الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انها حدثت حقا

محمد نوري قادر

2010 / 3 / 7
الادب والفن



طرق ألأبواب جميعها فأوصدت في وجهه , يعزف حالما أغنيته القديمة , وأمنية إن يجد يوما طريقا للوصل إلى بر الأمان , الى حيث يحلم كالذين سبقوه ,وما وجده من قرار صائب فيستمع أحدا لشكواه , وما ينشده , وان ينال مبتغاه ما بقي له من العمر ,على أوتار قيثارة أتعبها الزمن المتردي لأمراء السوء والقافية وما يسمون أنفسهم دعاة الفضيلة , تصدعت أجزائها فوضعت أخيرا في مزاد علني لم يقدم أحد على شرائها خوفا إن يتهم بخرق القواعد وألانظمة , صوته قد مليء الأزقة والشوارع ضجيجا , ولكن دون جدوى , فلم يستمع اليه احد حتى من اصدقائه القدامى ,ولم يأبه لوجوده منهم أحد ,وعلى أرصفة الشحاذين والناطقين بحقوق ألأمم يتناول ما بقي من مومس ظلت طريقها ,أو ما بقي من كأس لشحاذ ثمل أطربته بعض قصائد الهزل أوقفته سحابة عابرة تحمل في طياتها صور لمعارك المغول والتتار.
وعلى قارعة الطريق هناك أجساد هزلت تحتمي ببؤس مضيفها , لكنها , رغم الأسى لم ترتدي ثياب غير كانت ترتديها ,إلا من أصابه الوهن, ولن تساوم على نسمة أو ظل من ظلال النخيل, فبقت متعطرة بعطر الفرات وأرضه والبساتين . وظل هو, كما هو جميلا ومشرقا كما عرفته , لم يرقص للآهات والصخب والبكاء والعويل في أزقة ذلك الحي الذي أصبح ملاذ يلوذ به المتسكعون بحماقاتهم وأحلامهم البائسة ,يقتلون الوقت بالتفاهة والأقاويل ,يستجدون القادمين والغرباء بفتات الأطعمة .
لقد سقطت كل حساباته في لحظة صمت ,وذهبت مع الرياح إلى حيث تشتهي وهو يشاهد الحطام من حوله ,وما بقي منه , وما تشمئز النفس له , وما أهمل وسط الضجيج المفتعل كإنه رمي عن قصد في سلة للمهملات ,ومن لاذ بالفرار, ومن بقي يتسكع في المقاهي والبارات , لم يكن لديه وقت يضيعه فهناك من ينتظر,لقد عرف كل شيء ,وما يدعوا للرثاء , لكنها خطوة ربما لم تكن صائبة , وربما لم يحين الوقت لبلوغ ما يتنماه ,او إنها خطوة وضعت في غير مكانها أعقبتها خطوة وخطوة أخرى , ولم يفلح , لكنه بقي ينتظر .في غرفة مهملة يتقاسمها مع بعض الأشخاص الذين توافدوا بأعداد هائلة ينشدون حياة أخرى , يشاركونه أحلامه وأمنيات لا تحصى , وحياة لا تخلوا من القسوة في جميع فصولها , ينتظرون الأمل وطريق أخر للهرب في سرية تامة وصمت لا يبوح به احد منهم بتفاصيله للآخر ,خوفا إن يفتضح الامر , أويحدث ما لم يكن في حساباتهم الاخرى , أو يقعوا ضحية نصب واحتيال وقع الكثير فيها ,فيفقدون ما يملكون وما ادخروه لانجاز مهمتهم وحلمهم الذي ينشدونه ,يتحفظون الاختلاط بمن يعرفونهم عن بعد, ومن لا يعرفونه أحيانا, يحيط الغموض حياتهم وما حولهم وقد اكتسبوا تلك الصفات عند مجيئهم ,يتشاجرون فيما بينهم أحيانا, واحيانا يتخاصمون عندما يختلفوا بالرأي , هم كما هم , وكما عرفتهم ,يحملون حماقاتهم أينما ذهبوا , وصراعات أخرى تافهة وبغيضة لا تطاق افرزتها أحاسيسهم وشعورهم بالإحباط والفشل .لم يجد صاحبي ابدآ ما يرضي فضوله, وما يدعوه للبقاء, كلهم سواء حتى هو .