الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(حكايات الرأس والقدم) في جلسة إتحاد أدباء البصرة الثقافية

جاسم العايف

2010 / 3 / 8
الادب والفن


ضمن النشاط الثقافي الأسبوعي لاتحاد الأدباء في البصرة،أدار القاص"رمزي حسن" الجلسة المكرسة للقاص"محمد سهيل احمد". وقد قَرأ القاص "رمزي حسن " بدايةً نعي الهيئة الإدارية للقاص والروائي والناقد الراحل "يعرب السعيدي" ، راجياً الوقوف حداداً مع قراءة سورة الفاتحة على روحه إكراما لذكراه. ثم قدم القاص "حسن" مسحاً لتجربة القاص "محمد سهيل احمد" السردية للفترة ما بين صدور مجموعته القصصية الأولى (العين والشباك ) في بداية الثمانينيات. وحظيت باهتمام القصاصين والنقاد العراقيين والعرب، وإن مجموعته القصصية الثانية المعنونة "الآن أو بعد سنين" قد صدرت، بعد ربع قرن على صدور مجموعته الأولى ، إذ طبعتها دار الشؤون الثقافية العامة/ بغداد/ عام 2005. وأكد القاص "رمزي" أن "محمد سهيل " كاتب قصة يتقن الصنعة، وقصصه مشحونة بالتوتر، والسرد القصصي لديه يخضع لمعارفه وقدراته وخبراته المتراكمة في التكنيك الفني عند كتابته للقصة القصيرة ، وهو لظروف خاصة به، لم يأخذ مكانه الطبيعي بين القصاصين العراقيين خاصة الذين بدأ مسيرته القصصية معهم ، وأن بعض النقاد العراقيين والعرب قد كتب عن منجزاته القصصية ، مشخصين مهارته السردية التي يتمتع بها وتمكنه من أدواته الفنية واللغوية ، وان بدايته في نشر قصصه كانت خلال الربع الأول من عقد الستينيات و هو ضمن ثلاثة ، من القصاصين الشباب حينها، الذين فازوا بمسابقة الملحق الأدبي لـ"جريدة الجمهورية" في منتصف الستينيات ، وهم القاص الأستاذ "محمد خضير الجائزة الأولى و القاص محمد عبد المجيد الثانية ومحمد سهيل احمد الثالثة". كما أنجز ترجمة بعض الكتب والروايات ولم يقيض له نشرها ، وعمل بالصحافة الخليجية و بالصحافة داخل العراق بعد سقوط النظام. واستهل القاص" محمد سهيل أحمد" حديثه موضحاً أن مداخلته بعنوان(حكايات الرأس والقدم) في القصة القصيرة و سيتناول ثلاث مراحل لا بد لكل قاص- حسب تصوراته- أن يمر بها هي : الانبثاق أو برق الالتماعة الأولى ، والخزن الذي قد يطول أو يقصر زمنيا،ومن ثم الاشتغال والمعالجة. وتطرق القاص سهيل إلى التبدل الجوهري الذي طرأ على خطابه السردي بعد صدور مجموعته الأولى قائلاًً: " كنت أسيراً للحالة الشعرية ومن هنا عملت على توظيف شخوص المجموعة مع إضاءة هذه اللحظات الشعرية وذلك النفس الغنائي الوجداني، و هذا النزوع طبع معظم قصص مجموعتي الأولى عدا قصة " يوميات فراشة ملونة" الذي جاء مكثفا مكتنزا بالوقائع اليومية التي اكتنفت حياة طالبة مدرسة - ابنة دلالة سلع تحيطها الشائعات- إضافة إلى اعتمادي على الاشتغال في قصتي تلك بآليات التقطيع السينمائي، ما أهلها لأن تُحول إلى فيلم تلفزيوني عُرض في الفضائية العراقية مرتين أواخر التسعينيات". وأضاف: أنه لم يتخل عن الشعرية التي عَدها فرعا