الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عرس واوية العراق

فراس الغضبان الحمداني

2010 / 3 / 6
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق



تعد الانتخابات في البلدان الديمقراطية واحدة من اهم الفعاليات التي يعول عليها الشعب لاحداث متغيرات كبرى في حياته .

فانتقال سلطة من الحزب الجمهوري الى الديمقراطي في امريكا او صعود المحافظين وهبوط العمال في بريطانيا فأن لذلك دلالات كبيرة في حياة المجتمع والافراد ، لان تغيير الوجوه يصاحبه تغيير في السياسات المرتبطة بحياة الوطن والمواطن .

هذا ما يحدث في البلدان المتمدنة التي عرفت الحرية منذ قرون ، ولكن البلدان التي مازالت في مرحلة الانتقال للديمقراطية وفي ظل بيئة معروفة الابعاد مثل العراق فأن المرء يتابع المشهد الانتخابي ، فيرى ان الوجوه ان تبدلت وان استمرت في مواقعها ، فلا يحدث اي تغيير يذكر في حياة المواطن .

ان الديمقراطية في هذه البلدان لعبة والرابح الوحيد فيها المرشح ، الذي يحاول وبكل شراهة ان يكتسح كل ما في طريقة ، واكدت لنا التجربة ان هذا الاكتساح ليس تأكيدا لعقيدة او تحقيقا لرسالة وانما المطلوب ان يلمع المرشح صورته وينفخ كرشه ويراكم ثروته ويغالي في تطرفه المذهبي والعشائري ، لان العشيرة وابناء المذهب هم الذين يرشحونه ويلمعون صورته ، ولكن عند توزيع الغنائم يأخذ حصة الاسد والاخوة والحبايب والاقارب حصة الغزال والمنافقين من المستشارين والاعلاميين حصة الارانب .

وهذه الشلل تساند المرشح وهو في البرلمان وتنسق اموره وهو في الوزارة او بالسفارة ، حيث يتولون عمليات ترتيب الصفقات والعقود وتهيئة الليالي الحمراء في المنطقة الخضراء او في فنادق النجوم الخمس في بلدان العالم التي يسافرون اليها بدولارات الناخبين وعامة المواطنين .

ويبدوا ان شلة الحفاة والنصابين سياسيا قد اجادوا لعبة الانتخابات ووجدوها ( دسمة ) تستحق الركض واللهاث لانها تنقلهم من الشوارع الى المواقع وتلبسهم البدلات الانيقة او العمائم المعطرة ، بعد ان كان البعض منهم لايستبدل ملابسه الداخلية الا في المناسبات الكبرى والاحداث الجسيمة وهي تعد على اصابع اليد .

إن هؤلاء ومعهم شلة من الحريم ماكانوا يحلمون بكل هذا الثراء لولا بركة القوائم الانتخابية واللعبة الديمقراطية وهذا الامر ممتع وشيق لاسيما ان الاخوة والاخوات حصدوا هذه المكاسب وهم لم يبذرون حقلا او يحصدون زرعا ، فليس منهم من عارض صدام او اعتقله وطبان ، بل كانوا ربما من المقربين اليهم والمعتمدين في كتابة التقارير على جيرانهم المتهمين بالمعارضة ومعاداة القائد الضرورة .

سبحان مغير الاحوال الذي حول فدائي صدام الى اعضاء في الائتلاف والحزب الإسلامي ولا نستغرب ان نقول الكردستاني وما بينهما من احزاب وكتل ، غنوا لصدام ومشوا وراء برزان الا ماندر ومن هذه الندرة كوكبة الشهداء التي لم تقبض اسرهم دولارا او منصبا ووظيفة تعوضهم حرمان السنين .

ان الديمقراطية العراقية اصبحت مزادا يفوز فيه اصحاب الأصوات العالية والذين يورقون في الليالي وينافقون وينسقون بهذه وذاك ويرمون المباديء والقيم في سلة المهملات ويخدعون بسطاء الناس للحصول على اصواتهم بأسم علي او عمر وبأسماء أخر مثل العربي والاكراد والتركمان والكلدوآشور ، وهذه الاقوام والطوائف لم تقبض منذ سبع سنوات عجاف من هذه الشلل الانتخابية الا الشعارات والتصريحات الفارغة والدليل على مانقول ان حياة هؤلاء تغيرت ( 360 ) درجة وانتقلوا من القطاعات البائسة في المناطق الشعبية وأصبحوا بين ليلة وضحاها في المنطقة الخضراء وقاموا يتبخترون بين باريس وفينا ، ونحن نعلم ان امهاتهم مازلن يحتفظن ببسطاتهن لايام الحاجة , ان هذا الكلام ينطبق ايضا على آخرين يتحدثون باسم ديالى والرمادي ونينوى والجنوب ، والناس تعرف حقائقهم ووقائعهم وكيف كانوا واين اصبحوا الان .

بأختصار ان العراقيين كفروا بهذه الديمقراطية التي تشابه عندهم الدكتاتورية حيث تهيمن فئة قليلة وتعبث وتسرق بالمال العام ويحرم الملايين من العراقيين الشرفاء ، وان التغيير في الوجوه والاسماء لا بالأفعال .

وفي الختام نقول ( طلعت من حلك الذيب طبت أبطن الواوية) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلام غير دقيق
رعد ( 2010 / 3 / 7 - 09:41 )
اذا كفر العراقيون بهذه الديمقراطية فلماذا يشاركون بها؟ سؤال لا يستطيع مدون المقال الجواب عليه.


2 - الرد القوي
صبحي حسين ( 2010 / 3 / 7 - 15:55 )
عادة ما تتزامن الحملة الأعلامية الشعواء مع دوي هاونات المقاومة الشريفة جداً
كما شهدنا وسمعنا صباح هذا اليوم في بغداد وبعض المحافظات العراقية
لكن حملة المواطن العراقي كانت اقوى وابلغ ، واضح للعيان كان الرد والزحف نحو صناديق الاقتراع
اما الأقلام الرخيصة فيكفيها الخيبة والخذلان

اخر الافلام

.. من ساحة الحرب إلى حلبة السباقات..مواجهة روسية أوكرانية مرتقب


.. محمود ماهر يطالب جلال عمارة بالقيام بمقلب بوالدته ????




.. ملاحقات قضائية وضغوط وتهديدات.. هل الصحافيون أحرار في عملهم؟


.. الانتخابات الأوروبية: نقص المعلومات بشأنها يفاقم من قلة وعي




.. كيف ولدت المدرسة الإنطباعية وكيف غيرت مسار تاريخ الفن ؟ • فر