الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مخاوف مابعد الانتخابات ستببدها امالنا

دياري صالح مجيد

2010 / 3 / 6
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


سينتهي مشوار الاهتمام بالفرد العراقي غداً وسينتهي معه هذا الدلال و هذا الغزل بخصاله ومحاسنه , لياتي موسم القطاف بالنسبة لسياسيينا الذين سترتجف قلوبهم بشكل اكبر مما ترتجف به قلوبنا , لاننا نتخوف من قدوم شخصيات تقود البلاد الى محرقة الصراع , في حين يتخوفون هم بالضرورة على من سيستلم زمام الامور وكيف يضمنون مصالحهم في الحكومة القادمة , وفي النهاية الكل سيحظى ببركة وخيرات المحاصصة الطائفية والديمقراطية التوافقة , ويبقى المواطن العراقي في مثل استمرار هذه الحالة , التي نتمنى انها لن تتكر لا في الانتخابات الحالية ولا في التي ستليها خلال السنوات المقبلة , يُسحق يومياً بين رحى الندم في مشاركته في الانتخابات التي لا يامل بجني اي ثمرة حقيقية منها , وبين قدوم شخصيات تتحدث باسمه وتنهب الثروات وتتبجح بانها جاءت عبر صوته هو , ليتحول هذا البطش السادي بالناخب العراقي الى سوطٍ مؤلم يجلد به نفسه يومياً في ظل غياب الامن الهش وامكانية تبدده كسرابٍ في صحراء قاحلة لا امرة فيها الا لصناع القتل بدم بارد ودعاة العودة بالمجتمع الى عتيق الزمان وحكاياته المشحونة بكل عناصر الفرقة والتلاعب بمقدرات الاخرين .

سيرسمُ كثيرٌ منا احلامه الوردية اليوم في امكانية ايجاد فرصة عمل بعد التخرج من الجامعة ليسد هذا الشاب وتلك الشابة , المليئين بالحيوية والامل , جزءً من ديون الوالدين عليهم وسيحلم الكثير منهم بان الحب الذي جمع قلوبهم سينتهي به المطاف , بعد فرز الاصوات , في غرفة العرس المليئة بالورود الحمراء والوعود الرومانسية في ظل مباركة الله والاهل لهذا الاقتران الشرعي , سيحلم امثال هؤلاء بان نظام الظلم انتهى دوره الان وبان الحصاد قادم في المستقبل القريب وبان التالق سيفتح بواباته الموصدة بوجه اشراقة قلوب شابات وشبان العراق , فالكل سيجد له سكناً لائقاً والكل سينعم بعمل مريح ومربح والكل سيغفو على غدٍ لا تغيب فيه شمس الامنيات و لا تفارقه احلام الارتقاء مجتمعياً على كافة الصُعد .

سيرسم الشيوخ في بلدي نساءً و رجالاً احلامهم الواهمة , التي نخرها العجز ودمرها الم الكِبر وفقد الاحبة , بان الغد سياتي على مقاسات الدعاية التي وضعها مرشحو الاحزاب المختلفة في العراق علمانية كانت ام اسلامية , سيغفو بعضهم لساعة من الزمن مطمئناً من هواجس كل يوم الممزوجة باصوات الانفجارات والموسومة بما تحمله القنوات الفضائية من اخبار القتل والاغتيال في بلادنا العزيزة , سيغفو هؤلاء وهم يملؤهم الامل بانتهاء صخب الحفلات الدموية التي اقامتها عصابات القاعدة في اكثر من مدينة عراقية عبر اهداء المفخخات والاحزمة الناسفة التي تثير ضحكات قادتهم ويسيل لها لُعاب شراذمهم , سينام شيوخنا لبرهة من الزمن ونحن معهم عن كل هذه المصائب وسنحلم بغدٍ رومانسي الابعاد بكل تفاصيله .

