الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدور الاردني

احمد خلف الجعافرة

2010 / 3 / 7
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


كثر الحديث في الاونيه الاخيره عن دور اردني ما في الضفه الغربيه ؛ هذا الدور الذي تخلى عنه الاردن مرة في 1974 بغير رضاه ومرة اخرى تخلى عنه برضاه وبمحض ارادته عندما فك ارتباطه القانوني والاداري مع الضفه الغربيه في سنة 1988
هذا ورغم ان هذا التخلي لقي ترحيبا منقطع النظير في الحالتين الا ان الاوضاع التي تسود في كلى الاقليمين لا يبشران بخير ان لم يكن هناك تفكير واقعي وموضوعي لمى هو موجود على الارض وليس ماهو موجود في احلام الثوار ومدنهم الفاضله المنشوده؛
بداية اعتقد ان هناك حقيقتين يتجنب كثير من السياسين في كلى الاقليمين الحديث عنهما عند الحديث عن فدراليه اردنيه فلسطينيه وان تكلموا عنهما يمرون عليهما سريعا خوفا من الاتهام بتهم الخيانه او العنصري او الاقليميه او غيرها من التهم التي اعدها اصحابها منذ زمن ولا زالوا يكررونها ؛
الحقيقه الاولى وهي ؛
استحالة اقامة دوله فلسطينيه مستقله في الضفه والقطاع كما كان يحلم البعض لاسباب لها علاقه بالوضع الفلسطيني المنقسم على نفسه اكثر مما لاي جهه ثانيه يعلق بعض السياسين انقسامهم عليها دون وجه حق .
اماالحقيقه الثانيه فهي استحالة تحقيق عودة الفلسطينين لارضهم التي شردوا منها لسبب بسيط جدا وهو ان الفلسطينين المقيمين في الاردن لم يعد لهم رغبه بالعوده لارض هجروها منذ اكثر من ستين سنه بالنسبه لفلسطيني الثماني واربعين او الذين هجروها منذ اكثر من 43 سنه بالنسبه لفلسطيني السبعه وستون ؛ وهذا الكلام نتائج لدراسات وشواهد لا مجال لانكارها الا لمن يريد ان يزاود على الانسان الفلسطيني ؛
هذا فضلا عن ان الفلسطيني الموجود في الاردن بقسميه لا جئيه- 1948- ونازحيه-1967 يملكون الجواز الاردني والهويه الاردنيه بمعنى انهم اصبحو اردنيون بكل ما تعني الكلمه ؛ ولذالك عندما اسسوا لانفسهم وضع اقتصادي واجتماعي وسياسي داخل الاردن هم بالضروره قد تخلوا عن حق العوده ؛
اما الشعارات العلنيه التي ترفع في المناسبات والاعياد القوميه والدينيه فهي سرعان ما تختفي داخل الغرف المغلقه ؛ وما ندعوا له في هذا المقال هو ان نتكلم عن جزء يسير مما يدور في هذه الغرف المغلقه ليس باعتباره مؤامره ضد مجموعه من الناس في جهه مقابله ؛ بل لتسهيل الامر والقول ان بعض ما يفكروا فيه في الخفاء هو حق مكتسب ولا يحق لاي انسان اخذه منهم مهما كانت درجته لان الذي اعطى الجواز الاردني اعطاه باسم الملك والذي يسحب هذا الجواز ويلغي الجنسيه هو الملك فقط وكل ما يجري من تخرصات وتشديدات لدى البعض ماهي الا زوبعه في فنجان ليس الا ولن تؤثر من قريب او من بعيد على ثوابت وحدتنا الوطنيه التي نعتبرها مقدسه وغير قابله للتدنيس من أي كان ؛
