الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألف سلامة يا ريس (بالألماني)

صلاح الجوهري

2010 / 3 / 9
السياسة والعلاقات الدولية


أصيب الرئيس المصري منذ أيام بوعكة صحية ذهب على أثرها إلى ألمانيا لإجراء جراحة لاستئصال المرارة. والآن يتمتع الرئيس بصحة جيدة ونتمنى أن يعود للوطن سالما ومعافى بإذن الله.

ولكن هذا الخبر طرح العديد من التساؤلات وتزامن مع كثير من القضايا الهامة التي تعيش فيها مصر. فمرض الرئيس سلط عليها الضوء وأثارها على الأقل كأفكار خاصة. فمثلا:

أولا: من يخلف الرئيس؟
فمن المعروف أن الرئيس قد تعدى سن الثمانين وهي سن حرجة جدا خاصة لمن يقوم بأعباء جسيمة كحم مصر، وسن الرئيس والسؤال عن من يخلفه تزامن مع الأمل الشعبي لتولي البرادعي السلطة أملا في تحسين حياة المواطن العادي.
أيضا لماذا لا يعلن لنا الرئيس عن نائبا له إلى الآن؟

ثانيا: العلاج على نفقة الدولة
علاج الرئيس بالخارج ألقى الضوء و تزامن أيضا مع مناقشة قانون محاسبة الوزراء وكذلك الرقابة على أداء السادة الوزراء الذين يستغلون مناصبهم في العلاج على نفقة الدولة حتى أن منهم من وصل فاتورة علاجه أكثر من مليوني جنيه مصري. والتشديد على أن العلاج على نفقة الدولة من حق الشعب تماما كما هو من حق الوزير وحاشيته. ولا يجب أن تكون سهلة لأصحاب النفوذ صعبة لمن يعيش بقوت يومه.
تلك القضية تزامنت مع مرض الرئيس والسؤال هو هل من حق رئيس الجمهورية العلاج على نفقة الدولة؟ هل حاشيته ومرافقيه تتحمل الدولة إقامتهم في فنادق الخمس نجوم ؟؟ قد تصل عملية إزالة المرارة في ألمانيا إلى أكثر من 5 ملايين جنيه مصر شاملة الإقامة أسبوع والانتقالات وأجرة المستشفى والعاملين بها إن لم تزد عن ذلك. في حين أن عملية استئصال المرارة في أي مستشفى مصري حكومي قد لا يكلف المرء أكثر من 500 جنيه مصر فقط لا غير ويخرج ثاني يوم ... إني أتسأل فقط.

ثالثا: الثقة بالطب المصري:
الرئيس المصري – من المفترض به- أكثر إنسان مصري وطني لديه انتماء لمصر بحكم صفته وعمله، فإن كان الرئيس المصري وهو صاحب القرارات الحاكمة في البلد لا يثق بقدرة قطاع الصحة ووزارتها التي يرأسها هو فمن منا يثق بعد ذلك. وإن كان لا يثق في الآداء الطبي في مصر فأين القرارات التي يصلح بها قطاع هاما كقطاع الصحة؟

لقد وقع اختيار الرئيس على مستشفى هايدلبرغ الجامعي الذي كان يعالج فيه المستشار الألماني السابق هلموت كول ولسمعة المستشفى في علاج الساسة وأصحاب النفوذ. فتشابه الرئيس وموقفه مع كل أصحاب الأموال الذين لا يهمهم سوى الخلاص بأنفسهم غير حريصين على سمعة البلد.

إن ذهاب الرئيس للعلاج بالخارج يحمل معاني كثيرة تخص تلك النقطة، فهو لا يثق بقدرة الطب المصري على علاجه خاصة أن علاج المرارة أو استئصالها ليست بالعملية الصعبة التي نلجأ إلي الخارج للعلاج منها، بل أنها عملية سهلة شائعة في مصر ومصاريف عملها وعلاجها زهيدة جدا.

هل يخشى الرئيس من العلاج المصري؟ أذن أين قراراتك لإصلاحه. أم ترى يخشى المؤامرات والفتن ما إن يذهب في البنج؟ أيضا مجرد تسأول.
أيضا هذا الموقف أمام العالم أضعف من قدرة الطب المصري على علاج مثل هذه العمليات السهلة بل زاد رصيد ألمانيا كثيرا. لقد كانت فرصة ذهبية أمام العالم أن يأخذ الرئيس موقفا وطنيا يبعث رسالة للجميع على أن الطب المصري قادر على مثل تلك العمليات التافه وأن الرئيس يثق بشعبه.

