الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الادارة بين القيادة والاستشارة

صادق سالم

2010 / 3 / 6
الادارة و الاقتصاد


ان المراكز القيادية هي من اهم واخطر المناصب في أي ادارة ( حكومات وزارات دوائر منظمات أو المؤسسات ) , وذلك لما لها من دور خطير في تسير الجماهير وتحديد وجهاتها كما لها نفس خطورة الدور في نجاح او فشل تلك الإدارات وبالتالي ستكون العامل الاهم في نجاح او فشل الكثير من القضايا المصيرية ,

ولهذا السبب فان علم الاجتماع وعلوم كثيرة اخرى قد أسهمت بشكل كبير في وصف وتحديد مواصفات القيادة الناجحة وقد وضعت الكثير من النظريات والصفات لنجاح تلك القيادة , كما يوجد العديد من الطرق التدريسية لتعليم و خلق قيادات ناجحة تستطيع استلام المناصب القيادية بنجاح.

ونحن هنا الآن بصدد تسليط الضوء على سبب فشل بعض تلك القيادات الإدارية برغم تمتعها بالكثير من الصفات القيادية الناجحة حسب نظريات علم الاجتماع السابقة ورغم صدقها وإخلاصها وإيمانها بقضيتها ؟.

ولتحديد الأسباب يجب أولا ان نشرح ماهية أنواع القيادة او أقسامها ان صح التعبير .

فالقيادة تقسم بصورة عامة الى نوعين - استشارية وميدانية - .

فالقيادة الاستشارية : هي إدارة لها القدرة على تحليل المشاكل والحوادث بإسهاب وبصورة دقيقة ومفصلة استنادا الى المعلومات المتوفر لها من خبرتها الشخصية والوقائع المنقولة لها من القيادات الميدانية ( ميدان عمل الإدارة ) واستنباط مقترح او مجموعة من المقترحات او كما يمكن ان نسميها توصيات لتلك المشاكل او الحوادث ( قد تكون ملزمة او لا ) لكي تنقل بعد ذلك الى القيادة الميدانية لتنفيذ هذا المقترح او اختيار إحدى التوصيات حسب ما تراه مناسب لواقع المشكلة التي تواجههم .

أما الإدارة القيادية : فهي قيادة ميدانية لها القدرة على استنباط قرارات فورية ومجابة مشاكل العمل الميداني ولها القدرة على توجيه دفة العمل واحتواء جميع العاملين تحت امرتها ولا تتوقف لتحليل مسهب ومفصل للقرارات الروتينية واليومية البسيطة بل تتخذ قرارات فورية ( و مسألة أن تكون دكتاتورية أو ديمقراطية فهذا أمر آخر لسنا يصدده الآن ) . ولكن عندما تواجهها بعض القرارات المصيرية قد ترجع للقيادة الاستشارية بذلك .

الان وقد عرفنا صنفي الإدارة سنعرف ما الذي يسبب فشل بعض الإدارات رغم تمتعها بالكثير من الصفات المؤهلة للقيادة .

الامر ببساطة هو خلط الأوراق وعدم فهم طبيعة ونوع الإدارة المرشحة لمنصب معين هل هي إدارة استشارية ام قيادية , فتوضع الادارة ذات الميول والمواصفات الاستشارية بمنصب قيادي والادارة ذات المواصفات القيادية بمنصب استشاري , وهنا تبدء سلسلة من القرارات التي تنتهي بفشل تلك الاداراة وكما يلي :

اذا وضعت قيادة ذات مواصفات استشارية في منصب اداري فتلك الطامة الكبرى , فان هذه الادارة ستقوم بعملية تحليل وتمحيص وتشخيص لأبسط القرارات اليومية وستخرج بمجموعة من المقترحات لاي عمل يومي مما يسبب الارباك لدى موظفي تلك الادارة ويجهلون تماما ماذا تريد بالضبط ادارتهم ان يفعلوا او يتصرفوا هل الى الشمال ام الى الجنوب للشرق ام للغرب مما يسبب نفور العاملين من تلك الادارة وانسحابهم من العمل وبالتالي خسارة طاقات قد تكون خلاقة ومفيدة جدا في ذاك العمل , هذا من جانب من جانب اخر فان الفترة التي تخذ فيه هذه القرارات اليومية او الروتينية سوف يسبب زحمة لدى تلك الإدارة من المقررات التي تنتظر النظر اليها الامر الذي يسبب تاخر معظم اعمال تلك الإدارة الذي يؤدي بالنتيجة الى انهيار بطيء ولكن مستمر ومتصاعد وبالنتيجة الفشل الكامل ( هذا برغم صدق تلك الادارة وايمانها بقضيتها ) .

اما اذا عكسنا الامر ووضعنا ادارة ذات ميول قيادية في مكان استشاري فالأمر سيء أيضا ولكن ليس بسوء المثال الاول حيث ان هذه القيادة سوف تبت بشي من العجلة بالقرارات التي ترفع اليها دون تمحيص وتدقيق كافي مما قد يسبب بعض المشاكل الميدانية , هذا من باب من باب أخر قد لا تجد حلول لبعض القرارات مما يسبب أيضا تأخر واضح في البت بها , نعم قد لاتصل الأمور الى الفشل الكامل ولكنه بالتأكيد بعيد جدا عن النجاح .

من هنا يجب ان نعرف ان الصدق والايمان بالقضية ليس عاملا كافيا لنجاح أي قيادة لا بل ان التمتع بمواصفات قيادية ايضا ليس كافي اذا لم تدرس وتصنف بصورة جيدة وتوضع في مكانها الصحيح والمناسب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنك المركزى: ارتفاع احتياطى النقد الأجنبى لـ41 مليار دولار


.. سعر جرام الذهب الآن فى مصر يسجل 3100 جنيه لعيار 21




.. -ذا تليجراف-: قاعدة سرية في إيران لإنتاج المسيرات وتدريب عنا


.. -ذا تليجراف-: قاعدة سرية في إيران لإنتاج المسيرات وتدريب عنا




.. برنامج الإصلاح الاقتصادي في تركيا يواجه مشاكل وغضب