لكن , والخوف كل الخوف من هذه الكلمة التي دمرت الحلم القصير وايقظت خوفنا البعيد الجذور من لحظة الغفوة تلك , فالقاعدة وايتامها هددوا , وهم الاموات , بانهم قادمون لفرض حضر تجوال في بغداد في يوم الانتخابات , والخوف كل الخوف ان نكون مجرد اداة لاضفاء الشرعية على مجيء البعض الى السلطة للتمتع بامتيازاتها ومكاسبها , لا من اجل تحقيق ما حلُمَ به شبابنا وشيوخنا , وهو حلم بسيط في دولة فيها كل مصادر الغنى هذه , فيها كل هذه الامكانيات والطاقات التي لفها الصمت من كثرة النسيان والطرد الذي شعرت به الى خارج حدود الحياة والمجتمع , بفعل التلاعب الذي اجادته العديد من الشخصيات البرلمانية التي حولت البرلمان الى مجرد بازار لكسب المزيد من الاموال التي لا بد ستكون مصدر نفعٍ لهم في القادم من الايام والسنين , في حين ستظل احلامنا بريئة كبرائة اطفالنا الذين بعد لم يتذوقوا الا المرارة في طفولتهم التي سُلب كل ما فيها من ضحكات , لينعم اعزائنا البرلمانيين والوزراء بالامل والامن والرفاه .

مخاوف عديدة لا ينقصها الا مشهد الحرب القادمة على تشكيل الحكومة وكيفية توزيع المنافع بين الاحزاب بما يضمن حصة كل طرف من اطرافها , متناسين والى الابد ما يحمله المواطن من صبر على وعودهم الزائفة وما يدفعه من ضريبة مؤلمة في كل لحظة من لحظات حياته المكبلة بقيد الحزن والخذلان الذي تحول الى عنوان لكل عراقي في هذا الزمان , مخاوف ما عادت تجد لها مكاناً لتختبأ فيه لا في روحي ولا في ارواح بقية الاحياء منا او الاموات , فالكل يشكو والكل ينظر بامتعاض الى ما يحصل فكيف يمكن لكم ان تفسروا انفاق 600 مليون دولار على حملاتكم الانتخابية في حين لا يملك كثير من الناخبين سقفاً يقي به عياله من حر الصيف القادم بلا كهرباء او من برد الشتاء الذي تراجعت اشهره بفضل دعائكم الذي لا ينقطع ليل نهار الى الباري عز وجل كي يرحم معوزي العراق ومئات من عوائله , التي تفترش الارض وتلتحف السماء , من شدة البرد , لتصبح تلك البدعة التي ترتسمُ بعض ملامحها في عقليات شخصيات مهمة منكم مكرمة انعمتم بها على فقراء هذا البلد .

مخاوف ما حان لها ان تزول بعد طالما ان امثالكم بعد لم يعنفهُ الضمير ولم يتحمل جزءً يسيراً مما لحق بحياتنا من تدمير . ستتبدد احلامنا لكنها لن تنتهي ابداً لانها خالدة كخلود الشمس , وانتم الزائلون اذا ما سرتم بخطاكم المثقلة باكداس الدولارات التي تحملونها على اكتافكم , على ذات الخطى التي مشيتم عليها بالامس . انها احلامنا ايها الافذاذ والانتخابات هذه المرة هي علاقة مصلحة متبادلة بيننا اما ان تاتوا لتحقيقها او سنطلق عليكم رصاصات الرحمة ( اصواتنا الانتخابية ) التي لن تجد لها مكاناً في اجسادكم لانها خُصصت لصناديق الاقتراع . وهو ما يرسم في نهاية المطاف املاً حقيقياً بان الغد القريب والبعيد لن يكون شبيهاً بالامس القريب او البعيد وبان المستقبل لن يكون امتداداً كاملاً للماضي الموحش الذي عشناه طوال السنوات الماضية , وهي امنية عزيزة على قلوبنا جميعاً نُصبر بها انفسنا على حجم تلك المخاوف التي تعصرنا في كل لحظة نقترب فيها من يوم الانتخابات الذي تفصلنا عنه ساعات قريبة وسنوات ليست بالبعيدة للاتي منها باذن الله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اليك
يزن احمد ( 2010 / 3 / 6 - 22:41 )
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=206262

اخر الافلام

.. بين الاتهامات المتبادلة والدعم الكامل.. خبايا العلاقة المعقد


.. الشيف عمر.. أشهر وأطيب الا?كلات والحلويات تركية شغل عمك أبو




.. هل ستنهي إسرائيل حربها في غزة.. وماذا تريد حماس؟


.. احتجاجات طلابية في أستراليا دعما للفلسطينيين




.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24