الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة اوليه لنتائج الانتخابات البرلمانيه العراقيه

انيس الامير

2010 / 3 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


مهما قيل عن التغيير الذي سوف تحدثه الانتخابات الاخيره في الخارطه السياسيه في العراق ومهما تفاءل البعض عن انحسار نفوذ الاحزاب الطائفيه والتقدم الذي سوف يحرزه المشروع الوطني وتنامي دور الكتل العلمانيه ومهما عول البعض الاخر على نظام القائمه المفتوحه ورغم تجربة الخمس السنوات الاخيره من عمر النظام البرلماني الفتي في العراق وماافرزه من معطيات ومااكده من حقائق لايحجبها غربال عن فساد او على الاقل اهمال او عدم كفاءة الغالبيه العظمى من الفريق البرلماني الحالي.رغم ما قيل ومابقال عن تنامي الوعي في اوساط عامة الشعب وعدم قدرة الشعارات الطائفيه والقوميه الجوفاء على خداعهم بعد الان.

رغم كل ذلك فاني اتوقع وببساطه ان يكون البرلمان القادم اسوأ من البرلمان الحالي وسيخسر خيرة البرلمانيون الحاليون مقاعدهم بكل تأكيد
وسوف لايكون هناك وجود للاصوات الوطنيه النزيهه اصوات حميد مجيد موسى ومفيد الجزائري
ليس في البرلمان القادم مكان لمثال الالوسي واياد جمال الدين كما تبدوا فرصة مهدي الحافظ ضعيفه ايضا"
لماذا؟

والان وبعد ان تسربت النتائج الاوليه للانتخابات فان هذه النتائج تؤشر وبوضوح الحقائق الاتيه:
1- ان الحديث عن انحسار الظاهره الطائفيه هو حديث مبالغ فيه كثيرا" فالنتائج تحمل الكثير من اللون والنكهه الطائفيه فهناك محافظات اكتسحت فيها القائمه العراقيه اصوات الناخبين فيما اكتسحت قائمة دولة القانون والائتلاف الوطني العراقي المحافظات الاخرى ولهذا الامر دلاله بالغه تعبر عن اصطفاف طائفي ولكن بدرجه اقل من ذلك الذي كان سائدا" في انتخابات عام 2005.
2- الهزيمه المنكره للقوى الوطنيه الديمقراطيه المدنيه الحقيقيه الممثله بقائمة اتحاد الشعب والتي من المرجح ان لاتحصل على اي معقد في البرلمان القادم.
3- ان الناخب العراقي لم يتعظ من تجربة السنوات العجاف الماضيه ولايزال مصرا" على اعطاء صوته للذين اثبتوا بشكل قاطع على عدم حرصهم على مصالح الشعب والوطن.
4- رغم تراجع شعبية التحالف الكردستاني في المحافظات الكرديه الا ان هذا لايمثل تغييرا" جوهريا" لان قائمة التغيير خرجت من رحم قائمة التحالف الكردستاني وبنفس الوجوه.
ان هذه المؤشرات تطرح الكثير من التساؤلات المشروعه ومنها:
اليست مفارقه كبرى ان لايصوت المواطن العراقي للوطني والكفوء والنزيه؟
ولماذا يصوت العراقيون للنائب الذي لم يحضر في الدوره السابقه سوى جلسه واحده؟
ماهو الخلل واين تكمن العله؟
هل هو قانون الانتخابات؟
الجواب كلا.صحيح ان قانون الانتخابات مصمم لمصلحة الكتل الكبيره الا ان السؤال ماالذي جعل هذه الكتل كتلا"كبيره اصلا"؟
لماذا لاتوجد عندنا كتله يساريه كبيره ولليسار العراقي جذور عميقه في المجتمع العراقي؟
لماذا ليس عندنا كتله وطنيه ديمقراطيه علمانيه كبيره؟
هل ان للامر اسباب موضوعيه ام ذاتيه؟
اليس اليساريون والديمقراطيون لايزالوا يعبرون عن مصالح غالبية الشعب؟
وهل كان الشعب العراقي اكثر وعيا" قبل نصف قرن عنه الآن؟
هذه الاسئله وغيرها تراودني وانا اتخيل الصوره البائسه للبرلمان القادم
الايستحق شعبنا برلمانا" افضل من هذا؟
وهل ان الديمقراطيه نظام عقيم في بلد مثل العراق؟
واذا كان الامر كذلك فماالبديل؟
انا ادعوا كل اليساريين والديمقراطيين في بلدنا الى الاسهام الجاد في الاجابه على هذه التساؤلات كما ادعوا القوى الديمقراطيه الى استنباط الدروس من هذه التجربه المريره بما يسهم في تعزيز وتوطيد مساهمة هذه القوى تطور بلادنا السياسي اللاحق وصولا" الى بناء الدوله المدنيه الحديثه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تساؤل مشروع
عبد الكريم البدري ( 2010 / 3 / 9 - 16:35 )
ألأستاذ أنيس المحترم
طاب يومك
اسوق لك حادثة طريفة قبل يوم من ألأنتخابات . في المنطقة التي أسكنها والتي تعتبرمن أشد المناطق سخونة في بغداد لابل العراق كله. سألت بعض المثقفين بحكم سكناهم في قاطع الكفاءات هل ستعطون اصواتكم لذوي ألأيادي البيضاء؟ كان الرد نحن نعترف انهم اصحاب الأيادي البيضاء, لكنهم لايؤمنون بالله. وحين قلت لهم وهل الذي يؤمن بالله يجعل السرقة وعدم اللامبالاة والحرص الوطني هدفه. هذه هي الدعايات التي تشن علينا بحكم الوضع السائد من الدولارالأمريكي. وهل رأيت من كان يرقص على اوتارالنظام السابق يتغيربهذه السرعة


