الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فؤاد النمري وحسقيل قوجمان في الديالكتيك الإلهي -4

أنور نجم الدين

2010 / 3 / 7
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


لقد أثبتنا تجريبيًّا أن منهج ماركس منهج متناقض مع المنهج الديالكتيكي، بقدر التناقض بين منهج نيوتن ومنهج أفلاطون، فالديالكتيك الإلهي - أي الحقيقة المطلقة – للسيد فؤاد النمري، لا تقودنا إلى أي علاقة إلا العلاقة المنفصلة بين فكرنا وواقعه التجريبي، وأنه بالأحرى لا يمكنه كشف أي تناقض أو سبب لأي تغير نوعي لنا، وعلى عكس السيد حسقيل قوجمان، فلا يمكن لماركس أن يطبق الديالكيتيك في أبحاثه الاقتصادية - التاريخية. ولكن مع ذلك علينا إلقاء نظرة على علاقة ماركس بالديالكتيك، فماركس يعالج هذا الموضوع بصورة متناقضة، كما أكدنا سابقًا في (تعارض ماركس مع المنهج الدِّياليكتيكي، الحوار التمدن):

"إنْ ماركس يعالج موضوع علاقته بالدِّياليكتيك بصورة متناقضة، ولكن مع كلِّ هذه الأقوال، يحاول ماركس على الدَّوام أنْ يبين أنَّ طريقته طريقة واقعية وليست دياليكتيكية إنجليزية، وليست ألمانية مادية، وليست فلسفية. ومع ذلك يجب أنْ نسأل: كيف نحل هذه المعضلة، وهذه الأقوال المتناقضة؟ أَمِنْ خلال الاجتهادات الشخصية؟ كلا أبدًا، لأنَّنا لا نحاول أنْ نجعل من المادية التَّاريخية مذهبًا دينيًّا، حيث إنَّ المادية التَّاريخية، بالمعنى الذي نتحدث عنه هنا، هي منهج أو طريقة للبحث، وليست مذهبًا مقدسًا، لذلك علينا أَنْ نبين صراحة ما علاقة هذه المفاهيم بالطريقة المادية التَّاريخية، وأنْ نقوم بنبذ ما يستحق نبذه، ونقده، بل ودحضه دون أي تردد، فالمسألة تتعلق بمنهج البحث، وليست بالمقدسات، والآلهة المقدسة". فنحن لا نتحدث عن رسول مقدس وأحاديثه المقدسة.

والآن لننتقل إلى حقل تناقضات ماركس مع نفسه:

يقول ماركس: "وهنا - كما في العلوم الطبيعية - يتأكد القانون الذي لاحظه هيغل في كتابه (المنطق) وهو القانون الذي يقول بأن مجرد التغيرات في الكمية، عند وصولها إلى درجة معينة، تؤدي إلى فروق في الكيفية - كارل ماركس، رأس المال، المجلد الثاني، ترجمة محمد عيتاني، ص 435".

ولكن هذه الفكرة، بالإضافة إلى عبارة "هذا هو نفي النفي" في كتاب رأس المال، لم يتكرر في مكان آخر في كتاب رأس المال أو أي مؤلف آخر من مؤلفات ماركس. وإذا كانت هذه العبارات من ماركس نفسه، أو إضافة من إنجلس إلى كتاب رأس المال، فلسوء الحظ، لا يمكننا التأكيد عليها، وكما نعرف، فكان إنجلس يضيف عادة لا العبارات فحسب، بل والفصول إلى (كتاب رأس المال) أيضًا. لذلك، كما قلنا سابقًا، لا يمكن معالجة الموضوع بناءً على الاجتهادات الشخصية، بل ويجب أن نبين صراحة هذه التناقضات وانتقادها من وجهة نظر ماركس نفسه، دون أي تردد.

يقول ماركس: "إنَّني عمدت في بعض أجزاء الفصل المخصص لنظرية القيمة إلى تبني طريقته -طريقة هيغل- الخاصة في التَّعبير - كارل ماركس، رأس المال". فماركس يقول: طريقة هيغل في التعبير، وليست طريقة هيغل في البحث.

