الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تحررت المرأة ...؟

حياة البدري

2010 / 3 / 8
ملف مفتوح -8 مارس 2010 - المساواة الدستورية و القانونية الكاملة للمرأة مع الرجل


اليوم العالمي للمرأة، هذا العيد الذي دأبت النساء بكل أرجاء العالم، على الاحتفال به والتنويه بكل ماوصلن إليه من إنجازات ونجاحات وتحقيق المساواة مع إخوانهن الرجال في العديد من المهام التي كانت حكرا عليهم ... هذه المساواة التي تطلبت العديد من النضالات والتضحيات النسائية والرجالية أيضا... يبقى السؤال العالق والذي يطرح نفسه دائما وأبدا : هل تحررت المرأة العربية حقا وأين وصل تحررها ومساواتها مع شقيقها الرجل...؟

من حق المرأة العربية أن تحتفل وأن تقيم الأنشطة والندوات وأن تخصص برامج احتفالية مكثفة لهذا اليوم ...ومن حقها أن تتبوأ كل وسائل الإعلام بكل أصنافها المرئية والمسموعة والمكتوبة والإلكترونية وأن تكتب كل ماحققته من نجاحات على الملصقات والجدران بالشوارع والطرقات باليمين والشمال ...حتى تتذكر كل المجهودات التي قامت بها النساء سابقا وحاليا من أجل التحرر وتحقيق المطالب الملحة لها ...بعدما كانت مجرد ديكور موضوع فوق الرف لتأثيث وتزيين البيوتات، ومجرد إنسانة مجردة من كل الحقوق الإنسانية أبسطها إبداء الرأي في الأمور الخاصة بها كالموافقة على زوج المستقبل ورؤيته ...! وممنوعة من التمتع بكل مامنحه الله لها من حقوق المتعة واللذة مع زوجها...عن طريق الختان، ذاك العمل الإجرامي الوحشي الذي لايبث للإنسانية وللأديان بصلة ، اللهم دين الجهل والأمية والذكورية المتسلطة والأنانية المفرطة التي تمسح كل مايقع من مشاكل اجتماعية في رداء النساء وتعلقه على شماعتهن...أنهن سبب المآسي الاجتماعية والبطالة والكوارث الطبيعية من فيضانات وجفاف وأزمة مالية عالمية خانقة وسبب انحفاض العملة وأثمنة النفط ... !! فكل شيء سببه المرأة...التي يجب أن تقمع وأن تتقوقع على ذاتها وأن تكون مجرد سلعة وبضاعة ومجرد أداة للتسلية ووعاء للتفريغ يفرغ فيه الرجل كل شحنات القلق... والترفيه عليه وخدمته...

فهل فعلا تحررت المرأة أم لايزال هناك "سي السيد والست أمينة"؟ تلك المرأة المغلوبة على أمرها التي يجب أن تغسل قدمي زوجها وأن تقوم أو تخرج عندما يجلس الرجال أو يدخلون وكأنها شيطان مارد يطرده دخول الملائكة: الرجال، رمز كل الخير والنماء والقوة ...
فهل اعترف معظم الرجال حاليا، بحقوق المرأة وبإنسانيتها بالبيت وخارجه بعد خروجها للعمل ؟ وهل معظم الرجال يشاطرون النساء الحقوق والواجبات... ؟ أم لايزال هناك العنف المغلف والقمع الكبير والعبودية الجديدة والاستنزاف لقوة المرأة العاملة ؟ ولايزال استرقاق وقهر النساء في الفراش و البيت والعمل و الشارع؟...
فكل من أجال البصر في شرائح المجتمع وكل من زار مراكز النجدة والاستماع إلى النساء ومحاكم الأسرة... سيرى بأم عينيه، وسيسمع الكوارث الإنسانية التي لاتزال تتخبط فيها المرأة ... من فقر وعنف... واستنزاف لقوة المرأة بدون شرط أوقيد...العمل طيلة اليوم، وفي ظروف غير صحية بالمرة ولاتحترم أدنى حقوق الشغل من تأمين...
واستغلال واسترقاق من طرف بعض الأزواج الذين أعجبتهم مساهمة المرأة واقتسام الأعباء المادية معهم بعد خروجها للعمل وعودتها إلى المنزل في نفس الوقت معهم أو بعدهم في معظم الأحيان... ولم يعجبهم مساعدتها في أعباء المنزل وكأنها مهمة موكولة إليها لاغير ...ولن تقضى حتى تعود من العمل مهما تأخرت ومهما كان تعبها وحالتها النفسية...

فقد تقدمت المرأة فكريا ونفسيا وتجاوزت العديد من الأفكار البالية التي تحصر الأعباء المادية وتجعلها لصيقة بالرجل وحده... ولايزال العديد من الرجال يفكرون بتفكير البارحة ويجعلون من مساعدة زوجاتهن تنقيص لرجولتهم وجعلهم عرضة للنقد...
فالرجولة ياسادة أكبر بكثير من هذه الأمور الصغيرة التي حسم فيها رجال الضفاف الأخرى واعتبروها عربون المودة والتفاهم والرحمة والإحساس بإنسانية الزوجات ومشاطرتهن الأعباء دون أي إحساس بالتنقيص...وعدم اعتبار الزوجة مجرد "روبو" لاتكل ولا تمل، تشتغل داخلا وخارجا... تحمل وتلد وترضع وتربي الأطفال وتطهو وتكنس وتنظف...وتلبي نداء الزوج متى أراد دون مراعاة لرغبتها ... وتعنف نفسيا ولفظيا وجسديا...

إن المتتبع لأوضاع المرأة والمنصت لآهات ومعاناة العشرات من الحالات النسائية اللواتي يلجأن إلى مراكز اتحاد العمل النسائي وكل مراكز الاستماع والجمعيات النسائية... حتما سيجيب على أن المرأة لايزال ينقصها الكثير والكثير، وأن تحررها يمس فئة قليلة جدا وأن هذا التحرر مجرد موضة نساير بها الركب العالمي، ولو لم تكن هناك كوطة لما وصلت المرأة للمجالات السياسية ولما شاركت ولو بهذا الشكل الخجول في اتخاذ القرار السياسي...

فلا يزال الفكر الذكوري يغلف العديد من العقول الذكورية والنسائية أيضا... هذه العقول التي تحن إلى اختباء المرأة وإخفائها تحت غطاء الدين، الذي هو بريء منها براءة الذئب من دم يوسف...فلايزال هناك ذكور، بل أصبحت أعدادهم في تكاثر وتزايد... يسعون إلى تدمير كل ما نادى به قاسم أمين وأمثاله من الرجال العظماء، وكل ماحققته المرأة خلال مسيراتها الطوال، عن طريق نشر المغالطات والسعي نحو جعل المرأة عورة يجب تغليفها كليا، بغلاف أسود قاتم وكأنها النينجا أوخيمة سوداء تمشي على قدمين...! وليست إنسانة خلقها الله وجعلها رمز العطاء والنماء واستمرار الحياة والكون ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل يسبح الحمام في وادي العبيد
إبراهيم بن عبدالعزيز الدامغ ( 2010 / 3 / 8 - 14:20 )
هل يسبح الحمام في وادي العبيد

اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -