الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بمناسبة يوم المراة العالمي - المرأة تعاني من متطلبات سوق العمل الرأسمالي

جهاد عقل
(Jhad Akel)

2010 / 3 / 8
ملف مفتوح -8 مارس 2010 - المساواة الدستورية و القانونية الكاملة للمرأة مع الرجل


يحتفل العالم في الثامن من آذار هذا العام - 2010 ، بالذكرى المئوية لإنطلاق اليوم العالمي للمرأة العاملة ، الثامن من آذار. بإمكاننا القول ان الحركة النسائية العالمية خطت خطوات واسعة في طريق النضال من اجل مساواة المراة في كافة الحقوق ومنها حق المساواة في العمل . حيث يبلغ نسبة عدد النساء العاملات 1.2 مليار إمرأة عاملة اي 40.4% من أصل 3 مليار عامل عام 2008 . 60% من النساء العاملات يحصلن على اجر يومي يصل حتى دولاريين في اليوم . يصل عدد النساء المنتسبات إلى النقابات العمالية في العالم أكثر من 62 إمراة عاملة ،وبذلك يُشكِلنَ القوة الأكبر في النقابات العمالية .

ربما يقول قائل بان هذه الأرقام تُشير إلى ان وضع المرأة العاملة قد تحسّن للأفضل في عالمنا ، لكن فحص دقيق للأرقام يؤكد ان وضع المراة العاملة ما زال في الحضيض ، والتمييز القائم في حقّها بالمقارنة مع الرجل العامل ، ونجد ان معدل أجرها أقل من معدل أجر الرجل نحتى في المجتمعات التي تعتبر نفسها "متطوّرة" ، عن نفس العمل ونفس الوظيفة . وتواجه المراة العاملة في اماكن العمل العديد من المضايقات منها ظاهرة التحرش الجنسي ، والإستغلال الفظيع في اماكن العمل المختلفة .

تعاني المراة العاملة أيضاً من ظاهرة العمل في وظائف مهمّشة ،او ذات طابع تشغيلي هشّ ، حيث تعمل ساعات عدّة أو في عمل مؤقت ، تكون فيه عُرضة للفصل من العمل ، وتلقي أجر مُتَدَني جداً ، وبدون حقوق ضمان إجتماعي ،ووسط الترعض للخطر الدائم ، جراء فقدان وسائل الصحة والسلامة المهنية. هذا إضافة لظاهرة التشغيل في المهن الزراعية ، حيث يجري إستغلال النساء العاملات هناك بشكل فظيع .

نرى على مدار العام العديد من القضايا التي تعرضها وسائل افعلام المختلفة ،او تقوم بنشرها الهيئات الدولية المعنيّة بشؤون المرأة العاملة، حيث تظهر لنا ممارسات أرباب عمل تكون أشد قساوة من الممارسات التي قام بها مُشغِلون في القرون الوسطى ، بإمكاننا القول بأنها العبودية القسرية شديدة العنف والقساوة ، جزء من هذه القضايا يمارس ضد العاملات في المنازل ، وفي مختلف الدول ، ووفق بحث أجرته منظمة العمل الدولية مؤخراً بهذا الخصوص ،تكشفت لنا حقائق رهيبة لتلك الممارسات ، مما دفع المنظمة الى القيام بحملة دولية من المقرر ان يبناها مؤتمر العمل الدولي ،الدورة التاسع والتسعون للمنظة ، في شهر حزيران - يونيو القادم ، تحت شعار :" العمل اللائق
من أجل العمال المنزليين" . نتوقع من هذه الأبحاث الدولية ان يوضع نظام متكامل ، ومواثيق تلتزم فيها الدول عامة ، تضمن الحماية للعاملات في المنازل ليس فقط في مجال الاجور والحقوق الضمان الإجتماعي ن بل أيضاص في مجال الحماية من التحرش الجنسي والعنف الجسدي الذي تتعرض له قسم كبير من هؤلاء العاملات من قبل العائلات التي يعملن لديها .

