الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرس انتهى ظاهريا وتبين .. العروس غير باكر

نوري جاسم المياحي

2010 / 3 / 8
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


كل المراقبين للانتخابات والمتابعين لها .. البعض كان يراهن على فوز هذا الفريق او ذاك .. وتسربت النتائج الاولية لهذه العملية ولدي بعض الملاحظات .. التي قد تعجب البعض ولا تعجب الاخرين ..
1 ---
بعض المجرمين وخونة العراق حاولوا تشويش عملية الانتخاب من خلال القيام ببعض الاعمال الاجرامية .. وفشلوا .. لان شعبنا قد تعود على هذه العمليات الاجرامية .. ودفع ضريبة الدم اليومية .. وخاب فأل المخططين والمنفذين لها ..
2 ---
الخاسر الوحيد في عرس البارحة هم عوائل الشهداء والجرحى الذين سقطوا بفعل الاعمال الاجرامية بلا ذنب او جناية .. والرابح الوحيد هم فرسان العملية السياسية أنفسهم .. وكما توقعت انا وغيري ..مسكين شعبنا .. كنا نأمل بتغيير جذري ولم يحصل ذلك كما تمنينا فسيتصدر الواجهة ثانية من اساء وسرق اموال الشعب ..
3 __
رحم الله الدكتور علي الوردي عندما وصف العراقيين بدقة ( بدو بملابس حضر ) .. يعتمدون على فكرة الغزو والنهب .. والتعصب للعائلة والعشيرة والطائفة والدين والقومية .. يطالبون بالتغيير ويرجعون للقديم .. وهذا ماكان يؤكد عليه في كتاباته .. الصراع الدائم بين الحديث والقديم .. الشعارات التي رفعت في الحملة الانتخابية كانت تؤكد على رغبة المواطنين بالتغيير .. والغريب وكل من التقيت كانوا يؤكدون على ذلك .. وعندما حانت لحظة التصويت عادوا الى قواعدهم وصوتوا لنفس القوائم .. وهذا ليس مستغرب لمن يعرف طبيعة الشعب العراقي ( يا هو الياخذ امي اسميه عمي ) .. مسكين شعبنا 50 سنة من نظم حكم مختلفة والنتيجة واحدة .. السبب هو ابقاءه جاهل .. جائع .. محروم .. وسيستمر الحال على ماهو علية .. الا اذا استفاد السياسيون من التجربة الماضية وهذا احتمال وارد جدا ..
4 ---
العراقي يعيش عقدة المظلومية .. متى سنتخلص منها وكيف ؟؟؟ لا أدري ..
العراقي دكتاتوري في داخله ولو اظهر عكس ذلك سواء في البيت او الحزب او الوظيفة .. ولا يمكن معالجة هذه الحالة الا عن طريق القوانين الرادعة
العراقي اناني يحب ذاته .. لايفكر الا في نفسه وسلوكية كل القادة وبلا تمييز .. حب المنصب والكرسي وجمع المال شرعا او سحتا ..
5---
المحاصصة الطائفية والقومية تجلت باوضح صورها في الانتخابات ونتائجها ستثبت ذلك ..القوائم بالرغم من كونها ظاهريا غير طائفية ولكن وكما يقول العراقيون ( الحار جوه جوه ) الرائحة ستفوح حال بدأ التفاوض على كعكة المناصب الرئاسية ..
6 ---
المؤشرات الاولية لنتائج الانتخابات ( ان صدقت ) تشير الى اكتساح المالكي ( حزب الدعوة ) لخصومه السياسين .. تحتل العراقية المركز الثاني ( تحالف غير مستقر ومهدد بالتفكك ) واحتل المركز الثالث التحالف الوطني ( المجلس الاعلى ) .. والغائبون الابرز هم ( اليساريون والليبراليون والعلمانيون ) بسبب كثرة احزابهم واذابة شخصياتهم بقبولهم وصاية ورعاية الاحزاب النافذة والمعروفة للقاريء .. اما اخوتنا الاكراد .. فان لم تزور النتائج .. اعتقد ان قائمة التغيير والتحالف الاسلامي الكردستاني سيكون لهم دور بارز في تغيير الخارطة السياسية المقبلة ..
7 ---
يجب ان نعترف ان قانون الانتخاب وتعديلاته .. وضعت لتخدم الاحزاب الحاكمة الكبيرة .. ولم ينتبه لها الصغار ..ولننتظر النتائج النهائية لمعرفة الحقيقة .. وان المفوضية التي شكلت على اسس المحاصصة .. لم تكن بمستوى المعركة الانتخابية .. وان لم تبادر باعلان النتائج باسرع مايمكن ..وكما هي في الواقع وعلى الارض ..والا ستفتح باب جهنم على شعبنا المظلوم الذي يجتر التنافس بين الاحزاب ..ويتحمل نتائج صراعاتهم الحزبية
8 ---
توجد حقيقة لم ينتبه اليها الكثير من المهتمين بالشأن السياسي العراقي والتي لها دور كبير في نتائج الانتخابات بحكم الاحتكاك المباشر بالمواطنين .. وهم اعضاء مجالس البلديات في النواحي والاقضية .. في عام 2004 انتخبوا وبشكل مستعجل وصوري .. هؤلاء اثروا على حساب المواطنين ودخلوا الاحزاب الحاكمة من اوسع ابوابها وارتبطوا عضويا بهذا الحزب او ذاك .. اعيد انتخاب مجالس المحافظات ولم يعاد انتخاب هذه الحلقة المهمة بين السلطة والمواطن وبالتاكيد لهم دور بالتأثير على الانتخابات .. لااقول بالتزوير ولكن بتغيير توجه الناخب .. اهذا التجاهل لهذه الحقيقة سهوا او مقصود ؟؟؟.. فالعلم عند الاحزاب الحاكمة ..
عرس الانتخابات انتهى وثبت ان العروس لم تكن باكر كما تفاءل المتفاءلون .. انني ابارك للمالكي فوزه .. واتمنى له ان يحقق ما وعد الشعب بحملته الانتخابية .. من محاربة الفساد والمفسدين وعليه ان يبدأ بوزراءه ومستشاريه .. وان يحارب المحاصصة ويحجم التوافقية .. واعادة البناء والاعمار ( فعلا وليس قولا وخطابات ) .. اهنئ كل الفائزين وبالتاكيد هم يعرفون انفسهم .. واناشدهم بالاهتمام بالمواطن ونسيان انفسهم .. واذكرهم بقول العراقيين ( ابو كروه يبين بالعبرة ) ياناس السنوات الاربع الماضية تعبنا وروحنا طلعت .. وللخاسرين .. اقول لهم .. انتو خسرتوا من ايدكم .. ما عرفتوا منين تؤكل الكتف .. خيرهه بغيرهه .. ولاتديرون بال .. خسرتوا معركة ما خسرتوا حرب .. ونصيحيتي .. احتضنوا المالكي .. فالرجل افضل من غيره .. ولا تخلون الاخرين يبتزوه كعادتهم .. ولو لم يكن افضل من غيره لما راهن الناخبون عليه .. فهو اول من ادان المحاصصة والتوافقية .. وهو اول من تحفظ على الفيدرالية .. وهو اول .. من رفض النظام الرئاسي وطالب يتغير الدستور لكي ينتخب رئيس الجمهورية من الشعب مباشرة وليس عن طريق النواب ..اليوم سواء رضينا ام ابينا المالكي فاز .. وهذه ارادة الشعب .. المثل يكول الشين اللي تعرفه احسن من الزين الما تعرفه .. والله وكيلكم انا لست من حزب المالكي ولا من انصا ره وانما انا عراقي وواقعي ..
اللهم احفظ العراق واهله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ألطيور على أشكالها تقع
زهراء ( 2010 / 3 / 8 - 13:44 )
أتبت العراقيون رفضهم للأحزاب الديمقراطيه ولبناء الدوله المدنيه في تجربة يتمنى جميع العرب لو أنها توفرت لهم لتخلصهم من ديكتاتوريات فاسده جاثمة على صدورهم. أثبت العراقيين أنهم لم يقرأوا واقعهم وحقيقة من أنتخبوهم بشكل صحيح ،أنتخب الفاسدون رعاة الفساد وأنتخب الطائفيون مؤججي الطائفيه ومن سيحيون أيام صدام المظلمه ، ماذا قدم من أختارهم العراقيون خلال المرحله السابقه . لقد أتسمت القوائم الثلاثه بذات الصفات ،فساد ، طائفيه ، مليشيات ، فضيحة صابرين والقاعده الأرهابيه ، الوزراء السارقون الهاربون بجوازاتهم الأجنبيه ،
مايؤلمني حقاً هو أطفال العراق فهم ضحية اليتم والتفجيرات والفقر ،،أبرياء في غابة الوحوش المتصارعين على السلطه وجهل الشعب في تغير واقعه ، ضاع الأمل في التغير ،ألم وخيبة أمل، شكراً للكاتب


