الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في انتظار ....سام

البتول الهاشمية

2004 / 7 / 14
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


في مسرحيته الخالدة ...في انتظار جودو..يصور لنا المبدع الايرلندي صموئيل بيكيت شخصياته كيف ينتظرون بعبث و لا مبالاة منقذهم جودو هذا القادم الذي قضى أبطال بيكيت حياتهم يثرثرون في انتظاره ولكن دون جدوى حيث انتهت المسرحية ولم يأت جودو هذا الذي اختلف حوله آلاف النقاد وربما اكثر حول دلالته..أيكون المنقذ فعلا ..أم اليأس الوهم الذي نتخيله أم الحقيقة التي نتوهمها ..الاتكالية وربما الموت نفسه ...المهم وأي كان جودو هذا فالذي نتفق عليه جميعا إن الانتظار قضية أساسية و هامة في حياتنا دون أن تنال حقها من الاهتمام فكلنا وفي أية لحظة ننتظر شيئا ما رسالة ..ضيف ..حلول الشتاء ...غير إن انتظار والد المواطن العراقي مناضل الجميلي لهو من نوع آخر مات بيكيت و ربما لم يسمع به ..المسكين ذهب ليتسلم جثة ولده من سجن أبي غريب المشؤوم مع إن هذا كان آخر شيئا يتوقعه على اعتبار أن زمن الصدامية قد ولى إلى غير رجعة وان الولد لا خوف عليه في أيد ليبرالية ..ما يهمنا انه جلس ينتظر قدوم الضابط المسؤول عن تسليم الجثث الذي اعلمه عند مجيئه إن عليه أن يملا طلب الاستلام خوفا من أن يعود الرجل ليطالب مرة ثانية بجثة ولده !!
ولم يمنع حاجز الدموع الأب من التجول بين الأسطر ..الروتين المعروف نفسه في شهادات الوفيات
الاسم , خانة الأب , الاخوة والأخوات , الديانة و أخيرا سبب الوفاة وقد كتب بجانبها كلمة انتظار ..ماذا تعني كلمة انتظار هذه سال الأب الضابط المسؤول الذي طمأنه ببرودة ...لا تقلق شي عادي فقط عليكم أن تنتظروا ريثما يفتح ملف التحقيق في القضية ...ومحاكمة الجنود و عند معرفة سبب الوفاة بشكل دقيق سنعاود الاتصال بكم من اجل تعديل البيانات ,
لكن كل شي كان واضحا ..و آثار التعذيب ما تزال توشم الجسد حتى صورة الجندية الأمريكية التي جلست فوق ظهره فيما الدماء تصبغ وجهه ...رآها الجميع على شاشة التلفزة ...غير أن رجل المار ينز الأمريكي الذي على ما يبدو قد اعد لكل حادثة حساب ابتسم بخبث هذه المرة قائلا هذا صحيح ولكن ما يدريك إن هذا هو بالضبط كان السبب الرئيسي في الوفاة ثم ماذا سنكتب بالتحديد قتلته جندية بسبب إهمالها أم عمدا أم أمر أعطى لها أم كانت في حالة دفاع عن النفس ..إذا وبعد اخذ ورد فهم الوالد أن عليه أن ينتظر و على اللذين سيقتلهم الفضول من جيرانه ليعرفوا كيف قتل الشاب أن ينتظروا أيضا ..كما على العراقيين هم الآخرين أن ينتظروا موعد تسليم السلطة لهم ..و نحن كعرب علينا أن ننتظر ما ستمحله لنا قمة الثمانية الكبار و التي ستحدد حجم و نوع الديموقراطية الواجب حقننا بها ..ووفقا لهذا المنطق أيضا فان على الفللسطينين اللذين دكت بيوتهم فوق رؤوسهم أن ينتظروا في العراء صندوق النقد الدولي ليقرر إن كان سيساعدهم أم لا..و إقامة دولتهم ستتوقف على نتيجة الانتخابات الأمريكية التي ننتظرها كلنا ...هل من أحد يدري كيف أصبح العالم كله فجأة في انتظار سام عاشق الحرية والإنسانية ...فهل سيتأخر في الوصول ..أم يكون مصيرنا كأولئك اللذين أضاعوا العمر في انتظار جودو ...تعالوا ننتظر لنرى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -محاولة لاغتيال زيلينسكي-.. الأمن الأوكراني يتهم روسيا بتجني


.. تامر أبو موسى.. طالب بجامعة الأزهر بغزة يناقش رسالة ماجستير




.. مشهد تمثيلي في المغرب يحاكي معاناة أهالي غزة خلال العدوان


.. البرازيل قبل الفيضانات وبعدها.. لقطات تظهر حجم الكارثة




.. ستورمي دانييلز تدلي بشهادتها في محاكمة ترمب