الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مخاوف ما بعد الانتخابات بدات اليوم ... لكن يبقى الامل قائماً ومشروعاً

دياري صالح مجيد

2010 / 3 / 7
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


بالامس كتبت مقالاً في موقع الحوار المتمدن بعنوان (مخاوف ما بعد الانتخابات) اشرت فيه الى بعضٍ مما يختلج روحي من مخاوف تتعلق بوضع العراق العام لما بعد الانتخابات , وهي مخاوف لابد وان تنتاب العديد من المهتمين بالشان العراقي من قريب او بعيد , فالكل يخشى من عملية الانقلاب على عملية التحول السلمي والتبادل اللاعنيف للسلطة في ظل التنافس غير الشريف الذي تُستخدم فيه العديد من الاسلحة والدعايات غير المقبولة في عُرف الانتخابات لدى البلدان الديمقراطية الحقة .

اليوم وفي تمام الساعة 7,27 دقيقة بالتحديد صحوت كما صحى الالاف مثلي على دوي واحدٍ من الانفجارات الكبيرة التي هزت العاصمة بغداد , في الوقت الذي كلنا نعلم فيه بحجم الجاهزية والاستنفار الذي ملاْ شوارع العاصمة فضلاً عن الغطاء الجوي الامريكي الذي كانت طائراته تجوب اجواء بغداد منذ وقت مبكر من يوم امس , هذا ناهيك عن حجم الاستعدادات الامنية التي سبقت الانتخابات بعدة ايام ارهقت شوارع العاصمة بعدد كبير من الازدحامات المرورية التي ضيقت كثيراً على انسيابية وحركة التنقل في العاصمة مقارنة بالاسابيع السابقة , وكل ذلك جاء استعداداً لتامين الانتخابات من ردود فعل القوى المناهضة لبناء عراق جديد والدافعة دوماً باتجاه العنف وسيلة ليس للاطاحة باحلام اولئك الرامين ليس الى الوصول للسلطة فحسب وانما ايضاً وسيلة بشعة وكريهة لمعاقبة الناخب العراقي المليء بالجاهزية والرغبة في ممارسة حقه المشروع في انتخاب من يراهم اهلاً للثقة ومصدراً من مصادر تبديد بعضٍ من تلك المخاوف التي طرحت في تلك المقالة .

الوضع العراقي المازوم والباحث عن طريق يخرجه من عنق الزجاجة نحو حياة امنة وكريمة لكل ابنائه , بدأ اليوم مرحلة مخاض جديد وتحول صميمي يضع شعبه وقياداته على مفترق طرق مهم بين الخيار بالاستسلام لما يريده دعاة العنف وبين التوجه لبناء دولة مدنية تحترم الانسان وتعلي من شانه بغض النظر اذا ما كان القائمين على صناعة القرار اسلاميين ام علمانيين , الا ان الاحداث هذه في مقابل زخم الاجراءات الامنية التي انُفق لها ملايين من الدولارات واُنذرت لها الالاف من الارواح , يثير دهشة المتتبع للشان العراقي , فبالامس خرجت علينا الاجهزة الامنية والاستخبارية مستهزأة بتصريحات القاعدة التي نشرت بياناً على احدى المواقع الاكترونية اكدت فيه على قدرتها على الفعل المؤذي بحق الشعب العراقي باستخدام خطاب مليء بالثقة و بالقدرة على الوصول الى ما تريد هذه الجماعات وكانها ( مع الاعتذار لاستخدام هذا الوصف ) دولة داخل الدولة حيث جاء في بيانها "دولة العراق الاسلامية تعلن حظر التجول يوم الانتخابات من السادسة صباحاً حتى السادسة مساءً في جميع انحاء العراق وخاصة في المناطق السنية". واضاف البيان بحسب موقع ميدل ايست اون لاين "لسلامة شعبنا يجب على كل من يعلم بهذا الأمر ان يبلغ من لا يعلم حتى يتزود بما يحتاج اليه خلال فترة حظر التجول". وحذرت دولة العراق الاسلامية، فرع القاعدة في بلاد الرافدين، من يخرق حظر التجول هذا بأنه "يعرض نفسه للأسف لغضب الله ولكل صنوف اسلحة المجاهدين".

