الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتصار العشيرة على البيشمركة في كوردستان

ئارام باله ته ي

2010 / 3 / 9
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


لقد فرض منطق الجهلة و الماضويين نفسه من جديد ، حيث يتجدد كل مناسبة . كنا قد حذرنا قبل الانتخابات من سيطرة (منطق العشيرة) على العملية السياسية بامتياز ، كما كنا قد اشرنا الى ذلك في سلسلة نقدنا للمجتمع الكوردي . اسمحوا لي ان اصف الذي حدث بانه قرف يدعوا للاشمئزاز ، لقد اندفعت جموع الناخبين لاختيار ابناء عشائرهم كائنا من كان مؤهلا ام ناقصا للاهلية السياسية . بل الاحاديث التي تجري يتقيئ منها كل حريص على وحدة و مصلحة (الوطن) ، ان الوقاحة دفعت بالبعض الى القول ان عشيرتنا في المقدمة و العشيرة الفلانية تلينا و مرشحنا متميز لانه من العشيرة (الفلانية) ، و عار عليك ان تصوت لغير ابن عشيرتك .. ايها القارئ ارجوك استفق معي ولوا لبرهة و تأمل العالم الخارجي ، حضارات ما بعد الحداثة !! ، ثم دعنا ننغمس في وحل تخلفنا و ظلمة تفكيرنا من جديد .

ان ما يؤسفني هذه المرة (مرشح خاسر) ، خسارته دفعتني للكتابة ، انه التحق قبل اكثر من 25 سنة بقوات البشمركة ولا زال مستمرا في اداء واجبه الوطني ، تذيل القائمة ليس لشيئ سوى انه لا ينتمي الى (عشيرة) ، ليس له عصبية عشائرية !! . لقد ضاعت سنوات نضاله الطوال سدى دون تقدير في أعيين هؤلاء الذين قدم التضحية لاجلهم . ان مجتمعا لا يقدر مناضليه و لا يراهم اهلا لثقته محل استفهام كبير . لو خسر هذا المرشح امام منافسين اكادميين مختصين في مجالات مختلفة ، لقلنا انه تحول من عقلية الثورة الى عقلية الدولة ، و هذا لاباس به ، ولكنه حاصل على شهادة البكالوريوس في القانون (بعد الانتفاضة) شانه في ذلك شان المرشحين الاخرين الحاصلين على البكالوريوس في مجاله او مجالات اخرى .

دعونا نعيد الذاكرة الى ايام قليلة خلت ، كيف استشاط الكوردستانيون غضبا عندما استخف احدهم بقوات البشمركة ، هل كان ذلك مجرد رياء ؟ ام صدر الموقف عن ادراك ثم اصرار ؟ . اذا كنتم لا تصوتون للبشمركة و تسخرون منه بهده الطريقة في الانتخابات ، فما الذي يدفعكم الى الدفاع عنه قبل الانتخابات ؟ . هذه اسئلة موجه الى الكوردستانيين الذين لم ينصفوا البشمركة حقه ، بسبب تعبدهم لصنم العشيرة وخنوعهم لعبادة الأسلاف وعدم انعتاقهم من الماضي .

لقد وصلت شخصيا الى مرحلة اليأس و لم اعد اتأمل خيرا من هذا المجتمع المتترس خلف قلاع التخلف والتحجر ، فلا يمكن اصلاحه لا من خلال المثقفين و لا من خلال الصيرورة الاجتماعية ، بل لابد من تدخل السلطة ، وهي(السلطة) قادرة على اصلاح هذا الخلل المشين على مراحل ، وقد ثبت ذلك في هذه الانتخابات بالذات ، عندما رشح احد الارستقطراطين نفسه في قائمة مستقلة ، وعلى الرغم من عصبيته العشائرية القوية ، الا انه فشل فشلا ذريعا ، لان كوادر حزبية موجهة عملت ضده و ضيقت عليه الخناق . لعلي هنا اقتربت من فكر محمد عبده (انما ينهض بالشرق مستبد عادل) ، ليس ايمانا بفكره وانما يأسا من الواقع . ولكن اذا كان اختيار الاحزاب لمرشحيها يتم على اساس (منطق العشيرة) و منطق التوازنات العشائرية ، فمن يصلح الامر ؟ .

