرسيل- التي أغلقت مطارات و أ




.. غزة: هل بدأت احتجاجات الطلاب بالجامعات الأمريكية تخرج عن مسا


.. الفيضانات تدمر طرقا وجسورا وتقتل ما لا يقل عن 188 شخصا في كي




.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويوقع المزيد من القتلى و