انهم يدركون تماماً رغبتنا الملحة كعراقيين في نبذ سلوكياتهم وتوجهاتهم التي لا ترافقها الا روائح البارود والدم وتطاير الاشلاء البريئة هنا وهناك , لتكون شاهداً على مجازرهم وشاهداً بالمقابل على اصرارنا بالتمسك بحلمنا في اقامة الدولة التي نريد بعيداً عن عنف رؤاهم الفاقدة لاي شكل من اشكال الاتزان ولاي مظهر من مظاهر حب الحياة , فهذه هي المدن التي سيطروا عليها بالامس تحت ذريعة الجهاد تلفظهم بعيداً عن حاضرها ومستقبلها , وهاهم بالمقابل يسعون قدر جهدهم الى العودة والتهديد من جديد لابنائها البررة بانهم سيدفعون ثمناً مراً اذا ما ذهبوا للانتخابات لانها بحسب ما يرون ستثير غضب الله والمجاهدين , اما افعالهم الانتقامية البشعة المخربة لابسط نواميس الحياة وحق الانسان في التمتع بها , ابداً لن تثير الله طالما ان هنالك فتاوى غسلت ادمغتهم ومسخت شخصياتهم واوهمتهم بان الذي يقومون به هو الحق المطلق , دون ان نعرف ما الذي يرد هؤلاء هل فعلاً تحرير العراق كما يدعون ام مجرد القتل الذي اصبح غذاءً يومياً لهم لا يلذ العيش بدونه او يطيب .
في مقابل هذه التهديدات اشارت العديد من الفضائيات الى الضربات العنيفة التي بدات تشهدها بغداد والى دوي القذائف التي يُسمع صوتها بين الحين والاخر والى ان بعضاً من تلك المدن التي وصفها خطابهم بانها سُنية شهدت احداثاً مؤلمة وربما ايضاً بحسب بعض القنوات الفضائية حظراً للتجوال او تراجعاً كبيراً في نسب الاقبال على مراكز الانتخاب , والهدف بالنهاية لا يتعدى الا تعطيل قدرتنا على الحلم في مدننا العراقية ليست الشيعية او السنية ولا العربية او الكردية او الاخرى , لا بل حلمنا الجمعي الذي نشترك فيه كلنا بان تكون لنا حياة مغايرة وان يكون لابنائنا وبناتنا مستقبل يخلو من اولئك الظلاميين ومن يطرب لاصوات الانفجارات التي يجيدون صنع موادها ويعرفون كيفية استعمالها . لن يثنوا ارادتنا في استمرار الحلم والامل بتحقيقه , لم تعد تلك حرب بين الاحزاب على السلطة ونحن فيها مجرد رهائن كل يساوم علينا بطريقته الخاصة ليكسب المزيد من الفوائد , كلا انها حربُنا نحن اليوم ضد اولئك الذين هَجروا ابائنا واحبتنا بالامس وجردوهم من عراقيتهم وضد كل اولئك الفاسدين والسُراق للمال العام والمنتفعين على حساب الجماهير والالامها . سيبقى الحلمُ قائماً ومشروعاً في رؤية عراق اخر يخلو من الحاقدين على بناته وبنيه على مدنه وعلى طيوره وكل احبته . عذراً كان بودي الاستمرار الا انني يجب الذهاب الى المعركة ( لانتخب ) التي اعرف بانها ليست رابحة بشكل كبير لكنها بالتاكيد ليست معركة خاسرة على المدى البعيد الذي علينا ان نعود انفسنا في التطلع اليه باشراقٍ وتفاؤل وهي معركة الانتخابات القادمة التي نريدها مذلة لكل من داس على احلامنا وقض مضاجعنا بهذه الطريقة المهينة ظناً منه باننا سنكون يوماً عبيداً او اشباه رجال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوضاع مقلقة لتونس في حرية الصحافة


.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين: ماذا حدث في جامعة كاليفورنيا الأ




.. احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين: هل ألقت كلمة بايدن الزيت


.. بانتظار رد حماس.. استمرار ضغوط عائلات الرهائن على حكومة الحر




.. الإكوادور: غواياكيل مرتع المافيا • فرانس 24 / FRANCE 24