الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الخوف من الخسارة والهلوسة السياسية

عزيز العراقي

2010 / 3 / 6
كتابات ساخرة


يبالغ الكثير من الساسة العراقيين بالخوف من التزوير , الذي يمكن ان تقوم به الأحزاب الحكومية , والمقصود حزب رئيس الوزراء " الدعوة " وأحزاب قائمته الانتخابية " دولة القانون " . ولاشك ان المالكي وحزبه قلقون وخائفون من ان يخسروا رئاسة الوزراء , ولا يزال موقفهم غير واضح بين الطائفية وشعارهم الجديد في " دولة القانون " . هذا الارتباط النشط بالجذر الطائفي للحزب , هو الذي يمنح المبالغات التي تأتي اغلبها على لسان البعثيين وبعض الاتجاهات السنية إذنا صاغية لدى جماهير عراقية لا يستهان بها , وكذلك لدى الزعامات العربية , مثلما حدث مع علاوي في زيارته للسعودية ومصر , وطارق الهاشمي الى دمشق . وليس غريبا ان تصل هذه المبالغات بتشبيه خطوات الحكومة العراقية بالحكومة الإيرانية , وتشبيه هيئة المسائلة والعدالة التي اجتثت البعثيين وفق مادة دستورية , بهيئة تشخيص مصلحة النظام الايرانية , والخوف , من ( انشطار ) المجتمع العراقي مثلما يحدث في ايران , وكأن العراق النموذج الفذ للتماسك الوطني بعد التجربة الصدامية , وما أفرزته من أدران سرطانية .

في إيران قانون انتخابات لا يسمح لغير أتباع المؤسسة الدينية المتوجة بولي الفقيه ان يدخل الانتخابات , حتى ولو من المعممين الشيعة . ورفض ترشيح الكثير من الحجتية ( مرتبة دينية تسبق آية الله تسمى حجة الإسلام ) من قبل مؤسسة تشخيص مصلحة النظام , الجهة التي تدقق الطلبات وتوافق على الموالين فقط . والمسألة الأخرى هي عدم وجود هيئات محايدة تراقب نزاهة سير العملية الانتخابية , واقتصرت على ممثلي المعترضين الإصلاحيين , وهي رقابة قاصرة أمام أطراف الحكومة التي تدير العملية الانتخابية, والتي تشبثت بموقفها وانكرت التزوير ,إضافة للمركزية العالية التي تتمتع بها الحكومة .

هذه المرتكزات وغيرها للنظام الإيراني غير موجودة في العراق , فلا وجود لنظام ( الحاكم بأمره ) ولي الفقيه , ولا حكومة عالية المركزية , وتتوزع السلطات وفق الدستور الفيدرالي سواء لإقليم كردستان او للحكومات المحلية في المحافظات . وإمكانية الحكومة في التزوير تضيق كثيرا لوجود احزاب منافسة قوية في السلطة ومن نفس الطائفة , او من الطائفة الأخرى . ومراقبين يشرفون على سير الانتخابات من هيئات دولية , ومن حكومات اميركا والاتحاد الاوربي , والجامعة العربية , وآلاف المراقبين من الأحزاب العراقية المختلفة ومنظمات المجتمع المدني , إضافة الى إعلام مرئي ومسموع مفتوح في كل الاتجاهات, ولا توجد عليه أية رقابة, وهي بإقرار الجميع معركة انتخابية حقيقية , وطاحنة .

ان الخوف من الخسارة الكامن في نفوس هؤلاء السياسيين, هو الذي يجعلهم يبالغون بحجم التزوير من الآن . فخسارة الانتخابات في عرفهم ليس بسبب ضرورات موضوعية في اغلبها , بل مسألة شخصية مهينة , لاتسمح بها رجولتهم التي تعلمت على الاستحواذ . والتزوير الذي يدعونه خط دفاع اولي لتبرير الهزيمة التي ستفرضها سياط القائمة المفتوحة , واستشعار بفقدان القيم البعثية والطائفية التي اعتاشوا عليها , ومرغت انف العراقيين في الوحل خلال السنوات الماضية . نعم سيكون هناك تزوير وشراء ذمم ورشوة أصوات انتخابية , وضعاف نفوس من الطرفين المرشحين والناخبين , الا ان هذا لن يكون ترمومتر لقياس درجة نجاح الانتخابات, او فشلها . النجاح بما ستفرزه من برلمانيين جدد يستطيعون ان يحددوا التوجهات الحقيقية للنهوض بالبلد , ام لا . والأمل كبير بوعي الناخب العراقي لاختيار النجاح , والعراقيون مدعون اليوم لخلق ألأسطورة العراقية الجديدة , التي يجب ان لاتقل في تردداتها التاريخية عن جميع أساطيره الإنسانية القديمة , ان لم تكن أكثر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بطل الفنون القتالية حبيب نورمحمدوف يطالب ترمب بوقف الحرب في


.. حريق في شقة الفنانة سمية الا?لفي بـ الجيزة وتعرضها للاختناق




.. منصة بحرينية عالمية لتعليم تلاوة القرآن الكريم واللغة العربي


.. -الفن ضربة حظ-... هذا ما قاله الفنان علي جاسم عن -المشاهدات




.. إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها بالجيزة