ويبدي ماركس أيضًا رأيه على الشَّكل الآتي:
"وبديهي أنَّ كُتاب المقالات الرخيصة في ألمانيا يصرخون مُتَّهَمين بالسفسطة الهيغلية، غير أنَّ مجلة (الرَّسول الأوروبي) -وهي مجلة روسية تصدر في سان بطرسبرج- أعلنت في عددها الصادر في أيار عام (1872م) في مقالة مكرسة بكاملها للطَّريقة المعتمدة في كتاب (رأس المال) أنَّ طريقتي في البحث هي طريقة واقعية بصورة دقيقة، ولكنَّ طريقة عرضي لسوء الحظ، متمشية مع الأسلوب الديالكتيكي الألماني - كارل ماركس، رأس المال".

وهكذا، فعلى لسان هذه المجلة الأوروبية، يقول ماركس بأسف شديد: إن طريقة عرضه -لسوء الحظ- متمشية مع الأسلوب الديالكتيكي الألماني.

على أية حال يبين ماركس بصورة واضحة بأنه يتابع أبحاثه بالاعتماد على الطريقة المادية، لا منهج هيغل.
ولكن هل من الممكن التحقق من التناقضات أعلاه، ومن تناقض منهج ماركس مع نظرية (الكم والكيف) الديالكتيكية بصورة تجريبية؟

لنأخذ مثالاً:
إذا قلنا تتألف قيمة رأس مال محدد من (1000) دولار، فلا يتعلق الأمر إلا بالكم. إذًاً ما اعتراضنا؟

أولاً: كما نعرف، يرتفع رأس المال تارة، وينخفض تارة أخرى. إذاً ما هو التحول النوعي إذا انخفض رأس المال؟ وهل يعتبر انخفاض رأس المال -أو نقله من دائرة إلى أخرى- تحولاً نوعيًّا في رأس المال؟ كلا، أبدًا. إن الانتقال المستمر لرأس المال من دائرة إنتاجية إلى أخرى، من رأسمالي إلى آخر، وهي طبيعة المجتمع الرأسمالي نفسها، لا يعني أي تحول في العالم الواقعي.

ثانيًا: إن الحديث عن ارتفاع أو انخفاض فائض القيمة، أو ازدياد المبلغ من (1000) دولار إلى (1500) و(2000) و(2500) دولار، أو انخفاضه إلى (700) و(500) و(400) و(300) دولار، هو الحديث عن كمية معينة من رأس المال تزيد أو تنخفض كميته بسبب من الأسباب الاقتصادية، فلا يتعلق الأمر هنا إطلاقًا بأي تحول نوعي. وحتى إذا زال رأسمالي فردي من الوجود، فلن يُحْدِثَ شَيْئًا في العالم الواقعي، لأن زوال هذا الرأسمالي، يصاحبه بالضرورة ظهور رأسمالي آخر. وهذه هي طبيعة رأس المال، فالتراكم، والتركيز يحدث يوميًّا، ولكن دون أي تغير نوعي في المجتمع الرأسمالي، فكل تراكم يقابله الفقر والبطالة، أما الفقر والبطالة ناتج عن طبيعة نظام الرأسمالي القائم، لا عن أي تحول نوعي في المجتمع.
فما التحول النوعي إذا ما زادت أعداد الفقراء من 2 مليار إلى 3 مليار ضمن السوق العالمية للرأسمال؟ وهل يحدث يا ترى أي تحول كيفي في طبيعة هذا النظام الذي لا يستخدم البشر إلا بوصفهم عبيدًا مطيعين لسلطة رأس المال؟ فما الحقيقة الديالكتيكية المطلقة سوى أوهام لاهوتية عن علاقة الخير والشر.

