الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العسكر قادمون اخفوا رؤوسكم!

خالد صبيح

2002 / 7 / 10
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


 

 

الصحف ،مواقع الانترنيت، الاوساط السياسية  جميعها تتناقل انباء التحضير للتغيير المقبل في العراق الذي صار وشيكا كما  توحي هذه الجهات.اجواء تماثل تلك التي كانت قبيل تحول تموز الكبير كما وصفها  بعض من عايشها.. تتسارع الوتيرة للتحضيرات لهذا الحدث المهم القادم، ائتلافات،مؤتمرات، مناقشات واسعة في وسائل الاعلام والاتصال، كتابات تتناول كل الجوانب المتعلقة بالموضوع من مشاكل واحتمالات وآمال..وسط هذا نشعر بالذهول  نحن ( الغافلون ) اي الجيل الذي لم يعش في كامل حياته غير هذا الكابوس البعثي الرهيب الذي رافق حياتنا وتجاربنا منذ الطفولة ،فنبدو مربكين غير واثقين، رغم احساس الفرح، لاننا لم نعش لحظة انتصار واحدة. لكن تشوقنا مع الشعب كله للتغيير  لايمنع من ان نقف عند بعض الوقائع المحتملة، التي تؤسس لها بعض من هذالتحضيرات لكي لايتكرر الكابوس المخيف ويرافق حياة جيل آخر وتتكرر الماساة.  

الجميع يستجمع قواه ويستحثها مهيئا نفسه قدر المستطاع مع من يمكن ان يكون حليف له او صديق لاجل لعب دور في التغيير القادم واخذ موقع في مرحلة مابعد التغيير . وكالعادة هناك من يتحين الفرصة للاستحواذ على الغنائم الكبرى، مثيرا جعجعة وضجيجا مستغلا بعض التصورات حول مكانته ودوره المفترضين!

هؤلاء هم العسكر.

فقد ابتدأوا التهيئة للعب الدور الذي ترسمه  لهم مخيلتهم باعتبارهم المنقذين ، ابدا ودائما للشعب حين تلم به الشدائد( كما ادعى عميد الانقلابيين اليميني عارف عبدالرزاق) حتى وان كانوا هم من لعب دورا في هذه الشدائد، متعكزين على فلتة لسان التاريخ ذات مرة في 14 تموز 58 حينما جاء عسكر اهلتهم الظروف للحظة، للعب دور المنقذ للشعب ، فالتصقت- مؤقتا- صفة المنقذ بالعسكري في المخيال الشعبي. وظل العسكر يتوهمون انهم هم.. وهم فقط من يستطيع ان يحمي كل شئ، الحدود والامن واخيرا وليس آخرا الدستور.

هؤلاء العسكر اللذين كونوا طبقة فوق كل الطبقات في المجتمع، لها الامتيازات والحقوق الخاصة والهيبة، فكل شئ يهابهم حتى الدولة التي تشتري تاييدهم بالمنح والالقاب والادوار.هؤلاء العسكر المترفون،المترفعون اللذين اعتادوا على تحقيق رغباتهم ( واوامرهم) بسرعة وباي ثمن  وباقصر الطرق. هؤلاء العسكر اللذين اعتادوا ادارة شؤون الحياة والعمل بالطريقة الامرية: استلم اوامر وسلمها، هؤلاء يظنون انهم احق واجدر من غيرهم في تبوأ دور ومكانة في المجتمع والدولة لا لشئ الا لكون ادوات القوة في ايديهم، وان امر السيطرة عليهم او ارضائهم هي مفاتيح الاستقرار والامان للحكم ..( ربما هذا يفسر تحول( سياسي) مثل حاكم بغداد الى المؤسسة العسكرية ).

