الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أطالب بشطب يوم 8 مارس من قائمة اعيادنا

فضيلة الفاروق

2010 / 3 / 8
ملف مفتوح -8 مارس 2010 - المساواة الدستورية و القانونية الكاملة للمرأة مع الرجل



البلد العربي الوحيد الذي يعطي نصف يوم عطلة لنسائه هو الجزائر، لأن البلدان العربية الأخرى تدعي أنها تعترف به ولكنها لا تمنحه عيدا للنساء، وهو عيد من وجهة نظر مجتمعنا للسخرية من النساء اللواتي يبدعن اليوم في تحقير أنفسهن•
نساؤنا يحلمن بالبقاء في البيت، يتحجبن ويسترهن رجل والسترة هنا تعني أن يتحول الرجل إلى خادم لديهن يخرج صباحا بكيس الزبالة ليرميه ويعود مساء بالقفة وطبعا عليه أن يقسم مرتبه الشهري على الشكل التالي: الإيجار، الكهرباء، التلفون، مصروف الأولاد، القضيان احتياجات البيت، وأخيرا فندورة للمرا (أي فستان لسيدة البيت) وطبعا بعد هذا التقسيم سيضطر ليمشي في الشارع مبهدل، فهو يستعمل حذاءه حتى يهترئ، ويستعمل ثيابه التي اشتراها قبل الزواج ومنظرها اليوم مضحك ومبكي في الوقت نفسه•
شخصيا أطالب بشطب يوم 8 مارس من قائمة أعيادنا للأسباب التالية: 8 مارس تاريخ يخص المرأة الغربية، واحتفالها بهذا التاريخ يعزز معنوياتها وفخرها بما حققته، أما نساؤنا فقد خذلن بشدة مناضلاتنا سواء مناضلات الثورة أو مناضلات ما بعد الإستقلال، وكل ما حققته المناضلات من أجل حقوق المرأة الجزائرية لم تستفد منه نساء المجتمع، بل على العكس فنساء المجتمع لا يخجلن من وصف هؤلاء المناضلات بالعاهرات، ولهذا أرى أن تلغي الدولة هذا العيد مع أعياد أخرى كثيرة كعيد العمال مثلا، لأن الشخص عندنا لا يشعر بالحقرة وبالذل إلا يوم يوظف ويصبح عبدا لمرتبه الصغير ومتطلبات الحياة الكبيرة•
خلينا في 8 مارس، هذا التاريخ هو ذكرى ميلاد كاتبنا الكبير مولود فرعون فمن يتذكره؟ أو من قرأ له كتابا من ضمن ملايين التلاميذ وطلبة مدارس الجزائر، سؤال يطرح حقا لأننا لو قرأنا مولود فرعون مثلا لعرفت بناتنا قيمة المرأة الجزائرية وكيف كانت وكيف يجب أن تكون لا أن تتلفلف بقطعة حجاب وتظن أنها أصبحت جاهزة للدخول إلى الجنة وهي بعد فقست من البيضة، من جهة أخرى فهذا التاريخ الذي قرر يوما عالميا للمرأة في باريس سنة 45 يتصادف تقريبا مع مجازر تلك السنة التي حدثت في الجزائر يوم تبين أن فرنسا ضحكت علينا حين أرسلت بخيرة أبنائنا إلى الجبهة الحربية لمواجهة الألمان وحين أحرزنا لهم النصر خوزقنا حاشاك من طرفها هذا التاريخ لا يعنيني وشخصيا كل أيامي حرية وأنا هنا في بيروت بعد أن تعبت في الجزائر وأنا أصارع من أجل نساء يرفضن تماما أن يتطورن سنتمترا نحو الأمام، باستثناء القليلات اللواتي يعشن معاناة مريرة وضغطا نفسيا وألما لأن حياتهن حرب يومية مع المجتمع وهذه المعاناة نجدها عند رجال أيضا يحلمون بالتغيير ولكنهم يصدمون بالجدران التي تصنعها الأغلبية الغبية•
هل تعرف ماذا كنت أسمع نساءنا يقلن في هذا اليوم؟ في الجامعة أو في الشارع أو في أمكنة أخرى كون ايخليوني لولاد نحط راسي ونرقد شوية وطبعا لولاد ما يخليوهاش ، وأخرى تقول بلاك ندير شوية قاطو ما دام عندي الوقت ، وأخرى تتفرج المسلسل وأخرى تحدد القش و••• و••• و عيد ؟؟؟؟
ربما، أقول ربما 8 مارس كان له مذاق في مطلع الاستقلال حين كانت المساواة كاملة بين نساء ورجال الجزائر، وحين كانت المحبة بينهما تنبع من القلب، وحين كان الرجل يخاف على المرأة وهي تخاف عليه، حين كانا قمة في الأخلاق وقمة في الوطنية اليوم اسمحلي••• كأننا في حرب بين الجنسين وحرب مع أنفسنا وحرب مع الحياة نفسها•
* روائية جزائرية مقيمة في بيروت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فضيلة اغضبي
شذى احمد ( 2010 / 3 / 8 - 08:23 )
اغضبي يا فضيلة كيفما شئت ..ونفسي عما في داخلك من مرارة .. لكن لا تتنازلي عن حق ..ولا تسقطي شرعية التذكير به. المظاهرات التي تخرج في الشوارع وهي تقليد للرفض والمطالبة والتذكير ليست كلها تأتي أوكلها .. ولكنها على الاقل تقول شيئا- لا يحقق المشاركون في التظاهرات العارمة في العالم ضد قمة الدول الصناعية الكبرى كل عام نتائج ملموسة لكنها تبث في نفوس من يؤمنون بان لهم دورا- في الحياة حلما- جديدا- واملا- في التغيير. النساء لا تتغير وهل تعتقدين بان بفيض فضيلتك ورغبتك الصادقة في ايقاظها وتغيرها ستتغير وينتهي الامر... ما كانش حد غلب يا عزيزتي كما يقول المثل المصري.. دمت فاضلة وكل عام وانت بخير لتغضبي من جديد


