الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ارفع رأسك عاليا يا ابن العراق الجديد

زينب رشيد

2010 / 3 / 6
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق



في العراق فقط انتخابات حرة وديمقراطية وشفافة ونزيهة جرت قبل أربع سنوات وستجري غدا بحول العراقيين جميعا..

في العراق فقط يشعر المواطن العربي والكردي وغيرهم بحلاوة طعم الحرية وممارستها فعلا لا قولا عبر صناديق الاقتراح التي ستفتتح غدا في كل أرجاء العراق..

في العراق فقط دون غيره من بلدان العرب العاربة والمستعربة يضطر المرشحون لتسول أصوات الناخبين واعدين اياهم أن يكونوا عبيدا لهم ولاحتياجاتهم، ساهرين على راحتهم، فهم من سيجعلهم نوابا ووزراءا، وليس كحال البقية حين يعين كل هؤلاء من صنم البلاد تعيينا..

في العراق فقط هناك كوتة واضحة ومحددة للنساء لا تقل عن ربع عدد أعضاء مجلس النواب، في حين مازالت المرأة في غير العراق مضطهدة ومحرومة وملعونة ألا فيما ندر وبحسابات شخصية تحددها مدى قُرب المرأة من الصنم وحاشيته وتنفيذها لرغباتهم..

في العراق فقط شاهدنا رئيسا كرديا وليس عربيا، وربما نشاهد لاحقا رئيسا سنيا لأغلبية عراقية شيعية منتخب بطريقة ديمقراطية مئة بالمئة من كل العراقيين، لا رئيسا أقلويا فرض نفسه على أغلبية بالدبابة وبساطير العسكر..

في العراق فقط لا يوجد مورث للسلطة ولا وارث لها من أبيه، وفي العراق فقط يقبع الجميع تحت القانون، فالسيادة فقط للدولة وقوانينها وليس لعائلة معينة أو طائفة معينة..

في العراق فقط ذو الستة والعشرين مليون نسمة، ذهب الى الانتخابات الماضية ما يربو على احدى عشر مليون عراقي، ومن المتوقع أن يفوق عدد المقترعين في انتخابات اليوم هذا الرقم، في حين أن أكبر دولة عربية يزيد عدد سكانها على الثمانين مليونا لم يقترع في انتخاباتها الرئاسية أكثر من ثمانية ملايين حسب احصائيات رسمية ضخمت كثيرا في عدد المقترعين. طبعا مع الأخذ بالاعتبار الاحوال الأمنية المرعبة سابقا في العراق والمستقرة ولو شكلا في تلك الدولة..

الى العراق فقط يتم تسهيل دخول القتلة والمجرمين والسفاحين واصحاب الاجساد العفنة أملا من الذين يُسهل دخولهم بأن يُوقف عجلة العراق الجديد ولكن هيهات فالرد هنا عراقيا وبالاجماع وبصوت واحد سنصنع عراقنا الجديد ولن تعود عقارب الساعة الى الوراء أبداا..فالتوقيت الوحيد الذي يسير عليه العراق الجديد هو مصلحة العراقيين جميعا ومستقبلهم وهذا ما يتحقق يوما بعد يوم رغم أنف الكارهين لكل جديد والقابضين على عروشهم بالحديد، والحاقدين على شعوبهم قبل أن يحقدوا على أبناء العراق الجديد..

عن العراق الجديد فقط يتم بث أكبر حملة اعلامية تضليلية تشويهية ظلامية، تقلب الحق باطلا والتحرير احتلالا والخلاص من العبودية رقا والرخاء تسولا والبناء دمارا والجديد بائدا والمجرم البعثي وطنيا والوطني الأصيل عميلا، والمفخخ جسده النتن في تجمعات الأبرياء مجاهدا، كل ذلك حتى لا تهب رياح العراق الجديد عليهم فتطيح بعروشهم ورقابهم إنصافا لشعوب عاشت الذل والهوان على اياديهم.

هنيئا لكم أيها العراقيين بعراقكم الجديد.. هنيئا لكم بما أنجزتم وما تنجزون بشكل يومي..هنيئا لكم عرسكم الديمقراطي الحقيقي..هنيئا لكل أبناء العراق..عربه وكرده وتركمانه، مسلميه ومسيحييه وصابئته وشبكه وأيزيديه وكل مكونات شعبه الجميل..

عضوا على نواجذ عراقكم الجديد أيها العراقيين ولا تبخلوا عليه منذ أن عاد لكم بكل غال ونفيس فهو لكم ولأبنائكم وليس لحفنة مارقة سادت عليكم قتلا واجراما ردحا من الزمن ليس قليل..