يقول ماركس: "لننظر الآن ما الأوصاف التي يخضع بواسطتها برودون ديالكتيك هيغل عندما يطبقها على الاقتصاد السياسي.
يرى برودون أن كل لائحة اقتصادية لها جانبان - جانب خير وجانب شر. وهو ينظر إلى هذه اللوائح كما ينظر البورجوازي إلى العظماء في التاريخ: كان نابليون رجلاً عظيمًا، قد فعل كثيرًا من الحسنات وفعل كثيرًا من السيئات.
عندما نأخذ هذه المتناقضات معًا، جانب الخير وجانب الشر، الحسنات والسيئات، فإنها تشكل -بالنسبة لبرودون- التناقض في كل لائحة اقتصادية.
فالموضوع الذي يجب حله: الاحتفاظ بالجهة الخيرة والتضييق على الجهة الشريرة.
إن العبودية لائحة اقتصادية كأية لائحة أخرى وهكذا، لها جانبان، ودعنا نترك الآن الناحية الشريرة لنتكلم عن الناحية الخيرة لهذه العبودية.
لا حاجة لأن نقول إننا نتكلم عن العبودية المباشرة، ونتكلم عن عبودية العبيد في سرينام Surinam وفي البرازيل وفي الولايات الجنوبية في أمريكا الشمالية.
إن العبودية المباشرة هي تماما محور الصناعة البورجوازية كالآلة إلخ... التي هي محور الصناعة أيضًا.
وبدون عبودية لا تحصل على صناعة حاضرة، هي العبودية التي أعطت المستعمرات قيمتها، وهي المستعمرات التي خلقت التجارة الدولية، وهي التجارة الدولية التي نعدها الشرط السابق للصناعة ذات الإنتاج الضخم. وهكذا فالعبودية هي لائحة اقتصادية ذات أهمية كبرى".
"إن ما يشكل حركة الديالكتيك هو وجود جهتين متناقضتين وصراع هاتين الجهتين المتناقضتين وادغامهما في لائحة جديدة".
"وإن تتابع اللوائح أصبح نوعًا من البنيان، ويقف الديالكتيك حتى يصبح حركة الحقيقة المطلقة، ولا يوجد بعد ديالكتيك على الأكثر إلا ديالكتيك الأخلاق المطلقة الصافية".
"وهكذا، ما هذه الفكرة المطلقة؟ هي الفكرة المجردة للحركة. وما تجريد الحركة؟ هي الحركة في حالتها المجردة... وما الحركة في حالتها المجردة؟ هي القاعدة المنطقية الصافية للحركة أو حركة الحقيقة الصافية. وما تحتوي الحقيقة الصافية؟ إنها تعمل على إقامة قاعدة لذاتها، وعلى مناقضة ذاتها، وعلى تشكيل ذاتها، وعلى وضع ذاتها بقاعدة أو بفكرة Thesis، وخلق فكرة مناقضة Antithesis، وإيجاد نتيجة Synthesis وتعمل أيضا على تثبيت ذاتها، وعلى نفي ذاتها وعلى نفي نفيها...
وكيف تعمل الحقيقة لتثبت ذاتها، ولتضع قاعدة لذاتها في لائحة منطقية؟ إنه عمل الحقيقة وعمل تابعيها.
ولكن عندما تبدأ الحقيقة في وضع قاعدة لذاتها Thesis، فإن هذه القاعدة أي هذه الفكرة تناقض ذاتها Antithesis فتقسم إلى فكرتين متناقضتين - الايجابي والنفي، نعم ولا. والصراع بين هذين العاملين المضادين المتضمن في التناقض يشكل حركة الديالكتيك. "النعم" تصبح لا، ولا تصبح نعم، نعم تصبح لا ونعم، ولا تصبح نعم ولا، فتتعادل المتناقضات وتتجانس وتشل بعضها. وتداخل هاتين الفكرتين المتناقضتين يشكل فكرة جديدة هي نتيجة الاثنين Synthesis إن هذه الفكرة تنقسم مرة أخرى لفكرتين متعاكستين فتعود وتتشابك في نتيجة واحدة. ومن هذا العمل تتولد مجموعة من الأفكار. وهذه المجموعة من الأفكار تتبع نفس حركة الديالكتيك كلائحة بسيطة، ولهذه المجموعة مجموعة أخرى متناقضة. ومن هاتين المجموعتين من الأفكار تتولد مجموعة أفكار جديدة تكون نتيجة للجميع.
وكما تتولد المجموعة من حركة الديالكتيك للوائح البسيطة، هكذا تتولد المجموعات من حركة الديالكتيك من المجموعات، وتتولد الطريقة الكاملة من حركة الديالكتيك للمجموعات.
طبِّق هذه الطريقة على لوائح الاقتصاد السياسي فتحصل على منطق وميتافيزيك الاقتصاد السياسي - كارل ماركس، بؤس الفلسفة".

