الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتابعة العربية تفرط بالأراضي الفلسطينية والمقدسات الإسلامية

عزام يونس الحملاوى

2010 / 3 / 6
القضية الفلسطينية


ان تعنت العدو الصهيوني في مفاوضات السلام, ومصادرته للأراضي الفلسطينية, وتهويد القدس وبناء المستوطنات, دفع القيادة الفلسطينية الى اتخاذ قرارا بوقف المفاوضات , وعدم العودة إليها إلا بوقف كامل للاستيطان, والتوقف عن نهب الأرض, وتهويد القدس ,والاعتداء على المقدسات0 وبناء على ذلك, قام الرئيس أبو مازن بجولات دبلوماسية لعدد كبير من الدول المختلفة للحصول على دعم للموقف الفلسطيني, وتحريك عملية السلام, ورفع الحصار عن قطاع غزة ,مما شكل موقف وطني وفصائلي موحد, مع التفاف معظم كافة شرائح الشعب خلفه دعما لموقفه 0 ولكن عند عرض الموقف الفلسطيني على لجنة المتابعة العربية, (وهنا كان الخطأ) اتخذت قرارها بعودة المفاوضات الغير مباشرة لمدة أربعة شهور, وكان هذا القرار نتيجة طبيعية لحالة الانقسام والضعف التي تعيشها الساحتان الفلسطينية والعربية على حد سواء, مما أدى الى عدم دعم الموقف الفلسطيني وتعزيز صمود شعبنا في مواجهة الضغوط الأمريكية والعدوالصهيوني0ومما زاد الطين بله, ان هذا القرار تزامن مع الضعف والانقسام والعجز العربي, الراغب في التنصل من تحمل مسئولياته تجاه القضية الفلسطينية, وليغطي أيضا على الرغبة الرسمية الغير معلنة للقيادة الفلسطينية لاستئناف الحوار. ولقد كان من الأفضل والأقوى, أن يتم وضع القرار الشعبي والوطني الفلسطيني, الداعي بعدم العودة للمفاوضات إلا بإيقاف كامل للاستيطان وتهويد القدس, مع تحديد إطارها المرجعي وسقفها الزمني أمام لجنة المتابعة, ليكون قرارها صائبا ومغايرا لما قررت, لأن قضية الأرض ثابتة لا اجتهاد فيها0 ان قرار استئناف الحوار لم يكن بحاجة الى غطاء عربي, لان القيادة الفلسطينية كانت ترغب فى استئناف المفاوضات, حيث صرح بعض قادتها بذلك عندما أعلن جورج ميتشل عن عودة المفاوضات الغير مباشرة,بعد ان حصل ميتشل على موافقة نتنياهو بشرط ألا يحدد سقف زمني للمفاوضات, لأنه سيدخل المفاوضات بلا آت اسرائيل الدائمة والمعروفة وهي: لا للقدس العربية, ولا لإيقاف بناء المستوطنات في الضفة الغربية, ولا تنازل عن غور الأردن حدود اسرائيل الشرقية, مع منح الفلسطينيين سلام اقتصادي, وهذا يعني التنازل فقط عن المناطق المكتظة بالسكان, بالاضافة الى تسهيلات من أجل تحسين مستوى المعيشة للفلسطينيين . لهذا فقد كان قرارا التوجه للجنة المتابعة العربية قرارا غير منسجما مع قرارات المجلس المركزي الفلسطيني, ومثل تراجعا عن موقف الإجماع الوطني والشعبي الذي أكد على عدم العودة للمفاوضات دون وقف الاستيطان, ولان قرار وقف المفاوضات أيضا, لا يمكن أن يكون شعارا أو تكتيك في مثل حالتنا الفلسطينية, بل هو موقف يتخذ لبناء أهداف نضالية أخرى بجانبه, لتساعدنا فى تحقيق أهدافنا المشروعة بتحرير أرضنا وإقامة دولتنا0لذلك فان القيادة الفلسطينية لم تتجه لشرعنه هذا القرار, إلا لتمريره داخل اجتماعات اللجنة المركزية ل م.ت.ف ,ويكون الورقة الرابحة التى سترفع في وجه المعارضين0 لقد أهدرت السلطة الوطنية الفلسطينية فرصة ثمينة لإعادة اللحمة والتكاتف لأبناء الشعب الفلسطيني ليتمترسوا خلفها, لتعديل ميزان القوى ولو بالحد الأدنى مع العدو الصهيوني, ولفرض رؤيتنا الفلسطينية للمفاوضات . ان هذا القرار يعتبر خضوع وانهزام للموقف الفلسطيني والعربي, وانتصار لليمين التطرف المتمثل بنتياهو وليبرمان اللذان بعثا برسالة الى الزعماء العرب, مفادها بان قراركم فى يد قادة اسرائيل, وليس مستقلا كما تتشدقون, وبهذا يكون القرار فقط للمباركة, ومنح الشرعية العربية لاسرائيل, لزيادة الاستيطان, وتهويد القدس, والتأكيد بأن الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال جزءا من التراث الصهيوني, بالاضافة الى انه كان حبل النجاة لإنقاذ نتنياهو الذي يواجه معارضة داخلية, ووزير خارجيته الذي يحقق معه بتهمة الفساد, وكل هذا على حساب القضية والشعب الفلسطيني . والآن, ماذا سيحدث بعد انقضاء الأربعة شهور دون إحراز أي تقدم في عملية السلام ؟؟؟ هل سيتبنى القادة الفلسطينيين والعرب خيارا آخر يكون حاسما وذو فاعلية وأكثر نفعا من المفاوضات لحل القضية الفلسطينية, وانهاء معاناة الشعب الفلسطيني ؟؟؟ وهل سيضعون الآليات اللازمة لتنفيذ ذلك؟ ؟؟ لقد بات من الواضح بأن العدو الصهيوني غير مستعد لعملية السلام, ولن يمنح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة, وستنتهي الشهور الأربعة ولن يحصل أي تقدم في المفاوضات, وكذلك لن يتخذ القادة الفلسطينيين والعرب أي قرار آخر غير المفاوضات من أجل المفاوضات, وسيبدءون من الآن بتجهيز القرارات للمرحلة القادمة ,فتكون اسرائيل قد نهبت ما تبقي من الأرض, وهودت القدس, وضمت المزيد من المناطق الإسلامية الى تراثها, وأكملت سلسلة مستوطناتها كما تخطط0 ان المرحلة المقبلة ستكون أكثر إحباطا ,لأن الاهتمام والتركيز الأمريكي سيكون كالعادة على العراق وأفغانستان, والحرب التي بدأت رياحها تلوح في الأفق, بالاضافة الى ان الولايات المتحدة بالغت في تقديرها لحل القضية الفلسطينية, وعجزت أن تفرض حل الدولتين على اسرائيل0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن بوست: صور جوية تكشف ملامح خطط إسرائيل لما بعد حرب غزة


.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف طلب إيران بجمعها في مخيمات بـ




.. عشرات القتلى والمصابين في هجمات إسرائيلية على مناطق عدة في ا


.. دانيال هاغاري: قوات الجيش تعمل على إعادة 128 مختطفا بسلام




.. اللواء الدويري: الجيش الإسرائيلي يتجاهل العوامل الغير محسوسة