قابلوا الجميل بالجميل، فمن ساهم بصنع العراق الجديد لا يستحق منكم الا كل جميل وانتم اهل الجميل، آلاف الشباب اليافع من أبناء الجيش الأمريكي وبقية القوات متعددة الجنسيات أبطال عملية تحرير العراق الذي رووا تراب العراق الطاهر بدمائهم الزكية يستحقون منكم أن تذكروهم وتقيموا لهم نصب في كل قرية وناحية وبلدة ومدينة اختلط ترابها بدمائهم على امتداد العراق الجميل..

لا تلتفتوا وراءكم أبدا الا لتتذكروا ضحاياكم وأحبتكم الذين قضوا إما على أيدي النظام الفاشي البائد أو الذين قضوا على أيدي الفاشيست الجدد أبناء المقاومة "العاهرة" التي لا هدف لها إلا اسالة أكبر قدر ممكن من الدم العراقي الزاكي في سبيل العودة بالعراق الى أسوأ مما كان في عهد الطاغوت البائد..

افتخروا أيها العراقيين بعراقكم فهو نموذج يستحق منكم أن تفخروا به ويستحق من الآخرين الاهتداء والاقتداء به، فهل هناك أجمل من الحرية نفتخر بها و يقتدي بها ويحاول الوصول اليها الآخرين بعد ليل عبودية طويل زال عنكم وما زال جاثما على جيرانكم شرقا وغربا ممن استماتوا ومازالوا لاعاقة مسيرة العراق الجديد..

لأجل كل هذا حق لكم أيها العراقيين أن ترفعوا رؤوسكم وجباهكم حتى تطال عنان السماء، فكل ما هو متوفر في العراق الجديد يبعث على الأمل والفخر والاعتزاز، فارفعوا رؤوسكم عاليا لأنكم أبناء العراق الجديد...
وكل عام والعراق وأبناءه بألف ألف خير


كاتبة فلسطينية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - زينب
نسرين العراقيه ( 2010 / 3 / 6 - 14:21 )
زينب

كلامك اجمل هديه للعراقي في عرسه هذا بورك قلمك والى عرس فلسطين الحبيبه


2 - اليك اطيب تحياتي
ابو مودة ( 2010 / 3 / 7 - 17:59 )
طاب مساؤك ايتها الياقوته الفلسطينة الرائعة
اجل يا اختاه من حقنا ان نفخر بعراقنا الديمقراطي الجديد
اليوم يوم عظيم في تأريخنا المعاصرلانه يبعث على الامل والفخر والاعتزاز
اما الجميل الذي قدمته لنا قوات التحالف الصديقة بقيادة امريكا وبريطانيا فهذا ما لاننساه ما حيينا
لهم من كل عراقي شريف جزيل الشكر والامتنان
ولاننسى تضحيات شبابهم الذين ساهموا بتحرير عراقنا من اعتى ديكتاتورية
وصدقيني يتذكر اهلنا دوما بالذكر الطيب شهداء عملية تحرير وطننا ,ولاننسى هذا الفضل ابدا ولشعوبهم وحكوماتهم منا كل ما تكتنزه قلوبنا من ود واحترام وتقدير
دمت لنا اختا وقلما شريفا
نحن دوما بحاجة ماسه لافكارك الرائعة
مع مودتي لاختي الطيبة زينب رشيد


3 - إرفع رأسك عالياً
بطرس بيو ( 2010 / 3 / 7 - 18:05 )
أرسل تحياتي العطرة لك أيتها العراقية الفخورة متمنياً من صميم قلبي أن تتحقق أمنياتك النبيلة. إنما الواقع الحالي يتناقض مع ما ذهبت إليه فالأمن غير مستتب في بلدنا الحبيب و الأقليات الدينية تقتل و تشرد و مزتلزمات الحياة من ماء و كهرباء و ما إلى ذلك من الضروربات غير متوفرة للمواطن و السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو هل تزاهة الإنتخابات و إقبال الناس عليها كافية؟

اخر الافلام

.. الهدنة في غزة: ماذا بعد تعقّد المفاوضات؟ • فرانس 24


.. هل تكمل قطر دور الوساطة بين حماس وإسرائيل؟ • فرانس 24




.. 4 قتلى وعدة إصابات بغارة إسرائيلية استهدفت بلدة -ميس الجبل-


.. القوات الجوية الأوكرانية تعلن أنها دمرت 23 طائرة روسية موجّه




.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. والضبابية تحيط بمصير محادثا