قد يقول البعض بأن مئة عام من النضال من اجل تغيير الواقع المأساوي للمراة العاملة ، كافٍ من اجل تغيير اوضاع المرأة العاملة وتحقيق المساواة في عالم العمل ما بين الرجال والنساء. نقول لهؤلاء وبصدق تام بان التمييز بحق المرأة العاملة ما زال قائماً ، واٌستغلال فظيع يمارس يومياً بحق النساء العاملات في مختلف أرجاء العالم ،بل هناك تفاقم للأسوأ في هذا الإستغلال،في ظل الأزمة الإقتصادية الحالية التي إجتاحت العالم وما زالت ، وقد بلغ عدد النساء ممن فقدن عمبهن وتحوّلنَ إلى عاطلات عن العمل في ظل هذه الأزمة 22 مليون إمرأة . هذا وفق الإحصائيات الرسمية ،لكن في تقديرنا بأن العدد هو اعلى من ذلك بكثير إذا ما اخذنا بعين الإعتبار النساء اللاتي يعملن بوظائف جزئية او بعدد قليل من الساعات ، وكُنَّ أول من فقد عمله، وإنتقلن إلى البطالة والفقر المُدقع ، دون ان تجد الحكومات الحلول لهذه المُشكلة . كما لا تجد الحلول للقوى العاملة الشابة التي تدخل سوق العمل كل عام دون وضع برامج من اجل توفير فرص عمل لهذه القوى. ومن المتوقع خلال العقد المُقبل أن يبلغ مليار شخض سن العمل وهم طبعاً جيل الشباب ،اكثرهم من الشابات اللاتي تعلمن في مختلف المهن ويُتبرن من أصحاب المهارات العالية.

في الذكرى المئوية ليوم المراة العالمي نحن بأمس الحاجة إلى مواصلة طريق النضال المُثابر من اجل تغيير واقع المراة العاملة ، وتحقيق المساواة بين الجنسين في العمل ، ربما نحتاج إلى عقود أخرى حتى نصل إلى تلك المُساواة ،إلا أننا نواصل هذا المشوار بلا كلل ، وسط وعي تام للحقائق المؤلمة التي تتعرض لها النساء العاملات في سوق العمل ، ليس في العالم أجمع ،بل في منطقتنا ، منطقة الشرق الأوسط عامة والبلدان العربية خاصة .

منظمة العمل العربية تعقد هذه الأيام الدورة السابعة والثلاثون لمؤتمرها في البحرين ، نأمل ان يكون لموضع مساواة المراة العاملة المكان اللائق في جدول أعمال المؤتمر ، وان تقوم المنظمة بتكثيف نشاطها ونضالها من اجل تغيير الحالة الماساوية للمراة العاملة العربية. حيث الإستغلال الفاحش لحقوقها ن هذا إذا وجدت لها فرصة عمل لائقة . فهي ما زالت على هامش هموم الحكومات العربية ووزارات عملها ، أملنا ان يجري تغيير جذري في هذا المسار ،لصالح حقوق المراة العربية العاملة ، ووضع برنامج متكامل لإيجاد فرص عمل للقدرات الشابة من الخريجات في مختلف المهن والتخصصات في العالم العربي.

في هذا المجال نحتاج إلى ثورة حقيقية تؤدي إلى تغيير الواقع المأساوي الذي تعيشه المرأة العربية ، رغم أن عدد كبير من الدول العربية قام بالتوقيع على الإتفاقيات الدولية بخصوص مساواة حقوق المراة العاملة.من هذه الإتفاقيات الأربع التي تعتبرها منظمة العمل الدولية الركيزة الأساسية لمساواة المرأة العاملة وهي :إتفاقية المساواة في الأجور (100)وإتفاقية التمييز في الإستخدام والمهنة (111) وإتفاقية العمال ذوي المسؤوليات العائلية (رقم 156) وإتفاقية حماية الأمومة (رقم 183) . ليكن الثامن من آذار يوم نضال متواصل ، ولتكن أيام السنة جميعها الثامن من آذار ، بهدف تحقيق المساواة للمرأة العاملة في كافة المجالات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصل جديد من التوتر بين تركيا وإسرائيل.. والعنوان حرب غزة | #


.. تونس.. مساع لمنع وباء زراعي من إتلاف أشجار التين الشوكي | #م




.. رويترز: لمسات أخيرة على اتفاق أمني سعودي أمريكي| #الظهيرة


.. أوضاع كارثية في رفح.. وخوف من اجتياح إسرائيلي مرتقب




.. واشنطن والرياض.. اتفاقية أمنية قد تُستثنى منها إسرائيل |#غرف