في النهاية ، فقط لتعزيز و تطعيم فكرتي استشهد بالباحث و المفكر العربي هشام جعيط في وصفه للمجتمع العربي (ان الدولة العربية ما زالت لا عقلانية ، واهنة ، و بالتالي عنيفة ، مرتكزة على العصبيات و العلاقات العشائرية ، على بنية عتيقة للشخصية ) . لوا استبدلنا هنا داخل القوس كلمة الدولة بالمجتمع ، فكأنه يصف مجتمعنا الكوردي . وعلى هذا الأساس فنحن مخيرون بين الماضوية والحداثة ، فهل نغفوا من سباتنا العميق ؟ .
ئارام باله ته ي

ماجستير في القانون








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا تيأس
امين يونس ( 2010 / 3 / 9 - 18:16 )
الاستاذ ئارام المحترم
لا تجعل اليأس والقنوط يسيطران عليك
بالنسبة لي أرى ان الوضع سيتحسن كثيراً بعد اربعين سنة فقط
هل تعتقد ان هذا الوقت طويل ؟
مع خالص الود


2 - امل
هالة نايف ( 2010 / 3 / 9 - 18:28 )
قلبي مع السيد الذي تذيل القائمة وكان من المفروض ان يتصدرها لنضاله الطويل لكن ياسيدي انا املي بالشعب الكوردي كبير وهو ماضي في مسيرة التقدم والتطور خصوصا وهو يضم شاب امثال كاتب المقال وامثالك سيدي هم قادة المستقبل


3 - مقدمة إبن خلدون باللغة الكردية
شكري فهمي ( 2010 / 3 / 9 - 18:55 )
في ضوء إستمرار سيادة القيم الغشائرية البدوية في المجتمع الكردي، أود الإستفسار من السيد الكاتب ما إذا قد تم ترجمة مقدمة إبن خلدون الى اللغة الكردية أم لا؟ ذلك أن إبن خلدون شرح في مقدمته أن نظريته حول صراع بين الحضارة والبداوة تشمل كافة الشعوب ذات الطابع البدوي، ولذا فقد إستخدم مصطلح (( العرب ومن في معناهم )). من هم في معنى العرب؟ في معنى العرب هم : ظعون البربر وزناتة وأهل اللثام من صنهاجة في المغرب، والكرد والترك والتركمان في المشرق. هؤلاء جميعاً، وليس العرب فقط، قصدهم إبن خلدون في نظريته، وبالتالي فإن نظريته تفسر الكثير من الوقائع التي تحصل في الواقع الكردي حالياً. وبالتالي أقترح على المثقفين الكرد ترجمة المقدمة الى اللغة الكردية في حال عدم وجود نسخة بالكردية منها. مع الاحترام والتقدير


4 - الله المعين ...!؟
سرسبيندار السندي ( 2010 / 3 / 9 - 19:10 )
سيدي ليس العيب في العشيرة ولا في الديرة ... بل العيب فيمن لازال عقله قاصرا أو حصيرة ... والعيب في شباب لايتساءل أين دورنا نحن من المسيرة ... فكيف يعقل أن يخدمك من كان إبن سلطان أو إبن أميرة ... مع تمنياتي للعراق كله بألأمان والسلام وهى الذخيرة .....!؟


5 - الى متى الصبر
ئارام باله ته ي ( 2010 / 3 / 9 - 23:06 )
السيد امين يونس المحترم .. تحية وتقدير
انت ترى ماتراه في مجتمعنا ، اين السبيل الى الخلاص ؟ اربعون سنة !! هل تتذكر قبل اربعين سنة كنا نقول نفس الشيء. كأن عجلة التطور فاتتنا الى حيث لارجعة .. دعنا نواسي بعضنا لعل الامل لايفارقنا ، الامل مجرد الأمل ياسيد امين


6 - شكرا ست هالة
ئارام باله ته ي ( 2010 / 3 / 9 - 23:13 )
الست هالة نايف ... تحية طيبة
شكرا على كلماتك المشجعة ... لكن لاتظني ان مسيرة التطور تكمن في تطاول البنيان ، اذ لو كان الامر كذلك لكان الخليج العربي اثينا ايام سقراط