ولكي يقتل الفراغ الهائل الذي يحيط حوله فقد عمل في مجالات شتى وأذلها بجهد لا يحتمل ولا يطاق, حيث لا توجد فرص للعمل , فهو يعمل أحيانا عتالا وأحيانا بائعا للخبز وعلى أرصفة الشوارع يبيع الألبسة والعطور, وأحيانا في مطعم يغسل الصحون وشوائي على منضدة في ليالي الشتاء الباردة والمطر ,كما هو شأن الآخرين والكثيرين من أمثاله ,مما جعله يشعر بالسأم والضجر, وأنه يحتضر . استيقظ يوما وكأن شيئا اقض مضجعه من سبات عميق ,يدعوه للسفر, وهو يحزم حقيبته وأشياءه الأخرى يودع من يحيطون حوله والاخرين من يصادفهم في طريقه, متجها الى دياره في طريق يملئه اليأس وإحساس بالخسارة مما قد ضاع منه ,وقلبه يخفق بشدة من الفرح حين اجتاز البوابة الأولى من الحدود, كأن قلبه يريد إن يخرج من صدره, بصحبة آخرين ممن اصطدموا بالجدار نفسه , فتذكر عندها قول السفاح ضاحكا – لولا فرحة الإياب لعذبت أعدائي بالسفر – ووقف حيث يقف الركاب جميعا في طابور عند نقطة التفتيش الرئيسية مع حقائبهم وهي المحطة الأخيرة للانطلاق والسماح لهم بالدخول إلى ارض الوطن , إلى حيث ينتمي , بعد يتم تفتيشهم وحقائبهم مع بعض الإجراءات الأخرى , حيث حدث له ما لم يكن يتوقعه أن يحدث لأحد ابدا عندما فتح المفتش حقيبته وهو غالبا ما يكون من العناصر الأمنية مندهشا غاضبا , صعق هو لها أيضا,كانت بعض المنشورات والصحف والمجلات التي لم يسمح بدخولها وتداولها قد وضعت فوق الملابس التي اشتراها لاطفاله قبل عودته لأحد الأحزاب التي يطلق عليها أسماء( معادية) أو(محظورة ) للنشاط السياسي للدولة تنشط في بعض دول الجوار حيث تحتمي بها وتمارس نشاطها من بعيد
ما هذا
لا اعرف
كيف لا تعرف ..ابن إل.....
صدقني
كيف تريد إن أصدقك , وانهال عليه بالضرب والشتائم وقد تجمع عدد كبير منهم يضربونه بقسوة و ما يملكون من قوة وأقتادوه , إلى حيث لا يعلم احد , فقد كان على موعد مع الموت .كان لا يعرف أبدا إن احد ما قد عبث بحقيبته, وانه وقع ضحية لعمل قذر ودنيء لا يخلو من الخسة والانحطاط , ولا يخلو من المخاطرة قام بفعله احد المتسكعين على طاولات المقاهي والبارات بدون إذن منه . الذين يدعون انهم دائما مع الثورة والحق ,أولئك كانوا يتصيدون في المياه العكرة , هم سبب كل ما لحق بنا من تشرد اضطهاد , وما حل بنا من سوء وجوع وضياع ,الذين اختاروا الهروب من المواجهة, فتفرقوا في أنحاء عدة من العالم ينعمون بحياة رائعة وهدوء بعد إن استضافوها واستظلوا بظلالها , وتركونا نحترق في لهيب النار والمحرقة , وقد كنت يوما جزء مما توارثه الأبناء ,فانفصلت , وكان يجب أن أنفصل. لكنني احمل الثورة في نفسي ولن ادعي بها فهي في دمي تسري , فأنا اعلم كما يعلم غيري ,انني ليس مطرقة يطرق بها ,أو ببغاء يردد ما يقال له ,فقد ولدت لأكون وأعيش حرا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لما تعزم الكراش على سينما الصبح ??


.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة




.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?