الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عاش الثامن من آذار يوما للمساواة

جورج حزبون

2010 / 3 / 6
ملف مفتوح -8 مارس 2010 - المساواة الدستورية و القانونية الكاملة للمرأة مع الرجل


لا داعي للعودة إلى سرد المناسبة، على طريقة أصحاب المذاهب الدينية، لكنها مناسبة تحددت نضاليا، وليست قرارا بيروقراطيا من أحد، وبذلك فقد رسمت خط سير المرأة العاملة لانتزاع حقوقها بالكفاح وليس بالعطاء.
قد تظهر قضية المرأة أحيانا كما هو معطى فلسطينيا بأنها من لزوميات الأشياء، وهكذا تحددت لها كوته في عمليات الانتخابات، والسبب الأهم إن المجتمع ليس ناضجا بعد لمساواة المرأة مع الرجل، بفعل الموروث الثقافي والديني، وحتى تظهر السلطة حضارية فلم يكن أمامها سوى نظام الكوتة، على طريقة توزيع المؤن أيام الحصار، وكان من الأكثر والأفضل لياقة، أن يصار إلى إعادة النظر في القوانين التي تميز، مثل العذر المخفف لدى قتل المرأة في جرائم (اللاشرف).
حدثني ضابط شرطة كبير أثناء نقاش حول مواضيع القتل للأنثى، فقال إنني تابعت عشرات الحالات، والقاسم المشترك بينها والذي لفت انتباهي أن القاتل لا ينظر إلى وجه القتيلة وكان يبدأ جريمته من الخلف!! مما يعني أنه يمارس طقسا سلفيا رجعيا وهو نفسه غير مقتنع، فلنا أن نتصور مجرم بهذا الوصف كيف سيواصل حياته ولو خرج من السجن مبكرا، إذن الضحية في هذا الحال الاثنين القاتل والقتيل.
لتلافي هذا الظلم، ولإفساح المجال أمام المجتمع للإفادة من إبداعات نصفه الطبيعي، يستوجب على الحكومات تعديل قوانينها وجعلها عصرية، فهي بذلك لا تنصف المرأة، إنما تنصف شعبها بإخراجه من حالة الصراع والتشبث ( بالماضوية) واللحاق بالحضارة التي لا يمكن إمساكها دون حرية المرأة.
والمطالبة بالمساواة للمرأة يتحقق التساوي بين الرجل والرجل، فالأجر المتساوي للعمل المتساوي،هو مطلب عمالي نقابي،يظهر فيه غياب التساوي وحضور الفساد والمحسوبية والسرقة أيضا فالعامل لا يتلقى أجره متساوي مع سواه من العمال ، وإذا انعطفنا للمرأة فنراها بالترتيب الثالث مضطهدة بالمنزل وفي العمل وغير متساوية بالأجر حتى مع الرجل المضطهد والمستغل من أصحاب العمل ونظام الرأسمالية الاستعبادي المجرم، وهذا هو الموروث وهذه هي الثقافة التي جاءت الأديان لتغطيه لأن للمظلوم ملكوت السماوات.!!!
ولقد صدق (إنجلز) حين قال: الدين زفرة المظلومين.... هم يفرغون معاناتهم في حجر الإله لعله يستجيب، ويغير النظام القائم على الفساد في الأرض، والاضطهاد والظلم، وقديما قال ماركس: لا يمكن تغيير حالة مادية دون حالة مادية مقابلة قادرة على نفي القديم، وهذا يتغير فقط بتغير حالة المجتمع وأنظمته وقوانينه العفنة، ليقام مكانه واقع حياتي لمجتمع ديمقراطي قائم على العدل والمساواة، ليصبح هذا المجتمع شعبا وليس طوائف وقبائل، جاهز للانفجار أمام أي حدث ومنعطف.
وهكذا فإن الثامن من آذار ليس مجرد مناسبة نطالب فيها ونتضامن معها، بل هي مناسبة ( كاشفة وليست منشئة ) لمدى تقدم أو تراجع أي مجتمع عن اللحاق بمسير الشعوب والحضارة والتقدم على طريق مجتمع الرخاء الذي لن يتحقق دون مساواة المرأة.وكما قال ماركس إن قياس مدى تطور عهد تاريخي معين ، يتحدد من الدور الذي للمراءاة فيه.
وعاش الثامن من آذار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -السيد- حسن نصر الله.. رجل عاش في الخفاء وحوّل حزب الله إلى


.. عاجل | حزب الله يؤكد مقتل حسن نصر الله في الضربات الإسرائيلي




.. عاجل | الجيش الإسرائيلي: نحن في حالة تأهب قصوى وهذا ما سنفعل


.. القبة الحديدية تعترض صواريخ في سماء رام الله أطلقت من جنوب ل




.. ‏عاجل | حزب الله: استشهاد حسن نصر الله