الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألمرأة إنسان عظيم كامل متكامل

سهيل قبلان

2010 / 3 / 8
ملف مفتوح -8 مارس 2010 - المساواة الدستورية و القانونية الكاملة للمرأة مع الرجل


يوم الاثنين القادم، الثامن من آذار يوم المرأة العالمي، وهو مناسبة انسانية تنطلق فيه صرخة الانسان الكامل المتكامل والقادر تقول للعالم أجمع: أنا إنسان. فالى متى احتقاري واستغلالي كضلع قاصر وكجسد للمتعة وللتجارة وللاهانة؟ وتتعانق وتتحد صرخة الانسانة الانسان مع صرخة الانسان الانسان لتغيير النظرة اللاانسانية المتواصلة في عصر انشطار الذرة وغزو الفضاء، في تعاملها مع المراة بدونية وباستهتار ومكانها في المطبخ والسرير، وحقيقة هي انه وفي الواقع القائم اليوم ملامح المجتمع الانساني البشعة والقبيحة كثيرة وهي ناجمة عن ممارسات وشعور واهداف بشعة وسيئة وضارة. ومنها التعامل مع المرأة كسلعة وجسد للمتعة وجني الارباح، وفي الثامن من آذار ترتفع الصرخة الانسانية الجميلة للتعامل مع المرأة كانسان له عقل كامل متكامل وخلاق ومبدع ونور وهاج و كرامة وقلب وطموحات واحلام ومؤهلات وآمال وليس كجسد ناعم وثغر فاتن وحلو وشعر مسترسل وقد مياس، والقتل جريمة لا تغتفر والجريمة الابشع منها تتجسد في تبرير اقترافها خاصة ضد المرأة وبالحجة الممجوجة ما يسمى " شرف العائلة " والجرائم المقترفة ضد المرأة كثيرة ولا تقتصر على القتل الجسدي فمنها على سبيل المثال لا الحصر منعها من العلم والعمل، وجريمة حشرها في زوايا المطبخ ومنها منعها من المشاركة في الحياة السياسية، وفرض عليها وبالاكراه خاصة الديني ماذا تلبس وضرورة تغطية الرأس بالذات بحجة انها ناقصة عقل ودين وضلع قاصر وهناك عدة اعمال هي بمثابة صفة ملازمة للمرأة واذا قام الرجل بعمل ما منها فيعتبر ذلك اهانة له، وعلى سبيل المثال، انا كاتب هذه الكلمات اسكن في بيت عامر في بيت جن وهو قائم بجانب الشارع الرئيسي، ودرجت دائما ولا ازال وسأظل على تنظيف الشارع امام المنزل وفي احد الايام بينما كنت اكنسه واذ بجاري يستغرب وينتقد ذلك وسألني، لماذا انت واين زوجتك فهذه الوظيفة لها، وحتى انه اعتبر مجرد حملي للمكنسة وتنظيف الشارع اهانة للعائلة التي انتمي اليها!! وقلت له يكفي ان يقولوا عني انني انظف ولا اوسخ ولنتصور لو كل واحد حمل المكنسة ونظف الشارع امام بيته فقط كيف كان سيكون الوضع؟
ومن قائمة الجرائم المقترفة ضد المرأة، الاغتصاب بكل انواعه فبالاضافة الى الاغتصاب الجسدي والذي تورط ويتورط فيه رؤساء دول وحكومات وغيرهم من ذوي المناصب المرتفعة مستغلين مراكزهم ليقوموا بممارسات حيوانات واولاد شوارع، هناك كذلك الاغتصاب النفسي والعقلي وخاصة جريمة نزع ذاتها ككيان قائم ومستقل، وفرض عليها ان تكون ذلك التابع الاعمى للرجل تنفذ ما يريد ويأمر به، وهناك جريمة استغلال العاملة، فرغم انها تعمل ثماني ساعات وتبذل الجهد الذي يبذله العامل في نفس المصنع والمهنة وحتى تتفوق عليه، الا انه وبحجة انها امرأة تتلقى راتبا اقل منه، نعم، المرأة انسان وليست عورة، ودائما نقرأ في الصحف عن جرائم ضدها فاين الخلل؟ وهذا لا يقتصر على المجتمع العربي وحده، فمعاملتها بدونية وتمييز ظاهرة عالمية، واعتقادي ان الخلل هو في المجتمع الرأسمالي بشكل عام، والذي همه الاول والاساسي هو تكديس الارباح وبغض النظر عن الوسيلة المستخدمة لذلك، وطالما تواصلت المعتقدات المستندة على الايمان بدونية المرأة وانها جسد للمتعة وناقصة عقل ودين وهي تابع للرجل وكرامتها وكرامته في شرجها، فان التعامل معها كأنها مجرد جسد بدون كرامة وليست كيانا عظيما وذاتا انسانية جميلة ومبدعة وراقية لها احلامها وقدراتها وآمالها وابداعها ومؤهلاتها تكون اكثر واروع واجمل باندماجها الواعي والجميل والرائع مع الذات المكملة لها والمتجسدة بالرجل الانسان المذوَّت حتى العمق اهمية الذات الانسانية الجميلة وجمالية احساسها وشعورها والعطاء الرائع في المجالات كافة.