وماذا يحصل الديالكتيكيون عند تطبيق الديالكتيك الإلهي على العالم المادي، والعلاقات الاقتصادية، غير الميتافيزيك؟
___________________________________________________________________________________________

ملحق 4:

يقول ماركس: "يفترض مفهوم هيغل عن التاريخ روحاً مجردة أو مطلقة تتطور بطريقة لا تعتبر الانسانية إلا جمهوراً بدرجات متفاوتة من الوعي أو اللاوعي. وبذلك يطور هيغل في داخل التاريخ التجريبي الخارجي، تاريخاً سرياً، تأملياً – كارل ماركس، العائلة المقدسة، ص 107".

يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التجربة و المنهج المادي الجدلي.
سعيد ( 2010 / 3 / 7 - 23:02 )
يحاول السيد أنور عبثا أن يثبت بما يتوهم تجريبيا كشف التناقضات داخل المعارف الجدلية و بالتالي تناقض منهج ماركس,
ما لا يفهمه السيد أنور و من يدور في فلكه من عدنان إلى محمد, هو أن التجربة الجيدة يقودها التفكير الجدلي المادي , إن التجارب مهما تعددت و تكاثرت إن كان يقودها عقل كالذي يقبع في رؤوس –أنور و محمد و عدنان الضاهر- لن تجدي في شيء و لن تحصد إلا النتائج التافهة و الوضيعة.
نقول لهؤلاء –التجريبيين- من النوع الرديء, و نكرر ما قاله غاستون باشلار إن زمن التجارب الفضولية قد ولى, و انه دون تفكير جدلي مادي لن ينتهي العالم-بكسر اللام- بتجربته إلا إلى الرداءة.


2 - إلى السيد سعيد: القيمة العلمية لجدلكم
أنور نجم الدين ( 2010 / 3 / 8 - 05:05 )
ان أصعب مهمة بالنسبة للماديين الجدليين العقائديين هي النزول من عالم الأفكار المحضة، عالم الديالكتيك، إلى العالم الواقعي. لذلك فهم يحاولون التخلص من كل المحاولات التجريبية بأسرع ما يمكن، ويخضعون كل العالم التجريبي لقوانينهم العقلية، أو يحاولون غطاء العالم بالديالكتيك تعود جذوره إلى اللاهوت، وإلى الفلسفة الاغريقية القديمة، إلى بارمنديس (515 - 445 ق.م)، وثم تلميذه وزينون الايلي (490 - 430 ق.م) على الأخص.

ان كل تيار من التيارات الماركسية، يحاول عزل جانب من نظامهم الفلسفي، وتحويله ضد التيارات الماركسية الأخرى: الستالينية ضد التروتسكية، الماركسيين الحققيين ضد الماركسيين المرتدين، وانهم على هذه الطريقة يحولون أفكارهم إلى الاساطير والمقدسات، لا يقبل الجدل.
ولكن التعصب والجمود المذهبي، لا يعبر سوى عن الافتقار إلى اسلوب البحث العلمي، والتحليل، والاستنتاج. والقيمة العلمية لهذه الأنواع من الجدل، تساوي لا شيء.

لم يكن للديالكتيك مجال للتطوير في العالم المعاصر ما لم تكن قوة سياسية منظمة وراءها، أي الدولة السوفيتية. أما انهيار هذه الدولة فهو الانهيار الحتمي لهذه الأيديولوجية.


3 - إلى السيد سعيد: سؤال؟
أنور نجم الدين ( 2010 / 3 / 8 - 05:44 )
-الديالكتيك هو قوانين فيزيائية-، هكذا يقول السيد فؤاد النمري. و-الديالكتيك ليس قانونًا-، هذا ما حاولنا إثباته تجريبيًّا من خلال دراستنا. ونحن نقول: ان الديالكتيك، أي الحقيقة المطلقة للسيد فؤاد النمري، لا تقودنا إلى أي علاقة إلا العلاقة المنفصلة بين فكرنا وواقعه التجريبي. ونقصد بذلك، ان العلم لا يمكنه اجراء التجارب على الفكرة التي يطرحها السيد النمري، لأن الديالكتيك معرفة مجردة، معرفة خالصة لا تعتمد على البراهين المادية على الاطلاق.
أما القانون كما قلنا سابقاً، يعني مجموعة من الملاحظات حول الأشياء المادية الطبيعية أو التاريخية، تعبر عن ضرورة وجود هذه الظاهرة أو تلك من الظواهر الطبيعية والاجتماعية، والعلاقات القائمة بينها، وحدوث التناقضات داخلها عند توفر شروط معينة.

