الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصائد شريرة

خيري حمدان

2010 / 3 / 9
الادب والفن



لأنني تعبت من ملاحقة الموج المنطلق من أقصى المحيط
قررت ملاحقة المحيط نفسه، وركله في أعلى فخذه ذات مساء،
أنا لست ذاك المسافر الذي يأكل الطير حبوب القمح فوق رأسه.
أنا لست ذاك الفارس الذي يعتمر عمامة ويكسر سيفه في وجه الريح
متحديا بغباء وسذاجة طواحين الهواء، أنا لست دون كيشوت
لا ولن أكون.
لأنني تعبت من الهرب من ملائكة الموت الكالحة تعقبتها بنفسي،
أمسكت بأجنحتها الليلة، وشددت نحو مجال الجاذبية الأرضية، ثم ..
أعلنت التمرد على حالة الموت التي أحياها كل لحظة، نكاية بالأفق
المنسطر فوق الضجيج، وأغرقت السحاب بصاقا حتى أمطرتني السماء
وحلا.
لأنني تعبت ممارسة الحياة لماما، تحديت حالة الموت الكالحة
تلك التي أودت بخاتمي بعيدا نحو قلب محارة!
أتنفتح أبواب جهنم لعاشق لا ينام؟ والجنان ممتلئة بالسأم والخنوع،
هذا ليس ركوع يا ربي! أخبرهم كيف يكون الانعتاق من البلادة؟
ربما إذا دلقت البراكين حممها ذات صباح في حوض المتوسط
عندها سيصحو المهر ليتقافز بين أطراف أمه،
وسيهرب الغلمان، وأشباه الرجال، والإماء، ووحيد القرن،
والسبايا المتوقدات بين أحضان الرجال،
وطيفك الكالح، والعندليب الذي فقد صوته عند مقتبل الليل،
رفض الغناء في بلاط الأمير ثم انتحر، وحفنة من الخونة،
وبعض قبور الشهداء، وعينا طفلة كسيرة فقدت أباها في بغداد،
وإرهابيّ فجّر نفسه في قبيلته قاب قوسين من نبع ماء،
وشيخ تزوج طفلة باسم النزاهة والرجولة،
وشرقيّ حلق عانته قبل وجهه قبل أن يرتدي سيجارة،
وأنت الغريبة، البعيدة، الوحيدة، المشتعلة بجذوة الغرام،
المنطفئة في منفضة رجل، العابرة فنجان قهوته.
ربما نسيت ابن عمي العاطل عن العمل، وابن خالتي المتشرد،
وابني الذي لا يفتأ يسافر فوق غمامة، وجهها طار
فوق جناحي يمامة.
قبل أن تختفي وتشتعل في ثنايا النسيان.
لأنني تعبت من القيام بواجب المجاملة،
وتطييب خواطر الأشقياء
شتمتهم في منامي، وعندما استيقظت شتمتهم مرتين،
ولم أنسَ أن أكسر المرآة، وحوض السباحة.
فاضت رائحة العفن والموت يتجلى في بؤر الفقر.
هناك حيث يعيش ألف لاجئ حياة رجل واحد في الغرب،
أنا لا أؤمن بقتل الوقت، لكنني ألعب الشطرنج
مع الشيطان إذا تحداني ونازلني،
أنا قادر على هزم الهزيمة، وستلسع أسواطي
ظهور المخبولين في قات الشرق السريع،
وسألقي الذعر في أفئدة العزل،
اؤلئك الذين سمحوا للذئاب أن تقتل ما تبقى
من أجنتهم الذكورية، وباركوا جيش النساء
المستلقية فوق الأسرّة الحريرية.
سأكسر ما تبقى من آنية الحناء،
سأستبدل بحدّ السيف هذه الكلمات،
لعلّي إذا فشلت اختراق قلب موجة،
أن أتمكن من غمس نصل سيفي في كبد
ثلة من الغربان
لا تكسر قلمك، لا تنكس رأسك لأن المقصلة،
لا تطال سوى الرؤوس المنكسة،
تلك التي يأكل الطير الحبوب فوقها ثم يبول!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس


.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه




.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة


.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى




.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية