الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قصيرة

وليد مبيض

2004 / 7 / 15
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


هكذا هي الحياة!
أنا امرأة في منتصف العمر، أعيش حياة روتينية، ففي الصباح الباكر أقوم ببعض الأعمال المنزلية قبل توجهي إلى عملي الذي أنغمس فيه طوال النهار...!
هذا عدا عن واجبات وضعتها لنفسي، فمن زيارة لأختي وتفقد أحوالها، ومساعدتها في بعض الأمور، إلى المرور على الطبيب أو معهد تعلم اللغة الإنكليزية، أو السوق لابتياع حاجات البيت والأولاد...
وفي المساء أعود للبيت لأنهي ما بدأته صباحاً، فلا أنتبه إلا وقد داهمني النوم في ساعة مبكرة من الليل.
**********
حلم
في ليلة القدر حلمت أن السعادة تحققت لي كما لم تتحقق لامرأة قبلي، كان الحلم مبهماً، لكني استيقظت مسرورة به...!
وفي يوم "الكرامات" الذي صادف اليوم العاشر قبل عيد ميلادي،هبطت علي من السماء هدية ملفوفة بقوس قزح، فرحت بها كثيراً...
حين فتحت الرزمة، وجدت فيها كرسي أشبه ما يكون بعرش أسطوري.
من النظرة الأولى، شعرت بمحبة كبيرة لهذه الهدية الربانية، ولذلك فقد أخذت أتأمله، وأقلبه، وأشمه، كانت رائحته أشبه بعبق آدم وهو يتنقل في الجنة.
ولمحاسن الصدف فقد أحسست بأن العرش يبادلني شعور المحبة...!
بعد مفاجأة الفرحة، بدأت التفكير بمصيري مع هذا العرش:
أين سأضعه؟
كيف سأعتليه؟
لمن سأريه من معارفي وعائلتي وأصدقائي؟
**********
زواج
فكرت أن أضعه في غرفة نومي، لكن زوجي يكره الكراسي، فقد قال لي مرة:
ـ أظن أنني كرسي، فأنت تغيرين مكاني حسب مزاجك، فمرة تضعينني في صدر الغرفة، أو في عتبتها، أو تنقلينني إلى أي زاوية أخرى، وربما يتوارد لذهنك أن تطويني، وتضعيني في السقيفة. أنا أكره الكراسي.!
ومنذ أن تشكلت لديه هذه القناعة، أخذ يفترش الأرض، مهما كانت الكراسي مريحة.
**********
عائلة
أما أختي فهي تغار من أي شيء أو موضوع يستحوذ على اهتمامي، فلم أستطع مصارحتها بأمر الهدية، لأنها ستعتقد أنها ستأخذني منها، وربما في نوبة غضب ستحطم العرش، مصدر فرحتي في هذه الأيام المقرفة.
وضعته في غرفة الجلوس، وحين مر ابني بجانبه لم ينتبه لوجوده فاصطدم به، وسقط على الأرض، وبدأ يصرخ:
ـ من أين جاء هذا الكرسي؟ خذوه من هنا.
*********
حلول
أخذت أقلب الأفكار، ماذا سأفعل؟
ـ هل أستغني عن أحد الكراسي، وأضعه مكانه، لكن ذلك سيؤثر على ديكور البيت، وسيضيع منظر العرش بينها.
ـ لماذا لا أسأل النجار، إن كان بإمكانه صنع طقم من العروش، لأستبدلها بطقم كراسي غرفة الضيوف.
قال لي النجار:
ـ أستطيع أن أصنع لك مثل هذا العرش، ولكن سيكون شبيهاً به، وليس مثله تماماً، فما يسقط من السماء، لا يمكن لإنسان صنع مثيله.
********
عودة
حين جاءت أختي لزيارتي، أسرعت وخبأت العرش في إحدى الخزائن.
في اليوم التالي ذهبت إلى عملي، ومررت على كل الأماكن والأشخاص الذين تعودت عليهم...
وعادت وتيرة الحياة كما هي ثانية، ومرت أيام وأيام نسيت فيه أمر العرش تماماً.
في أحد الأيام فتحت باب الخزانة، فتفاجأت بوجود العرش فيها، واحترت ثانية:
ما الذي سأفعله به؟
خطرت ببالي عدة أفكار:
ـ حياتي كما هي مقبولة، وليست مقرفة كما كنت أتصور.!
ـ لا أستطيع تحمل تغيير، يستلزم مني جهد المتابعة.!
ـ أنا بحاجة لأمور مادية كثيرة، قبل متعة السعادة.!
********
أخيراً قررت أن أعيده إلى السماء.
ولتنقصني متعة الركوب على العرش.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نزوح 300 ألف من رفح.. واشتباكات ضارية بين القوات الإسرائيلية


.. لا تنسيق مع إسرائيل بمعبر رفح.. القاهرة تعتبر اتفاقية السلام




.. السير نحو المجهول.. مأساة تهجير جديدة تنتظر نازحي رفح الفلسط


.. الخلافات تشعل إسرائيل..غضب داخل الجيش الإسرائيلي من نتنياهو




.. موكب أمني لحماية المغنية الإسرائيلية -إيدن جولان-.. والسبب -