هكذا بدأ العسكر التهيئة لمؤتمرهم كانه اللمسة الاخيرة او ( الصولة الكبرى) في اتمام عملية التغيير ليقولوا للجميع ( انتباه : نحن هنا) وبدات عملية التهيئة لانفسهم كمجموعة وكافراد.. ينشرون صورهم مرفقة بكتاباتهم المليئة بالاخطاء الاملائية والنحوية صورهم بالبزات والرتب( طبعا هم لايجرؤو ن على وضع انواط الشجاعة التي قلدها اياهم المجرم في ايام حروبه اللاعادلة).. لم يكتفوا  بالصور وانما ذيلو  كتاباتهم،  ذات صيغة الاوامر العسكرية الادارية ، با سماء رتبهم بقصد التاثير الكاريزمي الموهوم. لايزالون في اوهام ان مكانتهم في المعسكرات ، المكانة التي ضخمتها وكرستها الانظمة الدكتاتورية، وحولت الوحدات الى اقطاعات لاستعراض الغطرسة والقوة،هي ذات المكانة في المجتمع .غافلين من ان المجتمع صار يمقت كل مايمت بصلة للعسكر وللحياة العسكرية.فقد  صارت عند الناس تخمة من وجودهم ووجوههم.  

الاجواء اجواء تنافس وتسابق،فابتد أ العسكر في غمز  ولمز القوى السياسية الاخرى متبارين منذ الان حول كسب مشروعية الوجود المستقبلي  الذي سوف يحدده حجم المساهمة الفعلي او حتى الزائف والموهوم، راغبون هم بلا شك في اخذ زمام الامور بايديهم  بحجج وقف الانفلات الامني المحتمل والتدهور والفوضى التي يمكن ان ترافق المراحل الاولى بعد التغيير من اجل ان يثبتوا مواقعهم ومن ثم أخذ الادوار الاكبر والحجج موجودة دائما .. ولانرى ان المجتمع العراقي يستطيع ان ينجب رجل مثل سوار الذهب،بل  الاصح ان المؤسسة العسكرية العراقية تستطيع ان تنجب الكثير من امثال البشير ومشرف ليكونوا كسيف ديموقلس مسلطا فوق رؤوس السياسيين.

لاتخلو دعاوى العسكر للعب دور في التغيير القادم من هدف قصر اجراءات المحاسبة والعقاب على الجرائم التي ارتكبت ضد الشعب الى حدودها الدنيا لتامين سلامة البعض منهم وابعادهم عن المساءلة وتحملهم المسؤولية عن الجرائم التي ساهموا في ارتكابها.ابتداءا من تواطئهم مع النظام وتحولهم الى ادوات للتنكيل بابناء الشعب.

ندرك تماما ان لاحيلة بيد السياسيين لوقف او  تحييد دور العسكر المقبل لكن ليس لهم سوى التنبيه وفضح هذه المحاولات  الطامحة لاعطاء العسكر دور اكبر من حدود دورهم الطبيعي كمواطنين يعملون من اجل خلاص وطنهم  وشعبهم، فهم  كما الاخرون لهم كل الحق في العمل وابداء الراي والمساهمة في كل قضايا الوطن،( لاسيما الضباط الشجعان والشرفاء اللذين شاركوا في انتفاضة الشعب في آذار)  فالعمل الوطني هو حق وواجب وليس طريق للامتيازات..

ليتنبه الجميع من سياسيين وجماهير الى نوايا العسكر المريضة في التسلط واعادة دورهم المؤذي في دورة الحياة السياسية في العراق.    

 

خالد صبيح

[email protected]

السويد

9-7-2002








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله يهدد باستهداف مواقع جديدة داخل إسرائيل ردا على مقتل


.. المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي يبحث اليوم رد حماس بشأن الت




.. مصادر فلسطينية: ارتفاع عدد القتلى في غزة إلى 38011 | #رادار


.. الناخبون البريطانيون يواصلون الإدلاء بأصواتهم لاختيار الحكوم




.. فرنسا.. استمرار الحملات الانتخابية للجولة الثانية للانتخابات