7 - تابع وبدون يأس
د .هيبت السويد ( 2010 / 3 / 9 - 23:23 )
تحية حارة اليك يا أستاذ آرام ....
استاذي الفاضل ان لهجتك هذه ،لهو دليل على استيائك من الواقع المر والاليم الذي يعيش فيه مجتمعنا الكردي المنغلق على نفسه في اقليم كردستان العراق...
نعم افهم لماذا وصل بك الى هذا الحال ،وانا باعتقادي انه لامر طبيعي ان يعاني مجتمعنا الكردي من العشائرية ،لان للحروب وللكوارث دور في خلق هذه العقلية العاطفية،فلذلك لا ارى بان الامر سيستمر هكذا (اي بهذه العقلية )لان المجتمع الكردي سيتخطى هذه المرحلة وسيتخطى هذا التفكير العاطفي والسطحي ما دام امثالكم ينتقدون الخطأ .....


8 - ليست موجودة
ئارام باله ته ي ( 2010 / 3 / 9 - 23:26 )
السيد شكري فهمي ..تحية طيبة
حسب علمي لاتوجد ترجمة كوردية لمقدمة ابن خلدون ، بل ان حركة الترجمة في كوردستان للمصادر المعتبرة ضعيفة ان لم تكن معدومة . وقد يكون الاستاذ امين يونس ادرى مني بهذا الخصوص ..
شكرا لاهتمامك بالشان الكوري


9 - ان الخلل اعمق
ئارام باله ته ي ( 2010 / 3 / 9 - 23:38 )
السيد س . السندي .. تحية طيبة
المشكلة ان تفكير الشباب لايختلف عن تفكير غيرهم ، اذ لولا ذلك لكان املنا كبيرا .


10 - لم ترى الكارثة يا دكتور
ئارام باله ته ي ( 2010 / 3 / 10 - 01:03 )
الدكتور هيبت .. تحية طيبة
اقدر تشجيعك لكن صدقني كانت الصورة في الانتخابات قاتمة اكثر مما تتوقع يادكتور . كنت اتصور اننا في القرن الثامن عشر في فكرنا وتصرفاتنا، مجرد سياراتنا وملابسنا كانتا من القرن الواحد والعشرين


11 - السيد ئارام
هالة نايف ( 2010 / 3 / 10 - 13:52 )

سيدي العزيز
انا املي بالشعب الكوردي كبير وهو ماضي في مسيرة التقدم والتطور كونه يضم شباب امثال كاتب المقال ولم ننوه عن البناء وانما عن مسيرة تطور الفكري لشباب كوردستان
هالة نايف


12 - البيشمركة هم المنتصرون
كوردستانية ( 2010 / 3 / 10 - 16:29 )
انا لااعتبره انتصارا على البيشمركة لان بنظري لاشي ينتصر على البيشمركة ولاتنسى عزيزي ئارام اننا في مجتمع عشائري اي التخلص من هذه العقلية تحتاج لكثير من الوقت وهناك داخل القائمة اشخاص مميزون قادرون على تحقيق انجازات وهذه هي لعبة الانتخابات هناك فائزون وخاسرون لكن الاهم على الجميع التفكير بان الكرسي ليس لهم للابد لذا العمللذا عليهم تنفيذ وعودهم والاهم النظر بعين واحدة وموقف امام امام القضايا المصيرية
وايضا اضم صوتي للاصوات التي قالت لا خوف على مستقبلنا مادام هناك ئارام واخرون مثلك
تقبلي احترامي

اخر الافلام

.. واشنطن بوست: صور جوية تكشف ملامح خطط إسرائيل لما بعد حرب غزة


.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف طلب إيران بجمعها في مخيمات بـ




.. عشرات القتلى والمصابين في هجمات إسرائيلية على مناطق عدة في ا


.. دانيال هاغاري: قوات الجيش تعمل على إعادة 128 مختطفا بسلام




.. اللواء الدويري: الجيش الإسرائيلي يتجاهل العوامل الغير محسوسة