2 - ديمقراطيه......يازمان
شمران الحيران ( 2010 / 3 / 8 - 20:00 )
عظم الله اجور العراقيين...بالعوده الميمونه لسنيين الجمرلاصوات رفضت التجديد
وارتضت بمعانات السنيين ومارثونات الفساد ونهب ثروات البلاد والعباد...وكلا للتقدم ...ونم للارتداد....هذا ماخشيناه....وما حصل اعلاه...انها الديمقراطيه
الفتيه لعراقنا الجديد....الجمت اصوات المثفقين لاقليتهم.....وكافئة الاميين والجهله لكثرتهم ..وهذا قدر الزمان.....رحم الله الدكتورعلي الوردي
وضع الوصف للعراقيين باكمل صوره ولاغرابه لما حصل وما يحصل...ولكن العتب وجل العتب على تلك الديمقراطيه التي ارتضت لنفسها ان تبقى العوبه بيد
الاميين والجهله ليصنعوا منها مايوافق اهوائهم وعواطفهم بعيدا عن كل تحتويه المنظومه الفكريهز.....فصبرا يا ال ياسر.......تحاتي مع الود والاحترام
......


3 - هذا هو حالنا ! تبا لنا
حسين محيي الدين ( 2010 / 3 / 8 - 20:47 )
نحن شعب عظيم كما يحلوا للبعض أن يسمينا نهاب القاتل ونركع له صاغرين ونجل اللصوص والنشالين نتحدث كثيرا عن المثل العليا ونفعل ارذل الافعال ندعوا الى التغيير ونذهب كالعميان صوب من نهبوا شعبنا وجعلونا أضحوكة العالم في الفساد المالي والاداري طز فيك يابلد

اخر الافلام

.. لحظة ضرب مستشفى للأطفال بصاروخ في وضح النهار بأوكرانيا


.. شيرين عبدالوهاب في أزمة جديدة وصور زفاف ناصيف زيتون ودانييلا




.. -سنعود لبنائها-.. طبيبان أردنيان متطوعان يودعان شمال غزة


.. احتجاجات شبابية تجبر الحكومة الكينية على التراجع عن زيادات ض




.. مراسلة الجزيرة: تكتم إسرائيلي بشأن 4 حوادث أمنية صعبة بحي تل