الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عرس إنتخابي عراقي فريد والفرص الخارجيه المعدومه

فيصل البيطار

2010 / 3 / 6
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


هذه واحده من الإنتخابات التي لا يصعب أبدا التنبؤ بما ستؤول اليه من نتائج برلمانيه ومن ثم سياسيه على غير ما يقول البعض، معرفة إتجاهات الشارع العراقي وميوله الإنتخابيه لا يحتاج إلى عرّافه من اليمن أو غازيه تضرب في الرمل .

حجم التدخلات العربيه والإقليميه والدوليه يبدو من الضخامه بما لايمكن إنكاره، والأموال التي تُصرف في الحملات الإنتخابيه بشكل لافت تبدو ليست بالقليله وهو مايعجز المرشحون عن توفيره دون دعم خارجي، خصوصا تلك الإعلانات في فضائيات عربيه هامه يُحسب سعر الإعلان فيها بالثانيه، والصور والملصقات الكبيره المطبوعه خارج العراق ذات الكلفه العاليه .

المعسكر القومي البعثي لاينفك يتحدث عن تدخلات إيرانيه واسعه في إنتخابات البرلمان الدائم الثاني، يدعمه فضائيات وكتاب أعمده ومقالات في صحف عربيه ذات توجهات محافظه، وأخرى مازالت تعتاش على هبات بقايا النظام البعثي الفار من غضبة العراقيين نحو عواصم عربيه وجيوبهم ممتلئه بمليارات الدولارات من أموالهم المنهوبه، وإلى جانب ما يردده هذا المعسكر صباح مساء، كان هناك تصريحات وتحذيرات أمريكيه لأكثر من مسؤول مترافقه مع محاولات أمريكيه جاده لإلغاء قرارات الإستبعاد لشخصيات إرتبط تاريخها بحزب البعث وما زالت، متَهمين هيئة المساءله بخضوعها للنفوذ الإيراني في محاولة لحرف الأنظار عن توجهات العراقيين خصوصا من الشيعة والكورد الأكثر تضررا بما لا يقاس من حكم الديكتاتوريه البعثيه، ثم نسبة تلك التوجهات المبدئيه والثابته لحجم النفوذ والتدخل الإيراني . زيارة نائب الرئيس الأمريكي بايدن لبغداد والتحركات المكشوفه للسفير الأميركي، في محاولات فاشله للضغط على هيئة المسآءله بقصد تحويل مسارات وآليات عملها بما يخدم المبعدين من العملية الإنتخابيه حسب الماده السابعه من الدستور، مترافقه مع تصريحات مسؤولين أمريكيين حول تدخلات إيرانية في الإنتخابات .... كل هذا يعكس مدى إهتمامهم وحجم تدخلاتهم لصالح طرف واحد محدد يستبشرون به خير في معركتهم الخائبه مع إيران، تلك التي لا أفق سياسي أمريكي واضح لها ولا حتى هدف إسترتيجي محدد في موضوعها النووي .

المعسكر الأمريكي – البعثي يروج على نطاق واسع للتدخلات الإيرانيه في العراق، وهي التي وبدون أدنى شك واحده من أوجه السياسه الإيرانيه في المنطقه وفي أكثر من بلد عربي ضمن برنامجهم التوسعي المأزوم، إن على صعيد الداخل الإيراني نفسه، أو على صعيد القبول على المستوى العربي الرسمي والشعبي غالبا، والأهم من هذا كله كيفية التعامل معه إسرائيليا في جانبه النووي خصوصا، كما سنرى نتائجه قبل نهاية هذا العام على أغلب التقديرات . نعم العراق هو الآن واحده من ساحات التدخلات الإيرانيه كما هي بالظبط سوريا ولبنان حزب الله وفلسطين حماس ودول الخليج، وليس هناك ثمة من فرق في السياسه الإيرانية الخارجيه في حجم وشكل التدخلات هذه إلا في أذهان ووسائل إعلام أطراف معسكر الممانعه اللفظيه ومعهم الضيف الجديد ممثل البعثيين المقبول أمريكيا وعربيا السيد أياد علاوي، حديث بعثيي علاوي يدور دائما حول التدخل الإيراني في الشؤون الداخليه العراقيه، وهو حقيقة واقعه على الأرض، لكنهم يهملون تماما الإشاره إلى حجم التدخلات الإيرانيه في الشأن الداخلي اللبناني والفلسطيني وما جرته حروبهم بالنيابه من خراب ودمار هناك، كما يهملون الإشاره لتدخلات أخرى واضحه في بلدان عربيه، إنصياعا لتوجيهات من يستضيفهم ويسهل لهم على نطاق واسع عملياتهم الإرهابيه في العراق .