2 - التشخيص يعني نصف العلاج
قاسم السيد ( 2010 / 3 / 8 - 09:29 )
ان تراجع قضية المرأة في العالم كافة وفي منطقتنا العربية والاسلامية بشكل خاص بسبب عدم وجود الراعي الاممي والذي كان من همومه اضافة للصراع مع المعسكر الاخر هو تطوير نضال الجماهير سواء كانت عمالية او نسوية او اي قطاع من قطاعات المجتمع فغياب الحركات السياسية الفعالة في الساحة الوطنية والتي كانت تستمد العون من هذا الراعي الاممي ادى الى تراجع خطير في الوضع النضالي لفئات كثيرة ومن ضمنها المرأة ولايتبادر الى الذهن ان الحركات السياسية التقدمية في المجتمع هي وكالات فرعية للراعي الاممي بقدر ماهي مشاركة في الهم الانساني الذي يفرض على الكل تقديم العون لكل من يحتاج هذا العون كل حسب قدرته وكل حسب امكانياته ان التدهور المفجع في وضع قوى اليسار العالمي والعربي خصوصا قد الحق ضرارا فادحا بقضايا النضال الجماهيري ومن اثار ذلك التراجع الكبير للوضع الاجتماعي للمرأة حيث ان مكانتها الاجتماعية في الستينات والسبعينات من القرن الماضي هي اعلا شأنا من الوقت الحاضر رغم ان المستوى التعليمي للمرأة في كثير من البلدان هو ارقى الان من الحقبة الماضية لكن ذلك لم يضف لها اي امتياز اجتماعي فتراجع وعي المرأة في قضاياها جد كبير