وسؤالنا هو: هل ممكن أن يساعد الديالكتيك في كشف أي قانون من القوانين الطبيعية أو القوانين الاقتصادية؟ وما هو الأداة الضرورية للتحقق عن الأشياء وقوانينها المادية؟ هل يكفي أن نفكر، نتأمل مثل هيغل، والسيد فؤاد النمري، أم يجب الاعتماد على وسائط المادية لكشف خصائص الأشياء؟


4 - التحليل الملموس للوافع الملموس2/1
سعيد ( 2010 / 3 / 8 - 12:01 )
لم تكن المادية الجدلية في يوم من الايام تاملا فلسفيا او من الرومانسيات كما قد يدعي جاهلوها, بل على العكس تماما انها التحليل الملموس للواقع الملموس.
لو كان السيد انور يعلم بابجديات الديالكتيك المادي ما كان ليطرح سؤاله البليد هدا: هل ممكن أن يساعد الديالكتيك في كشف أي قانون من القوانين الطبيعية أو القوانين الاقتصادية؟ وما هو الأداة الضرورية للتحقق عن الأشياء وقوانينها المادية؟ هل يكفي أن نفكر، نتأمل مثل هيغل، والسيد فؤاد النمري، أم يجب الاعتماد على وسائط المادية لكشف خصائص الأشياء؟
عجبا ان هؤلاء يحاولون ان يجعلوا من الماركسية ايقونا بحيث يتمنون يوما ان يحكوا لاحفادهم ويقولون: كان يا ما كان...كانت الماركسية...و كان ابطالها يحاربون الطواحين الهوائية...

يتبع


5 - التحليل الملموس للواقع الملموس2/2
سعيد ( 2010 / 3 / 8 - 12:03 )
كف الحيوان – الانسان- على ان يستمر حيوانا حال استعماله و سائط و اشياء غريبة عليه بها ينتج شروط حياته و في علاقته بتلك الوسائط - التي عرفها ماركس بادوات الانتاج- اثناء انتاج شروط بقاءه ينتج الانسان معارفه, و هو ما سماه ايضا ماركس برحلة الانسنة او رحلة التغريب.
فهل يعقل ان يتمكن الفيزيائي من معرفة ان اشعة غاما او الفوتونات هي فناءالجسيم و ضده دون ان يستعمل في دلك الوسائط اللازمة لدلك من ادوات مختبرية و اجهزة الخ...؟؟؟
لايمكن ابدا يا سيد انور, كما لايمكن للعالم الدي يقيم دات التجربة مهما كررها الاف المرات ان لم يكن عالما ممتازا يفكر جدليا فلن يحصد من تلك التجارب الكثيرة و المملة الا النتائج التافهة و الخيبة.
لايسعني هنا الا ان اكرر ما ختم به المعلم النمري مقالته الرائعة نحو فهم اوضح للماركسية في جزءها الاول :
كن ماركسياً أولاً كي تتأهل لانتقاد ماركس !!


6 - إلى السيد سعيد
أنور نجم الدين ( 2010 / 3 / 8 - 12:53 )
عزيزي! اننا ننتقد الماركسية من وجهة نظر ماركس نفسه، ولم يكن ماركس ماركسياً، أي مذهبياً يوماً من الأيام.

