الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تتشابه مشاكل المرأة في كل بقاع العالم

عايدة الربيعي

2010 / 3 / 8
ملف مفتوح -8 مارس 2010 - المساواة الدستورية و القانونية الكاملة للمرأة مع الرجل


بمناسبة الثامن من آذار
هل تيقن المجتمع قضية المرأة وسط مجتمع ابوي؟

(ان العالم سوف ينتهي
حتماً..
اذا ما انتهت الأنوثة..)
(نزار قباني)


هل تتماثل مشاكل المرأة الرئيسية في كل بقاع العالم؟
نعم..
لا..
إلى حد ما..
أيا ً كان الجواب،المهم
هل حصل تحسن أو تغير ملحوظ في وضعها في التغلب على هذه المشاكل والإتيان بحلول منصفة أخرى؟
هل تيقن المجتمع من حولها مشكلاتها الحقيقة ومدى حجم هذه المكابدة في مقاساة إنسانية؟
هل انطلقت بدائل لنلحظ وجه التغيير، أم ظلت في الحقيقة الأوضاع عينها على الرغم من حالة التغيرات السياسية والثقافية على ارض الواقع؟
وربما هناك تساؤلات جمة بحجم المعاناة، لكننا نرى وضع النساء وأحوالهن لاينسجم والأوضاع التي توالت لتواكب الأحداث؟
كثيرة هي الأسئلة والبحث في الاستفهام عنها قد يطول في البحث الجاد عن أجوبتها
إلا إن المشهد يبدو واضحا وجليا في تحديد وتمييز أهم المعوقات والمعاناة والمشاكل للانتهاكات التي تتعرض لها المرأة في المجتمعات على مختلف نشأتها
لو أمعنا النظر إلى معظم الأقلام لمثقفاتنا من النساء وفي المجتمعات العربية حصرا نجد أن معظمهن يتخذن موقف واحد ومتشابه نسبيا في تحديد المشاكل وتلك الانتهاكات مما يجعل المشكلة تبدو واحدة. وعلى الرغم من إن الكل يمتلكون وجهة نظر وفلسفة معينة تجاه هذا الموضوع داخل هذه المجتمعات، إلا انه وللأسف بقيت الآراء جامدة حيال ذلك لاتتغير لا العادات الدينية والثقافية إلا بشكل سطحي أو هو تدوين وتسجيل غير فعال على ارض واقعنا، وهذه حقيقة مؤلمة وموجعة كثيرا بالتحديد للمرأة الواعية.
نعم سنت الكثير من القوانين التي تكفل وتصون حقوق المرأة وكان من المفروض على الجميع إن يكون ملزما باحترام تلك المواثيق وتقديرها وتطبيقها بشكل حقيقي
كان علينا أن نجني نتائجها على ارض الواقع
ولكن للأسف تتناسى على ارض الواقع تطبيقا!
كانت مجرد نصوص على ورق..
فلو قرأنا الدساتير لأحسسنا بالنشوة شطر ذلك لكن ماالفائدة المرجوة! مجرد إحساس جميل سرعان مايتلاشى حين تتفاعل مع واقع حقيقي لايقبل غير ماهو مقدر لها من حصة معروفة ومحسومة
ماتناله في حقيقة الأمر (خليلات العبد) !!
كل الدساتير وكل البنود التي تنص على نيل المرأة لحقوقها يبدو لي وللكثيرات مجرد مدونات دون تطبيق وعدم وجود آلية إلزام بها وهذا يجعلني والأخريات في وضع متشائم
مما جعل المرأة دائمة البحث عن موقف مثالي لحالة مثقفة تعكس التطور على واقعها في جميع الأوضاع الطبيعية والنشاطات الحيوية داخل مجتمعها لكي تحيا حياة ديمقراطية سليمة ضمن منطلقات فكرية واعية وصحيحة.
كل يوم نجد تزايد في عدد المنظمات المهتمة بشؤون المرأة والدفاع عن حقوقها المشروعة ضمن منظمات المجتمع المدني والتي ترفع شعاراتها بتحقيق العدالة والمساواة في حالة تنصف وجودها من حالة الغبن الذي نالت منه نصيبا كبيرا على مدى أحقاب
ولكن هي الأخرى لم تكن كاملة في أداء دورها بشكل كامل؛وقد يرجع ذلك لأكثر من سبب منها: اصطدامها بالظواهر السلبية المتعلقة بالموروث الاجتماعي