3 - عـيـد؟.. أي عـيـد؟؟؟...
أحـمـد بـسـمـار ( 2010 / 3 / 8 - 10:30 )
أحـب هذا النوع من الغضب. لأنـه غالبا يفجر حقائق مخفية مكبوتة. ما تقوله السيدة فضيلة الفاروق صحيح واقعي ألف ألف مرة. لهذا كتبت عدة مرات في تعليقاتي المتكررة ألا فائدة في بلادنا النائمة المخدرة لأعياد لا تحلل قلب المشكلة. ما فائدة التطبيل والتزمير بأعياد المرأة التي لا تتحدث إلا عن مشاكل المرأة المطبخية, هاملة المشاكل الإنسانية والوجودية لمجتمعنا القاتم السجوني الأسود, والذي ما زال يعتبر المرأة أقل من نصف إنسان وعورة كاملة, مرتكزا على شرائع وقوانين صخرية جامدة متأخرة لاإنسانية تبيعها وتشتريها نساؤنا أنفسهن وتمدحها وتطبل لها, وتصلي لها خمسة مرات في اليوم!!!...
انادي بانتفاضة مشتركة نسائية ـ رجالية من داخل قلاع هذا التأخر التاريخي ـ الديني الذي ينخر عقولنا من سنين طويلة عقيمة, لنخرج إلى نور المساواة الكاملة في النضال والثورة والعمل لبناء مجتمع جديد مبني على العلم والمعرفة. ولا شيء آخر سوى العلم والمعرفة... حينها نستحق فرحة العيد...
مع كل تحياتي المهذبة إلى السيدة فضيلة الفاروق.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة.


4 - غضب مشروع
عبد القادر برهان ( 2010 / 3 / 8 - 11:34 )
اغضبي ياخت فضيلة فانت تحملين اغلى واعلى قيمة بشرية للاخلاق فانت ,,الفضيلة,,ولكن
وانت في ثورة غضبك لاتطلبي من المراءة ان تتخلى عن حقوقها بسبب الاستكانة والرضوخ
لانانية الرجل فهي رضيت بهذه الاستكانة وهذا الرضوخ لاحبا بهما ولكن لم تجد بديلا لهما
في الوقت الحاضر فهذا العالم هو عالم الرجل يسيطر فيه على كل مقادير الحياة ويتعامل مع ضعف
المراءة بكل انانية ,,, ولكن ارجو ان لاتعتقدي ان ذلك يحصل في بلادنا العربية والاسلامية
فقط ..وان كانت ظاهرة بشكل واضح,,فهي هنا في الغرب تعاني من التهميش ايضا فالرجل
هنا يتعامل مع المرأة على انها تحفة جميلة في البيت نهارا وحضن يشبع رغباته الجنسي ة
ليلا ,,,اما في العمل فالتعامل يختلف وكذلك الاجر يختلف ,,وفي التجارة ,,,يتعامل القوادون
نساءا ورجالا مع المراءة على اساس ان جسدها سلعة تجارية مضمونة الربح ولكن كل هذا
لايمنع ان تستمر المراءة بالنضال من اجل حقوقها الانسانيةوان تسعى الى اقناع المجتمع
بانها تمثل نصفه وانها تساوي الرجل في كل شيء سواءا كان ذلك في بلادنا المنكوبة والمبتلاة بالتخلف الانساني والاجتماعي والاقتصادي اوفي بلاد الغرب المتحررة


5 - هذا الوجه الحقيقي للذين صنعوا هذا العيد
جريس الهامس ( 2010 / 3 / 8 - 13:27 )
كديكور كاذب خادع لحضارة المستعمرين والطبقات المستغلة للمرأة والمجتمع والمرأة السورية كأختها الجزائرية سواء في الريف أو المدينة كانت تثق بنفسها لايقيدها أحد في نضالها وعملها قبل خمسين وستين عاماً وكان المجتمع الرجالي يسلم تدريجياً لقدرة المرأة في جميع نواحي الحياة وفي قيادة المجتمع , ويدرك الجميع أن لاتقدم ولاتحرر بدون قيادة المرأة للمجتمع بعد اّلاف السنين من استعباد الرجل الذي خلق مجتمعات مشوهة ... المطلوب ليست المساواة الكاذبة , بل قيادة الأم المجتمع بجدارة وتربية أبنائها العاقين الذين استعبدوها واستعبدوا المجتمعات بكاملها بغياب إرادة أمهم - المرأة --قروناً وحطوا من مكانتها الطبيعية ... مع التحية

اخر الافلام

.. إسرائيل مستعدة لتوسيع عملياتها العسكرية في غزة إذا فشلت المف


.. واشنطن متفائلة وإسرائيل تبدي تشاؤما بشأن محادثات هدنة غزة




.. التصعيد العسكري الإسرائيلي مستمر في رفح .. فماذا ستفعل واشنط


.. الصفدي: نتنياهو يتجاهل حتى داعمه الأول.. ومواصلة اجتياح رفح




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا 3 مسيرات من اليمن دون خسائر