الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصص ميس لقصيرة

طالب إبراهيم
(Taleb Ibrahim)

2010 / 3 / 8
الادب والفن


جلست ميس خلف طاولتها، وعلّقت العدسات أمام عينيها، فتأرجح الحبل النحاسيّ، ولثم مثلثات أذنيها...
عبق محيط الكلمات بالصور...
أشعلت ميس جملة، ورسمت بشحارها صورة سكرى..
كتبتْ ميس:
"انهمر المطر، وسال على حبل غسيل، ثم هوى برخاوة، وتناثر فوق الصّخور"..
شطبت الصّخور، وأقفلتْ صورتها بالنّقاط..!!
الفاتحة شاعرية، لكنّها ليست قصّة، وميس تريد كتابة قصّة!؟
احمرّت وجنتاها، غطّت وجهها بكلتي يديها، وتمتمت:
"لقد فشلت المحاولة".
في المتاهة الحديدية، يكثر الوقت، وتكثر السّطور، لكنّ الجمل تهرب، وتضيع الفواصل...
عنونت ميس القصّة بـ "مواسم" وكتبت على ورقة ناعمة بخط رصاصيّ:
انهمر المطر، وسال على حبل غسيل، وتجمّع عند قدمي ملقط خشبيّ، ثم هوى برخاوة، وتناثر فوق السّطور. .
هربت الجمل، وضاعت الفواصل...
المطر يسقي..
المطر يسقي، والسّطور مواسم حبر ذائب..
تساءلت ميس: هل يكفي؟!
رمت بضع كلمات فوق الطّاولة فأصدرنَّ رنيناً كالدّراهم..
ركض "الكوميك" الكائن الهامشي، مسح الورق، وجمع السّطور، وانزلق بخفة تحت الطاولة..
وعندما فتح الدفتر، وجده مفلساً إلاّ من كلام فارغ..
شتم، ونفض يديه، ومسح أنفه، ثم خرج عارياً، يتزحلق بين السّطور..
عنونت ميس القطعة بـ "كائن هامشي" ثم شردتْ...
أرادت أن تكتب عن رجل ما.. عن رجل يهمّها.."عن الفنان الذي أخذوه عنوة,قبل أن ينهي لوحة الاعتقال.."
تقطف من صحوته عشق السّنين، ويقطف من كلماتها ألقاً في متاهاة الضّجر..
فكّرت ميس…
يعبر الخصب الزّمنيّ بخطى بطيئة حافة العمر، ويمارس العادة
بجوار القضبان الباردة...
تساقط سنّاً.. سنّاً..
لم يقل صباح الخير، لأنّه لم ينم بعد، فقد خرج من الصّباح مثقلاً بالليالي...
ارتمى على بساط متخم بالألوان..
رسم بظلال الكلمات مسيحاً مفجوعاً بالإلفة، محاطاً بالإسفلت المشعّ..
وطقوس الحراسة...
عنونت ميس بـ "زيارة" وكتبتْ:
لم يقل صباح الخير..
لم يقل مساء الخير..
الكحل يسوِّر عينيه...
والهلام يحبس راحتيه بمضاجع الإسفلت..
وطقوس..
الحراسة.!؟
تقرأ ميس كلماتها، وتنساها... صورها الشّفّافة تتوقّد ببريق لفافة تبغ أخضر، فتتوزّع جوقة الكلمات في سطور اللّيل المسكون بالحرقة..
صباحاً…
عندما كانت العصافير تزفر برودة ليل آخر مرّ بسلام..
كانت قصص ميس القصيرة تغني" سوناتا قاتيّه" تآلفت مع أنغام النّدى الفضّيّ...
ثم نامت ميس...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة


.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا




.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم


.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا




.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07