2 - الذنب ذنبنا
البراق ( 2010 / 3 / 9 - 18:44 )
الاستاذ الامير لك تحية طيبة وشكرا لك على اثارة هذا الموضوع وطرح هذه الاسئلة المهمة جدا . اعتقد ان العامل الاول هو ذنبنا نحن واقصد جميع التنظيمات اليسارية والعلمانية واللبرالية الديمقراطية التي لم تتمكن من الائتلاف في قائمة واحدة تمثل كل هذه التيارات وفق برنامج وطني يتفق عليه وانا على ثقة بان مثل هذه القائمة لو قدر لها ان تتكون لاكتسحت جميع القوائم الاخرى .ان ضياع هذه الفرصة وبهذا الوقت بالذات سيكون له اثار سلبية كبيرة ليس فقط على المستوى الوطني بل ايضا على التنظيمات نفسها لان احزاب الاسلام السياسي ستستغل السنوات الاربعة القادمة في ترسيخ نهجها مقابل تقديم بعض الخدمات التي سيكون لها مردود ايجابي على تلك الاحزاب.والعامل الثاني هو هذا الانتشار للانتهازية حتى بين من هم علمانيون حيث لاحظنا تحول العديد منهم الى قوائم احزاب الاسلام السياسي مما يشير الى تراجع في القيم الاخلاقية ايضا . نأمل ان تبادر القوى اليسارية والعلمانية واللبرالية الديمقراطية وبشكل عاجل للتجمع لتكوين قوة ضاغطة في الشارع العراقي


3 - الدفع أولا والايمان ثانيا
علي الشمري ( 2010 / 3 / 10 - 19:53 )
تحياتي للاخ الكاتب
أن مسألة عدم الايمان بالله من قبل القوى العلمانية اصبحت جزءا من الثقافة الانتخابية للاحزاب الاسلاموية التي ارتكبت أبشع الجرائم وانتهكت كل الحرمات التي أمر الله بها ان تصان من أجل المنصب والمال,وأن التغيير المفاجئ لرأي الناخب العراقي كان متوقعاحيث ان الاحزاب الاسلامية ضخت الكثير من الاموال الى الناخبين ما عدا الاموال التي قدمتها أيران لاطراف مشتركة في العملية السياسية لغرض ضمان حصولها على مقاعد في البرلمان العراقي,كي تمنع وصول العلمانيين الذين من ثوايت مبادئهم حرمة تقديم الرشى للناخبين,لكن الجهل بكثرته يتغلب على الوعي بقلته,وكما يقول الشاعر(ألوف على الدرب سارت لينهض شئ صحيح ,فما نام ألا الصحيح.......

اخر الافلام

.. إسرائيل تهاجم أردوغان.. أنقرة توقف التبادلات التجارية مع تل


.. ما دلالات استمرار فصائل المقاومة باستهداف محور نتساريم في غز




.. مواجهات بين مقاومين وجيش الاحتلال عقب محاصرة قوات إسرائيلية


.. قوات الأمن الأمريكية تمنع تغطية مؤتمر صحفي لطلاب معتصمين ضد




.. شاهد| قوات الاحتلال تستهدف منزلا بصاروخ في قرية دير الغصون ش