اذكر قولا للراب عوفاديا يوسيف اطلقه في موعظة له في احد ايام السبت في اواخر التسعينيات من القرن الماضي، قال فيه : " ان الرجل الذي يمر بين امرأتين كأنه مرَّ بين حمارين "، وهذا كلام واضح ومثير للتقزز وهو بمثابة دعوة واضحة للعنف ضد المرأة وتحريض ظلامي عليها يحمل في ثناياه بذور الاستهتار والاحتقار لكائن يعتبر اجمل ما في الكون شكلا ومضمونا والاخطر من هذا التصريح لشخصية دينية لها تأثيرها، اللامبالاة والمرور مر الكرام على تحريضه الارعن واستمراريته من جانب المجتمع وخاصة النساء، وفي المناسبات والدواوين والدروس الدينية والمواعظ يتمحور الحديث دائما وعلى الاقل ما سمعته واسمعه دائما في بيت جن حول المرأة وملابسها وشكلها وضرورة المحافظة عليها ولم اسمع ولو مرة واحدة حديثا عن قدراتها ومؤهلاتها وطموحاتها ودورها في المجتمع يركزون دائما على الشكل والمظاهر ويغفلون الجوهر والانسان الذي في المرأة، فما هو الفرق بين الرجل والمرأة؟ كلاهما من ذات الطينة الانسانية الخالدة والرائعة وثمرة العلاقة الانسانية الخالدة والرائعة بين المرأة والرجل كلاهما يتنفس الهواء ذاته ويغتسل يوميا بنور الشمس ذاته يلفهما نفس الليل ويدغدغهما النسيم ذاته شعر وجبين ورأس وأنف وخدود وعنق وثغر واصابع وقلب وكلى وامعاء لكليهما فلماذا المرأة حمارة يا راب عوفاديا الذي تعاني من الغيبيات والتخريف والشعوذة؟
لقد قال الشاعر ان الام مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق، واعدادها لتكون مدرسة يتطلب اولا وقبل كل شيء التعامل معها كانسان وليس كسلعة او اداة للمتعة او كضلع قاصر وناقصة عقل ودين، اعدادها لتكون مدرسة ليس بقمعها والتنكيل بها وقهرها واستغلالها وكبتها ومجرد التعامل معها كضلع قاصر يمهد السبيل ويفسح المجال امام قمعها واضطهادها واستغلالها والتمييز ضدها والانكى من ذلك المتاجرة بالنساء وبيعهن في سوق النخاسة للعمل في الدعارة ودر الارباح للسماسرة الذين فقدوا كليا الكرامة الانسانية والمشاعر الانسانية والقيم والمعايير والاخلاق والمبادئ الانسانية الانسانية الجميلة، والثامن من آذار يوم وسيمضي، والسؤال الذي يطرح نفسه، ماذا مع باقي الايام ما هو المطلوب يوميا وفي اي مجالات العمل لترسيخ التعامل مع المرأة كانسان كامل متكامل وقادر في المجالات كافة وليس في المطبخ فقط؟ وحين تناضل المرأة في كل مكان من اجل تحقيق انسانيتها الجميلة وخاصة الفلسطينية التي تناضل ايضا من اجل تحرير وطنها المحتل من سرطان الاحتلال فانها تحقق نسويتها عبر هذا التحدي وعبر هذا الصراع لتحقيق الكيان الانساني المتكامل والجميل، وفي الثامن من آذار تنطلق الصرخة لتتجذر في كل يوم وعلى كل لسان مؤكدة: ألمرأة انسان عظيم كامل متكامل وقادر على اقتحام السماوات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الخارجية الروسية: أي جنود فرنسيين يتم إرسالهم لأوكرانيا سنعت


.. تأجيل محاكمة ترامب في قضية الوثائق السرية | #أميركا_اليوم




.. دبابة إسرائيلية تفجّر محطة غاز في منطقة الشوكة شرق رفح


.. بايدن: لن تحصل إسرائيل على دعمنا إذا دخلت المناطق السكانية ف




.. وصول عدد من جثامين القصف الإسرائيلي على حي التفاح إلى المستش