بالنسبه للحقيقه الاولى قد يكون للاخوه في القياده الفلسطينيه الدور الاكبر في افشال قيام دوله مستقله وهذا الفشل يجب ان يعترف فيه الجميع خصوصا الاخوه في القياده الفلسطينيه من كافة الفصائل ؛ والاعتراف هنا يقودهم الى التراجع بشكل مباشر عن فكرة اقامة دوله فلسطينيه كاملة الصلاحيات الا انه في المقابل على الجانب الاردني هناك نهج عاطفي او سياسي – اعني استقبال الفلسطينين ومنحهم الجنسيه الاردنيه- هذا النهج لا يمكن التراجع عنه ولا بأي حال من الاحوال ؛ ولذالك علينا ان نتعامل معه كحقيقه لا تقبل النقض او الاعتراض عليها ؛ وكل من يتكلم عن طريقة اعادة خلط الاوراق هو يعبث بهذه الوحده المقدسه سواء كان يعلم او لا يعلم ؛
هذا اضافة الى ان المعاهده الاردنيه الاسرائيليه لم تضع بندا واضحا وصريحا يعتمد زمانا معيننا لعودة اللاجئين والنازحين الى بلادهم ؛ ليس فقط لان اسرائيل ضغطت باتجاه عدم العوده فقط بل لان الاردن يدرك ان هؤلاء الفلسطينين اصبحوا اردنيون وليس من الحكمه ان يتخلى عن نصف شعبه تحت أي ذريعه كانت ؛ هذا اضافه الى ان الاقتصاد الاردني يعتمد بشكل اساسي على المؤسسات والافراد الفلسطينين من اجل استقراره .
وعليه فهناك من يحمل التاريخ بعجره وبجره وهناك من يحمله التاريخ ؛ فان يحمل الفرد او المجموعه كل اخطاء التاريخ شيء وان يتم فهم التاريخ وتسخيره لصالح مستقبل الانسان والجماعه شيء آخر ؛ وعليه فانه ليس من صالح أي جهة مهما كانت ان تدعوا للعوده الى التاريخ الا من اجل ان يحملنا للمستقبل لا ان نبقى نعيد ونكرر اخطاء الماضي ؛ ومن هنا يمكن اعادة اصلاح ماتم تجاوزه في فترة تاريخيه معينه من قبل الفريقين اعني هنا بالضبط العوده الى كامل الدوله الاردنيه التي هي بالاساس مملكه اردنيه هاشميه من الضفتين وليس من الضفه الشرقيه كما يحاول ان يضللنا البعض ؛ وهذه الوحده تمت باتفاق مجلسي الامه من الضفتين وتم توقيع قرار الوحده من المجلسين وهذا للذي لا يعرف ذالك تم سنة 1950 أي قبل فقدان الضفه الغربيه التي كانت جزء من المملكه الاردنيه عندما فقدها الاردن في سنة 1967 وعندما انتقل الفلسطيني من غربي النهر الى شرقي النهر انتقل من مدينه اردنيه الى مدينه اردنيه فقط لا غير ؛
وفي المقابل فان القياده الفلسطينيه ممثله بمنظمة تحريرها مدعوه للتراجع عن قرار مسؤوليتها الواحده عن تمثيل الشعب الفلسطيني في الشتات والداخل ؛ وعلى العرب ان يدعموا مجددا قرار الوحده لانها لمصلحة الشعبين الشقيقين ولمصلحة الامه العربي هذا ان كان فعلا هناك امه عربيه تشعر بمسؤولياتها اتجاه الوضع الفلسطيني الاردني .
اذن علينا ان نكون واقعين ونتكلم عن اردننا الآن اردن الجميع دون تميز بين فئآته الاجتماعيه والعرقيه والاقليميه اردن الجميع من كافة الاصول والمنابت كما كان يقول جلالة الملك حسين رحمه الله وكلنا يتذكر اخر كلماته في هذا الموضوع حين قال – من يتعرض للوحده الوطنيه بسوء هو غريمي الى يوم القيامه- هذا مع العلم ان موضوع الوحده ليس خيارا نقبله او نرفضه بل هو واقع لا محيص عن الايمان به ان لم يكون اليوم ففي المستقبل القريب ؛ ومن المهم ان نستدرك هنا ان كثير ممن يعملون على تعطيل هذه الوحده الاندماجيه هم المستفيدين من بقاء القديم على قدمه ببساطه لان وجودهم من وجود هذا الوضع فان ذاب الثلج حتما سيبان المرج وينكشف على حقيقته ؛ وهذا الامر ليس مقتصر على قيادة فريق واحد بل يشمل بعض عناصر القيادتين .