أضف إلى الخبرات الغير كاملة في إدارة وتولي دفة هذه المؤسسات بسبب التغيب الذي مر به العقل في هذه المجتمعات
والمعالجات الخاطئة في سياسة عملها وهذا سبب آخر
بل أحيانا إن القوانين نفسها غير عادلة في المساواة مما يجعل الوضع أسوء سواءً في الأسرة ومكان العمل(المجتمع)
لهذا نجد إن النسبة قليلة جدا في وجود نساء في مواقع السلطة وصنع القرار بل(لازالت عنصرا متفاعل وليس فاعلا).فقد حرمت من حق الحصول على مكانة قانونية أو اجتماعية بشكل مستقل؛ و مرجوع ذلك إلى القيم الابوية التقليدية، مما يبقي المرأة دائما ترضخ إلى وصايا السلطة الذكورية على الرغم من إن الحياة الديمقراطية السليمة تسند قضية المرأة إلى مرتكز القوة في بعض المجتمعات وعلى نحو من التغيير
ورغم رصد الكثير من الحالات لقضايا المرأة وعمل اللجان الخاصة لها في القضاء على التمييز ضدها والعمل من اجل النهوض بواقعها
كل هذه صكوك دولية في حقوق المرأة مع ذلك لازالت الكثير منهن يتعرضن إلى العنف الجسدي والجنسي بل لازالت نسبة النساء الأميات تفوق الرجال لازالت هي الأكثر تعرضا للفقر والعوز
نجد ها بحاجة الى حماية قانونية في الكثير من المسائل (العنف،الطلاق،الزواج)تحتاج الى نشر حقوقها في صفوف المجتمع والعمل على توعيتها لهذه الحقوق تحتاج الى فرص التعليم،المناداة بالتساوي في الحقوق والكرامة الإنسانية) وهذه كلها تعتبر نقطة انطلاق وتحول تاريخي لحضورها.
على المجتمع الدولي ان يسند قضيتها الى مرتكز ومنظومة تشريعية رصينة تحفظ لها مكانتها وكيانها بدلا من المساس بها دون اتخاذ تدابير فعالة في هذا الشأن (ان تكون فعالة هذه القوانين)
المرأة لاتحتاج الى محافل تصفق لها وشعارات ترفع خلف المنصات تعلو فيها الأصوات منادية ومناصرة بالكلام فقط
لاتحتاج الى قوانين مدونة حبرا على الورق
تحتاج الى تغير حقيقي يعالج الفقر وعدم المساواة الى نشر التعليم والثقافة
تحتاج الى وقف العنف ضدها ومناهضته
تريد مساواة في الهياكل السياسية والاقتصادية
الى وجود آليات كافية تعزز النهوض بواقعها الى إنهاء الصورة النمطية لمكانتها
والاعتراف بإمكاناتها وطاقتها في إدارة الشؤون الحياتية العملية وبكافة النشاطات
علينا أن ننطلق من فكر ديمقراطي سليم يعبر عن منطلقات حية حقيقية واعية جديرة بالتحقيق على ارض الواقع تمثل بإرادة طموح ينسجم والصراع الذي تعيشه المرأة في مجتمعاتنا بين إظهار مواهبها وقدراتها في أيدلوجية تحقيق الذات
وهاهو التاريخ يشهد لكثير من النساء اللواتي استطعن أن يقاومن ذلك الإقصاء المتعمد والتهميش ألقسري لهن وقد لعبن دورا مهما في التغلب على عوامل الاضطهاد بشتى أشكاله ليقفن موقف الإنسانة التي لها موقعها وموقفها في الحياة رغم كل شئ.

عايدة الربيعي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا بعد سيطرة إسرائيل على معبر رفح وما موقف القاهرة ؟| المس


.. أوكرانيا تعلن إحباط مخطط لاغتيال زيلينسكي أشرفت عليه روسيا




.. انتفاضة الطلبة ضد الحرب الإسرائيلية في غزة تتمدد في أوروبا


.. ضغوط أمريكية على إسرائيل لإعادة فتح المعابر لإدخال المساعدات




.. قطع الرباط الصليبي الأمامي وعلاجه | #برنامج_التشخيص