في هذه اللحظه تتفق ودون غرابة مصالح البعثيين الجدد بقيادة علاوي مع الدول العربيه المحافظه وتكفريي دولة العراق الإسلاميه بقيادة القاعدة، هذا المعسكر الواسع يعمل بنشاط للحد من نفوذ إيران في الشأن السياسي العراقي الداخلي وعرقلة العمليه السياسيه الديموقراطيه وبأشكال متعدده أشدها قسوة تلك التفجيرات التي تحصد أرواح العراقيين وممتلكاتهم دونما رادع أخلاقي أو وطني، التخوف من النفوذ الإيراني في محصلته النهائيه ليس أكثر من واحد من أشكال الصراع السني – الشيعي المقيت . والعداء للعملية السياسيه العراقيه الجديده في وجه هام منه، يعكس مدى تخوفهم من الديموقراطيه العراقيه الجديده بما للعراق من ثقل عربي وازن فيما لو إستقرت أوضاعه السياسيه والإقتصاديه . معسكر البعثيين بقيادة علاوي يهملون أية إشاره للتدخلات العربيه في تفاصيل العمليه السياسيه العراقيه ومنها إنتخابات المجلس النيابي الثاني وخصوصا تدخلاتهم في أوساط أهل السنة، بل هم أحد أطراف هذه التدخلات كما إتضح من الجولات العربيه للهاشمي وعلاوي عندما إستقبلا من قبل مسؤولي المستوى العربي الأول رغم أن علاوي لا يحمل صفه رسميه تستدعي مثل هذا الإستقبال وأن الهاشمي يجول بصفته الإنتخابيه الشخصيه لا أكثر . هؤلاء الساده يملؤون الدنيا زعيقا حول تدخلات إيران ولا أحد يسمع لهم حسا ولا نسا فيما يتعلق بالتدخلات العربيه والأموال العربيه التي سالت في جيوبهم ومولت ببذخ واضح حملاتهم الإنتخابيه .

هل يدرك من يطوفون دول الجوار من رؤساء الكتل أن العامل الحاسم في هذه الإنتخابات كما
في كل الأمور هو العامل الداخلي ؟ ولا يجدي في شيئ زيارات علاوي والهاشمي لدول الجوار وإستقبالهم من قبل الملوك والرؤساء والعوده بأكوام الأموال وتسخير محطات فضائيه هامه وصحف نتنه وكتاب أنتن لخدمة حملاتهم الإنتخابيه .

دون هذه التدخلات من أين أتت، ودون إقتتال أطراف الحملات الإنتخابيه ذات البرامج التي تحمل توجهات متشابهه في معظمها، ودون أية معارك كلاميه داخليه وإرهابيه ... الناخب العراقي كان قد حسم توجه صوته منذ سبعة أعوام، الكورد مع حزبيهما الكبيرين رغم الإتجاهات الجديده الخارجه عن إطارهما، والناخب السني هو بإتجاه قوائمه علاويه وإخونجيه، والناخب الشيعي ورغم تشتت أصواته هو مع قوائمه ولن يقبل بعودة البعثيين من جديد وتحت أية رايه . ولم يحن الوقت بعد لفرز طبقي أمام صناديق الإقتراع، مما يصعب من مهمة بعض القوائم وخصوصا قائمة إتحاد الشعب .

اما حكومة الجمهوريه الديموقراطيه، فهي التي سيدور حولها الصراع الذي قد يطول لبضعة أشهر، ولمن ستكون رئاستها بعد أن تتشكل من الطرفين الشيعيين والطرفيين الكورديين لا غيرهم هذه المره .

هل سيكون أحمد الجلبي الرئيس التوافقي القادم .... نحن نرجح هذا .