تبدأ المصالح من النظام الاردني الذي يستخدم الفلسطيني كبقره حلوب للضرائب ومن جهة اخرى يرفع دائما وابدا شعار الحمايه لهم وعلى انه هو النظام الوحيد الذي وقف مع الفلسطينين ؛
هذا وان كنا لا ننكر هذا الدور الانساني الذي قام فيه النظام الاردني اتجاه الاشقاء في فلسطين الا انه من الاستهبال ان يبقى النظام يقايض حرية الناس وكرامتها على حساب تلك المكارم ؛
وفي المقابل لانه لم تتشكل دوله فلسطينيه ولن تتشكل على ما اظن في القريب العاجل فانه من الضروري ليس حمل هم فلسطين كما يعتقد البعض بل التوسيع على الدوله الاردنيه بضم قسمها الغربي الذي هو لا زال ساسيا من ضمن املاكها بغض النظر عن مدى دستورية فك الارتباط الذي كان من جانب واحد ؛
وكي يتم اجتياز العقبات التي تعترض مثل هذا الحل يمكن ان يتم الاتفاق مع السلطه الوطنيه الفلسطينيه وشريكتها حماس بضرورة الالتحاق بالدوله الاردنيه لانه يحقق هدف ذهبي لكليهما للخروج من المأزق الذي ادخلا نفسيهما به ؛
وفي نفس الوقت يتم طرح دستور للدولة الفيدراليه بما يحقق مصالح الجميع ؛ وكي تكون الفكره واضحه تماما هنا فان دستور الدوله يفترض ان يستمد نصوصه من نصوص دساتير الدول الفيدراليه في العالم دون التركيز على ثوابت قوميه واسلاميه خاصه في هذه المنطقه لان الاساس هو انشاء دوله للجميع دون تميز بين عرق او اصل او جهه معينه ؛ والهدف من هذه الدستور العلماني هو التخلص من مسالة الاقلية والاغلبيه التي تحكم مسار النقاش حيثما طرح موضوع الوحده؛ فالوحده التي ادعيها وحده مبنيه على دستور علماني يعيد تركيبة المجتمع الاردني الفلسطيني بتقسيمات فكريه سياسيه وليس تقسيمات اقليميه لان نظرة كل فريق لاقليمه والتحيز له هي العقبه الكأداء التي تقف في طريق الوحده .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هو الحل الوحيد
مواطن ( 2010 / 3 / 7 - 15:03 )
الحل الوحيد لارجاع الضفة الغربية من الاحتلال هو بارجاعها للاردن - باى طريقة يراها الشعبين مناسبة
كانت وحدة او اتحاد كنفدرالى او سمة ما شئت , المهم ارجاعها من اسرائيل التى تقظم فيها قطعة قطعة , وسوف ياتى يوم ما - لا سمح الله - نجد انة لا يوجد شى للتفاوض علية مع اسرائيل
من هذا المنبر اناشد جلالة الملك عبدالله ان يعيد النظر فى موضوع الضفة الغربية بعيدا عن كل الحساسيات السابقة والحالية , لانة من المهم فقط انقاظ ما يمكن انقاظة من الاراضى المحتلة , وبرايى سوف يشهد التاريخ للملك بانة هو الذى اعادها
الله المعين

اخر الافلام

.. بعد قضية -طفل شبرا- الصادمة بمصر.. إليكم ما نعرفه عن -الدارك


.. رئيسي: صمود الحراك الجامعي الغربي سيخلق حالة من الردع الفعال




.. بايدن يتهم الهند واليابان برهاب الأجانب.. فما ردهما؟


.. -كمبيوتر عملاق- يتنبأ بموعد انقراض البشرية: الأرض لن تكون صا




.. آلاف الفلسطينيين يغادرون أطراف رفح باتجاه مناطق في وسط غزة