ويحضرني في هذه النقطة موقفان، الموقف الأول كان للملك فاروق، فحين كان مسافرة بسياراته إلى مصيفه برأس البر –على ما أعتقد- حدث له حادث على الطريق أضطر إلى دخول المستشفى ولكنه أصر على أن من يعمل له العملية الجراحية يكون طبيبا مصريا، على الرغم من توافر أطباء أنجليز وفرنساويين وطليان أكفاء بكثرة في مصر في تلك الفترة. بهذا الإصرار أعطى الملك فاروق درسا إلى الجميع في ماهية الوطنية والثقة بشعب مصر رغم أنه من أصول غير مصريه.

الموقف الثاني هو للرئيس حسني مبارك، الذي ما إن تولى منصبه كرئيس مصر وأصل على أن كل ملابسه تكون من مصانع للملابس الجاهزة المصرية، ولكن طبعا ما فارق الصنعة فإن له باترون خاص ونوعية قماش خاصة غير متداولة. ولكنها في النهاية لفته ظريفة لتشجيع الصناعة المصرية والوقوف بجانبها لتحسينها.

أثناء عملي بإحدى مدن الخليج منذ سنوات كنت قد اشتريت كاميرا فيدو وكنت أصور أصدقائي في أحدى الحفلات التي تقيمها الجالية المصرية هناك وكان ضمن المدعوين رجل ياباني. هذا الرجل ما إن رأى الكاميرا في يدي ومكتوب عليها سوني حتى أخذ يمتدح اختياري لها ويمتدح صناعة بلدة، وأن اختياري في محله، أعتقد للوهلة الأولى أنه شريك في تلك الشركة أو على الأقل قد أشترى منها لذا فهو سعيد أن لدي مثلها. ولكن أتضح لي أنه رجل عادي جاء كعامل في إحدى المطاعم كمدير ولا علاقة له بصناعة التكنولوجيا ولا يملك سببا لاقتناء تلك الكاميرا التي نشتريها نحن كعرب كنوع من الكماليات وتلميع الصورة المجتمعية. هذا الرجل كان وطنيا وإحساسه بالانتماء إلى بلاده اليابان أقوى من صمته. لأن تلك الكاميرا في نظرة ليست منتج إلكتروني فقط ولكنه منتج ياباني وطني يبعث على الفخر والاعتزاز والمساندة والتسويق له. هذا موقف وطني من هذا الرجل لا أنساه ما حييت.

سيدي الرئيس أنك الوحيد الذي يمكنه أن يغرس حب الانتماء لهذا البلد لأنك رمز له وممثله. ونتمنى أن تكون لك مواقف وطنية قوية تشجع بها أبناء بلدك حتى ولو بالكلام. ثق في أبناء وطنك الأطباء لأنهم في كير من المواقف يثبتون أنهم أكفأ من الطبيب الأجنبي.

أتمنى لك يا سيادة الرئيس الصحة والعافية وطول العمر فاختلافنا معك لا يعني إلا مزيدا من الحب ونتمنى أن تشاركنا في الغيره على هذا الوطن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ألف سلامة يا ريس
elias ( 2010 / 3 / 9 - 22:22 )
أستاذي العزيز
بأذن الله لما يدخل العناية المركزة حتكون مستشفي مصري مش ألماني قول نشأل


2 - يا مبارك فقعت مرارتنا
مجدون ( 2010 / 3 / 10 - 09:13 )
يا حرام ياريس هل المصرين فقعوا مرارتك لكن الف سلامه عليك انشالله عدوك !!! انت طبعا مستواك اكبر من ان مرارتك يطلعهالك دكتور مصر اوعي تكون كنت مخبي فيها حاجات سريه يا ريس؟؟؟ اهي فلوسنا يا ريس بنصرفها علي مرارتك كنت زمان بستغرب بقول بتروح فين الضرائب الخدمات زي الزفت والبلد غرقانه في شبر ميه طلعت مراره الريس!!!!!!!!؟

اخر الافلام

.. تحدي اللهجة السودانية والسعودية مع اوسا وفهد سال ??????????


.. جديد.. رغدة تتحدث عن علاقتها برضا الوهابي ????




.. الصفدي: لن نكون ساحة للصراع بين إيران وإسرائيل.. لماذا الإصر


.. فرصة أخيرة قبل اجتياح رفح.. إسرائيل تبلغ مصر حول صفقة مع حما




.. لبنان..سباق بين التهدئة والتصعيد ووزير الخارجية الفرنسي يبحث