من فروع السردية ، لطالما وسم القصة العراقية لأجيال ؛ أما في مجموعته الثانية "الآن أو بعد سنين" فقد قنن جرعات جانب صياغة الشعر فيها باتجاه منظور علائقي ظاهراتي تميز بالتماثل والتضاد والانسجام والتنافر والقبح والجمال . وذكر إن ثماني من قصة المجموعة الثانية دارت أحداثها في كل من الكويت وليبيا حيث أقام فيهما لعدد من السنين . وقد انصاع في قصص مجموعته ، لاشتراطات النثر بكل ما يتوفر فيه من خشونة وتحفرات وارتطام الأجنحة التي تمتلكها الشخصية القصصية بوحول الثرى. وتحدث القاص محمد سهيل عن ملاحظة يبدو فيها له إن المتلقي قد أهملها رغم اطلاعه على العملين ، فشخوص مجموعته الأولى بسيطة مستلبة تقاسي شظف العيش ، هروبية ، وهي منحدرة من عالم القاع الاجتماعي لكنها تحيا خارج قوسه. بينما بدت شخوص المجموعة الثانية خليطا من الصنف الأول: خادمات من سيلان ، سوداني يعمل في مزارع الزيتون الليبية يُتهم بإغواء فتاة قاصر ، ونماذج أخرى منسحقة أيضاً بيد إنها تحيا واقعا آخر ، مرفهاً وباذخاً ، خليجياً تحديداً . وتتسم الشخصيات القصصية في مجموعة "الآن أو بعد سنين" بشرائح تبدو سايكولوجيتها مركبة، بحكم تباين عوالمها . ومنها قصص" ثلاثة طوابق والبانكوكيات وامرأة بلون الشاي" . وأضاف:" أن بعض شخوص المجموعة الثانية مقتربات لشخصيات حقيقية التقيتها وتعايشت معها ، وأخرى سمعت عنها وعن الأحداث الغرائبية التي أطرتها ، ومنها الطاهر النقي الذيل، وبعضها الآخر مدنس . وهي على العكس من شخوص مجموعتي الأولى التي لم تخل من الجانب ألابتكاري في رسمها وما خضعت له من وقائع" . ثم عرج القاص على حكايته مع الحراك النقدي من خلال تطرقه لرأي بعض الناقد الذين اخذوا عليه " اختلاق الواقع باللاواقع " . ومؤكداً انه يرى إن العبرة ليست في الاختلاق من عدمه، فما أكثر الشخصيات المبتكرة التي تخلقها ذائقة القاص، أي قاص، لكنها لا تنفد لدى المتلقي وربما العكس صحيح . و أبدى بعض الأدباء والكتاب الحاضرين ملاحظاتهم على عنوان الجلسة الذي لم يكن منسجماً مع متنها والذي قدمه القاص "محمد سهيل احمد" ، ومتحفظين على أحكامه الخاصة جداً تجاه بعض النقاد وممن كتب عن قصصه بالذات. و شملت بعض الملاحظات كذلك مجموعتيه القصصية الأولى والثانية ، وبعض قصصه التي نشرها في كتابي مجلة اتحاد أدباء البصرة " فنارات" القصصي، وهما"المشغل السردي/ بقعة زيت" و" ذاكرة المقهى" .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رائع
رحيم الغالبي ( 2010 / 3 / 8 - 13:16 )
لااقول اكثر من مبدع ورائع

اخر الافلام

.. الفنان درويش صيرفي: أعطيت محمد عبده 200 دانة حتى تنتشر


.. بأنامله الذهبية وصوته العذب.. الفنان درويش صيرفي يقدم موال -




.. د. مدحت العدل: فيلم -أمريكا شيكا بيكا- كان فكرتي.. وساعتها ا


.. مين هو أعظم مطرب قام بالتمثيل في السينما المصرية من وجهة نظر




.. عوام في بحر الكلام - مدحت العدل: من حسن الحظ أنك تقابل فنان