سلام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا لمن يضئ الشموع لتنير دربنا
ابو مودة ( 2010 / 3 / 6 - 14:46 )
طاب مسؤك
ايها الحبيب الغالي
ياذي القلم الشريف والفكر الانساني الحر،
الكاتب الكبير والاخ العزيز
الأستاذ المتفضل دوما فيصل البيطار
قبله وقبلات على وجنتيك من اخيك لابل من كل اخوانك في العراق
دعوتك هذه لاهلنا لاختيار الافضل لممثليه للبرلمان القادم جاءت في وقت نحن بأمس الحاجه اليه
نحنبحاجة الى من يقف معنا في يومنا العصيب هذا من اخوتنا العرب الذين يؤمنون بحرية الشعوب
ودعوتك لنا بأختيار الافضل و من يحترم جميع مكونات شعبنا الدينية والمذهبية والقومية
ومن يحب السلام و يعمل من اجل ضمان مستقبل افضل خال من العنف والارهاب
و الفساد
اختيار من يحترم المرأه ويناضل من اجل مساواتها بالرجل و مساهمتها في بناء المجتمع
و يقف مع جميع العراقيين ولم يكن في قاموسه أقليه او اكثريه
استاذي الرائع
لك جزيل الشكر لمقالك الرائع
و خالص مودتي واحترامي


2 - أخي ابو موده
فيصل البيطار ( 2010 / 3 / 6 - 16:07 )
يمتعني حضورك الدائم أخي ابو موده .... انت من الطينة العراقيه الطيبه التي عرفتها وشُغفت بها .
أتمنى لك السعاده والهناء من كل قلبي ودمت بخير .
سلام .


3 - تلعب بقذارة عفنة
Nana Ameen ( 2010 / 3 / 6 - 18:28 )
استاذ فيصل دائماً تمتعنا بكم من المعلومات هائل ؛ اضفت له في هذا المقال نظرة تحليلية لما يجري على ار العراق من معارك قذرة يدفع ثمنها الأبرياء فقط؛ وانا اعتقد ان كل الدول المجاورة تلعب بقذارة عفنة بأسلوب دينياً مجرم

تحياتي وشكرا


4 - السيده نانا امين
فيصل البيطار ( 2010 / 3 / 6 - 19:43 )
اسعدت مساء سيدتي ، وشكرا لمرورك وثناءك الكريم .
كل التقدير لكم .
سلام .


5 - موقف عادل
علي الأسدي ( 2010 / 3 / 7 - 17:55 )

الأخ البيطار
تحيتي
أراك ملما بالشأن العراق وقريبا من جراح العراقيين ، وهو مصدر موضوعيتك في تحليل الواقع الراهن ، أمر نادر الوقوع في أوساط كثرة من كتاب اختاروا معاداة تطلعاتنا العادلة من أجل إعادة بناء حياتنا التي خربتها سنين الديكتاتورية. وقد عبر عن ذلك ايضا المعلقان اللذان سبقاني برأي مقارب ، ومع اني أعتبر الموضوعية رسالة ينبغي على كل كاتب الالتزام بها ، لكن الزمن الحاضر قد أغرقنا بكتاب لا يحترمون تلك الرسالة المقدسة ، ونحن نعذرهم لكونهم نتاج كوبونات النفط الصدامية ، ونحتاج لبعض الوقت لنشهد انحسارهم بعد أن يتيقنوا أن الفاشية لن تمر من هناك ابدا. احترم موقفك ووقوفك إلى جانب الشعب العراقي وتطلعاته ومعاناته.
أعبر لك عن تقديري وامتناني الخالص.
أخوكم
علي الأسدي


6 - السيد عادل الأسدي
فيصل البيطار ( 2010 / 3 / 7 - 20:41 )
وهم أيضا نتاج الفكر القومي الشوفيني الذي يبحث عن زعيم ضروره فذ بديلا عن الشعوب ومصالحها رغم كل ما ألحقه هؤلاء الزعماء من أضرار بقضايا أوطانهم وما جروه علينا من هزائم .
أما عن موقفي سيدي ، فهو نتاج معايشتي الطويله لشعب العراق وتلمسي بيدي مدى الإضطهاد والظلم الذي ألحقه به متشرد مجرم وحزب فاشي .
محبتي لك .
سلام .

اخر الافلام

.. أوضاع مقلقة لتونس في حرية الصحافة


.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين: ماذا حدث في جامعة كاليفورنيا الأ




.. احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين: هل ألقت كلمة بايدن الزيت


.. بانتظار رد حماس.. استمرار ضغوط عائلات الرهائن على حكومة الحر




.. الإكوادور: غواياكيل مرتع المافيا • فرانس 24 / FRANCE 24