الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تمنيات امرأة

مكارم عبدالكر يم عبدالرزاق

2010 / 3 / 9
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


يتعب الإنسان منا إذا حاول تصور مدى معاناة المرأة العراقية ومن مختلف الأعمار والمذاهب والأديان والقوميات وحتى ون مختلف الانتماءات الفكرية والسياسية والمجتمعية هي المعاناة المريرة التي أجبرت المراة العراقية على العيش خلالها وحدها أو تحديها بأبسط الوسائل ولحقب تاريخية متتالية ولأكثر من خمسة عقود وقد يعود ذلك لأسباب سياسية استبدادية أو أنظمة دكتاتورية أو نتيجة القمع الاقتصادي أو الاجتماعي المفروض على المرأة أو يسبب التمييز بمختلف أشكاله وأسباب ظهوره وقد يكون سبب هذا التهميش والتمايز القهري نتيجة حتمية للحروب الداخلية والخارجية .
عاشت العراقية الباسلة في العهد البائد ولا زالت تعيش في عهد انفلاق الحرية وتفجير الديمقراطية الحديثة ظروف من الرعب والترمل وتيتم الأطفال وتحت هالات البؤس والفاقة والحرمان والبطالة والعنف والقتل .
وتستسلم لوطأة الإرهاب الدموي والطائفي السياسي والقتل على الهوية وهذا ما تذوقته كل امرأة عراقية إضافة إلى إجبار ألاف العوائل العراقية على الهجرة الخارجية أو الداخلية والعيش بظل الغربة المريرة أو المخيمات البائسة وفي حالة من شظف العيش السيئة .
وما زالت حتى ألان ذيول تلك الهجرة قائمة وقد اتسعت في الآونة الأخيرة لتشمل العوائل المسيحية والايزيدية في الموصل وقبل ذلك في بغداد والبصرة .
سنوات عجاف التي سبقت سقوط النظام الدكتاتوري ولم يختلف عنها تلك التي عقبته بسبب الإرهاب وفقدان الأمان . لقد فقدت المرأة العراقية الكثير من الحقوق التي كانت قد اكتسبتها بنضالها أبان الحكم الملكي وأوائل الحكم الجمهوري .
واقصد قانون الأحوال الشخصية رغم نواقصه حين ذاك . وقد كانت الخسارة لحقوقها فادحة في العقدين الأخيرين قبل سقوط النظام . وفي الوقت الذي أمكن الحصول فيه على بعض الحقوق في إطار الدستور الجديد فان ما يمكن تأكيده اليوم إن الدستور العراقي الجديد لا يزال بحاجة إلى تعديلات جادة وأساسية لصالح حقوق المرأة كاملة غير منقوصة ومساواتها التامة بالرجل وإلغاء الغبن الذي تعاني منه ليس على الورق فقط بل بالفعل والممارسة : إذا لا بد من وضع قوانين جديدة بدائل عن السابقة والمجحفة بحق المرأة . على سبيل المثال منع سفرها بمفردها بل إلا بمعية احد ذكور العائلة .
ومن خلال عملها الدءوب في مجال حقوق المرأة استطيع أن أضع النقاط التالية كمجمل لما تعانيه المرأة العراقية من واقع شديد الضرر بها اليوم وبمستقبلها بالغد .
1. ضعف المواد الخاصة بحقوق المرأة المثبتة في لوائح الدستور العراقي أساسا وفي القوانين العراقية السارية ولحد ألان وكذلك فيما يخص انتخاب مجالس المحافظات في مجال المرأة أيضا .
2. سعي بعض القوى السياسية والعديد من القيادات والمتطرفة خاصة ضد المرأة وكثرة من الذكور إلى إضعاف المواد في الدستور حتى الضعيفة منها وهذا ما نلمسه في مواقف مجلس النواب والممارسات الفعلية عمليا خلال الالتفاف على القانون في ما يخص المرأة وحقوقها ومن قبل أجهزة الدولة الأخرى أيضا .
3. الواقع العملي الذي تعيش فيها المرأة في الوقت الحاضر سواء أكان ذلك بممارسة التمييز الشديد والعنف الشرس ضدها بما في ذلك القتل بذريعة غسل العار والإجبار على الزواج أو الطلاق وغيرها من العادات المجحفة بحق المرأة , أو البطالة التي تعاني منها حاليا وحرمانها التعليم الجامعي وعدم استقلالها اقتصاديا .
4. غياب الرعاية الجدية والمسؤولة للنساء الأرامل والمطلقات من الناحيتين التشريعية والسياسية وبالتالي فهن يعشن في ظروف البطالة والحرمان المالي وشكواهن مستمرة دون مجيب .
5. غياب الرعاية للأيتام من أطفال العراق الذين يتمتهم حروب الدكتاتورية والإرهاب : إضافة إلى تسرب الأطفال من المدارس خاصة البنات منهم
انعدام الطفولة في العراق : والطفل جزء من أمه أي جزء من المرأة وان مراعاة حقوق الطفل بكل مستوياتها مهمشة إن لم تكن معدومة في العراق وبهذا الصدد اشد على يدي الزميل قاسم حسين صالح في مقالته الأخيرة بعنوان العراق وطن بلا طفولة المنشور في جريدة الأمة العراقية بعدد 437 وما يحويه من ماده غنية وعلمية في مجال الطفولة .
وفي المحصلة فانا أرى أن المهمة التي تواجه نساء ورجال العراق هي المشاركة معا من اجل ضمان تنفيذ حقوق المرأة المثبتة في اللوائح الدولية وحقوق الإنسان التي يؤكد عليها الدستور العراقي كذلك اللائحة الدولية الخاصة بحقوق المرأة وتلك الخاصة بحقوق الطفل ومنع ممارسة العنف بأشكاله ضدهما إذ بدون ذلك لا حرية للإنسان العراقي ولا الديمقراطية الحديثة الموحدة .

ديمقراطية ولا حقوق فعلية تساعده على التقدم نحو الأمام وصولا للرفعة والمجد .
والمرأة ينبوع الحياة , وهي الاساس في المجتمع , وضيائها يشع لينير الظلام في ربوع هذا الوطن . عندما نشير إلى أن المرأة نصف المجتمع فليس المقصود هنا نصفه حسابيا وعدديا بل من الناحية الفكرية والعلمية ومن حيث القدرة على المشاركة في بناء المجتمع الجديد وتقدمه اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وبيئيا وفي مجال تكريس الحياة الديمقراطية .
أتمنى للمرأة العراقية إن تشارك فعليا ويدا بيد مع الرجل في بناء الأمة العراقية المدنية الديمقراطية الحديثة الموحدة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نبض أوروبا: قانون إيطالي يسمح لمناهضي الإجهاض بالترويج لأفكا


.. ممرضة مصرية تعالج الأطفال القادمين من غزة تنهار في البكاء




.. عالمة الآثار المصرية د. مونيكا حنا: استرجاع الآثار المصرية س


.. المشاركة تيجان شلهوب




.. المشاركة أمل المدور