ثم كيف نتحقق من مفهوم -الجدل قانون الحركة- في مختبر علمي؟ وهل علماء السوفيت كانوا يعتمدون على الدياليكتيك في مختبراتهم في عهدي لينين وستالين؟ أو هل دخل الديالكتيك جولة يوري غاغارين حول الأرض، وسباق التسلح، وأعمال (KGB - كي جي بي) الجاسوسية؟ أو أن القصد هو أن الديالكتيك، مثل الأشباح، موجود في كل مكان. نعم، ان منزل الديالكتيك، مثل منزل الأشباح، هو رأس الإنسان. وانكم تتحدثون بأسم ماركس، أما ماركس نفسه فيقول:

(فليس المقصود (الوحدة السالبة) الهيغلية لطرفي التناقض –يقصد وحدة الأضداد-، بل التلاشي الناشئ عن شروط مادية، عن نمط الحياة للأفراد، المشروط ماديًّا، وهو تلاشٍ يؤدي إلى زوال هذا التناقض وتجاوزه في وقت واحد).

هذا هو جواب ماركس لهؤلاء الذين يحلمون بوحدة الأضداد، ويحاولون تشويه أطروحات ماركس العلمية بأسم ماركس نفسه، فماركس قام بدحض مفهوم وحدة الأضداد، فلماذا تنسبون وهمكم الديالكتيكي إلى ماركس؟


7 - العلم و التجربة
سعيد ( 2010 / 3 / 8 - 13:56 )
هل كان بإمكان فرنسو بورنس أن يترك لنا تلك التجارب الرائعة و هو لا يتوفر على أية فكرة علمية عما كان يقوم به؟
فرنسو هوبر الفيزيائي الأعمى –فقد بصره مند أن كان يناهز الخامسة عشرا من عمره- كان يوجه خادمه فرنسو بورنس لإجراء تجاربه التي كان يتصورها , و قد ترك للبشرية تجارب رائعة.
كما انه لم يكن بإمكان الفيزيائي هوبر التوصل إلى نتائج علمية دون أن يستعمل خادمه خلية من زجاج يراقب عبرها مجتمع النحل.


8 - إلى السيد سعيد، مداخلة رقم 7
أنور نجم الدين ( 2010 / 3 / 8 - 15:23 )
ما هي علاقة الموضوع بالديالكتيك؟ هل استخدم فرنسو الديالكتيك في تجاربه، أم ان العقل يعمل ديالكتيكياً؟
ولكن في أي حال من الأحول، فاننا لا نتحدث عن العقل، بل نتحدث عن المعرفة المكتسبة من التجارب العلمية، وعلى العكس من نظرية المعرفة (الدِّياليكتيك)، فإنَّ المعرفة عن القوانين المادية غير موجودة، إلاَّ بعد دراسة هذا الواقع وإجراء التَّجارب عليه.
انكم تتحدثون عن الأعمال التجريبية، لا الديالكتيكية، فاجراء التجارب هو الطريق الصحيح نحو الاقتراب من مكونات الأشياء، واكتشاف عناصرها، وخصائصها، وتناقضاتها. وهذا عمل لا يمكن للديالكتيك انجازه. فهل هناك مثلاً جواب ديالكتيكي لتنوع تكوين المواد؟ لقد تم تحديد الكثير من العناصر الفيزيائية للأشياء، وما يجعل التَّركيب أو العناصر تختلف عن بعضها البعض، فهو في الأساس عدد البروتونات داخل الذَّرة. إذاً، فهناك ما يفرق الهيدروجين عن الذَّهب، والذَّهب عن الحديد، والحديد عن الأكسجين، وهو اختلاف أعداد البروتونات في ذراتها، ولا يمكن الوصول إلى هذه النَّتيجة إلاَّ من خلال التَّجربة على هذه المواد. وأين، تُرى الديالكتيك هنا؟


9 - المعرفة العلمية: فطرية أم مكتسبة؟
أنور نجم الدين ( 2010 / 3 / 8 - 19:47 )
ان المعرفة العلمية غير موجودة إلا بعد دراسة تجريبية على الأشياء، فالمعرفة عن قانون القيمة، أو قانون دوران الأجسام السماوية على بعضها البعض، ليست معرفة فطرية، بل معرفة مكتسبة ناتجة من التجارب العلمية الدقيقة، فالتجارب العلمية تعني تحري الأشياء بالوسائط المادية بدل الفكر المجرد والإحساسات المجردة، وإجراء التجارب عليها، وجمع المعلومات من خلال هذه التجارب، ثم كشف قوانينها.
وهكذا، فاذا كانت المعرفة العلمية معرفة فطرية، فلما كان من الضروري صرف أي جهد لاكتشاف أي قانون علمي، وبالأحرى فلم يتأخر البشر آلاف السنين من اكتشاف المكونات المادية للأشياء كالذرة، والجاذبية، واكتشاف قواعد إقلاع الطائرات، واكتساب المعارف عن الفيروسات، والأمراض الوراثية، والمجرات، وتحديد المسافات بين الأرض والأجسام السماوية، وانتاج ذاكرة الكمبيوتر، والاتصالات الألكترونية.
وهكذا، فاذا قلنا أن الديالكتيك معرفة فطرية، فنعني بذلك أن هذه المعرفة ليست مكتسبة أو ناتجة من العمل التجريبي، وبالأحرى فالديالكتيك ليس علماً.


10 - هل الديالكتيك معرفة علمية فطرية؟
أنور نجم الدين ( 2010 / 3 / 9 - 04:18 )
إذا كان الديالكتيك معرفة علمية فطرية، فلما كان من الضروري أن نسأل، كما يسأل ماركس: كيف حدث أن الناس حشروا في رؤوسهم كل هذه الأوهام؟

ان الناس حشروا كل هذه الأوهام في رؤوسهم بسبب عدم معارفهم العلمية عن العالم.

إذا كان العلم معرفة فطرية فلما كان أي اختلاف بين تجارب فرنسيس بيكون ومنطق أرسطو الجدلي، بين تأملات افلاطون وابحاث نيتون العلمية، بين العيون المجردة لسقراط ومنظار غاليلو في النظر إلى الطبيعة، بين مكتشف الكوبيوتر ومستخدمه، بين الأجهزة الطبية والخرافات عن أسباب الأمراض.

وهكذا، فإذا قلنا ان العلم معرفة فطرية، فسوف ندحض كامل أطروحات المادية التاريخية، حيث ان الوعي ليس نتاج درجة معينة من تطور أدوات الإنتاجية فحسب، بل التطور الصناعي يصاحبه على الدوام تطور الوعي أيضاً، فتطور التاريخ والوعي البشري، لا يدرس ولا يعالج إلا في علاقته بتطور الصناعة والمبادلة التجارية (انظر كارل ماركس، العائلة المقدسة، والأيديولوجية الألمانية): فهل ممكن فهم أي عصر من دون أن نعرف صناعة ذلك العصر؟


11 - شوربة
Abu Ali Algehmi ( 2010 / 3 / 9 - 15:48 )

نقول لنجم الدين أن الشوربة تصنع من الماء والبصل والرز فيرد علينا مستنكراً كيف يمكنك أن تصنع شوربة بدون ماء وبصل ورز؟ نصيحتي له أن يتعلم صناعة الشوربة ويترك الفلسفة لأصحابها


12 - إلى السيد أبو علي
أنور نجم الدين ( 2010 / 3 / 9 - 20:56 )
عزيزي أبو علي! ان انهيار الاتحاد السوفيتي الذي لم يكن سوى دعامة عملية لنشر أوهام الهيغلية في العالم في غطاء مادي وبوصفها علم العلوم، يعني في نفس الوقت الفاجعة الختامية لكل المآثر المضحكة المبكية السوفيتية وايديولوجيتها الفلسفية: الديالكتيك! فلا مجال للعودة، فالتاريخ يتحرك نحو قطع الصلة النهائية لتبعية البشر حيال أوهام هيغلية. أما السبب في أن أياً منكم لم يقم بتوجيه أبسط نقد علمي، لا يعني في الواقع سوى الانهيار التام، وان كل نقدكم يجري عبر رأس لا يميز بين العلم، والأوهام، عبر رأس لا يفكر إلا بشوربة، فهل ننتظر من حالم مثلك، فهم العالم بصورة صحيحة وكما هو موجود في الواقع؟

اخر الافلام

.. جغرافيا مخيم جباليا تساعد الفصائل الفلسطينية على مهاجمة القو


.. Read the Socialist issue 1275 #socialist #socialism #gaza




.. كلب بوليسي يهاجم فرد شرطة بدلاً من المتظاهرين المتضامنين مع


.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب




.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال