الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرارة السيد الرئيس!!

زينب رشيد

2010 / 3 / 10
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان



عندما يقرر الرئيس المصري محمد حسني مبارك ان يجري عملية لاستئصال المراره في مشفى الماني فان هذا يعني عدة امور ليس من بينها امرا واحدا ايجابيا.

اول هذه الامور ان الرئيس مبارك لا يثق بالامكانيات الطبية المتوفرة في المشافي المصرية ، كما انه لا يثق بقدرات الطبيب المصري لاجراء واحدة من اصغر وأبسط العمليات الجراحية، واذا كان راس الدولة لا يثق بقدرات الطبيب المصري فكيف تطلب الحكومة من المواطن المصري ان بتلك القدرات، أما اذا كانت عدم ثقة الرئيس المصري في قدرات المشافي المصرية وأطبائها في محلها وهي كذلك فعلا فان جريمة جديدة أو بالاحرى مستجدة تضاف للجرائم التي تُرتكب بشكل أو بأخر بحق المواطن المصري الذي يُقاد في حالته المرضية الى مسالخ تودي بحياته حتى لو كانت حالته بسيطة تماما كما حصل مع الفنانة سعاد نصر التي فقدت حياتها نتيجة خطا طبي فادح لا يرتكبه طلاب السنة الاولى في كلية الطب، طبعا هناك أعداد غفيرة من المواطنين الذين فقدوا حياتهم نتيجة لخطأ طبي لكن ولأن الراحلة سعاد نصر فنانة ويعرفها الجميع فقد سمعنا عنها أما المواطن العادي فليس هناك من يهتم به أو يسأل عنه فيما لو حصل له ما حصل للفنانة المذكورة.

ثاني أمر وهو معطوف على الأول، كون الرئيس مبارك حاله حال زعماء بقية جملوكيات التوريث العربية سيزايد على الجميع بخطبه الرنانة وشعاراته البراقة التي تمدح قدرات الطبيب المصري وترفع من شأن ومستوى المشافي المصرية، فاذا كان الأمر كذلك أليس ما فعله هو تبذير واسراف لا ضرورة له في ظل الاوضاع الرهيبة التي يعيشها أبناء مصر من أسوان وحتى الاسكندرية، فملايين المصريين يعيشون في المقابر ومثلهم في عشوائيات بيوتها آيلة للسقوط وملايين غيرهم لا مصدر رزق لهم إلا جمع القمامة وما يعرضهم ذلك الى أمراض أخطر بكثير من مجرد التهاب مرارة كما حصل للسيد الرئيس وهو ما أستطيع أن أجزم بأنه ليس صحيحا، ومئات آلاف خريجي الجامعات لا مكان عملي يُسخرون فيه طاقاتهم وتعليمهم الا ارصفة المقاهي وجلسات الكيف الرخيص وآلاف المشاكل الأخرى التي يعاني منها الشعب المصري، وانني على ثقة تامة بأن من سيقرأ ما كتبت هنا عن تبذير الرئيس المصري سيتهمني بالغباء والسذاجة قبل أن يقلب على قفاه ضاحكا، ذلك لأن الجميع يعرف ان مصر قد تحولت ومنذ انقلاب ايلول المشؤوم الى مزرعة خاصة تعود ملكيتها لثلة من العسكر سابقا ولعائلة الرئيس وحاشيته حاليا، والمصريون لا يعدون الا كونهم مزارعون بالسخرة في وطنهم.

الأمر الثالث وهو الحديث العلني عن الحالة الصحية للرئيس مبارك وهو ما لم يعهده الشعب المصري سابقا، لأن صحة الرئيس تعتبر من اكثر أسرار الدولة - المزرعة - كتمانا، الا أن هذا الحديث عن الحالة الصحية للرئيس والشفافية التي يتحدث عنها الاعلام الرسمي المصري قد جاء بعكس النتيجة المتوخاة رسميا منه، فالتفاخر بالشفافية كان يجب ان يكون في حالة واحدة وهو ان يُعلن عن حقيقة مرض السيد الرئيس، وعن ثقة الرئيس بالمشافي والاطباء المصريين من خلال وضع نفسه تحت تصرفهم، أما الحديث الخائب عن مرارة الرئيس فهو لن يقنع طفلا مصريا طالما ان المراد منه الايحاء بأن الرئيس "فقعت" مرارته من الجهد الكبير جدا الذي يبذله في سبيل سعادة ورفاهية المصريين وتأمين احتياجاتهم ومستقبل أبنائهم، في حين اني أقدر أن الرئيس المصري سيكون هو ومن حوله آخر من تتعب مراراتهم، فهم كانوا ومازالوا السبب الرئيس لكل ما حل بمصر والمصريين من كوارث صحية وبيئية واجتماعية الخ..

في كل الأحوال فان نظام الرئيس المصري يضع مسمارا جديدا في نعشه من خلال هذا الخبر الفج الذي أهان مصر العريقة قبل أن يهين أبنائها الكرام الذين "فقعت" مراراتهم من نظام سخر البلاد والعباد لمصلحته ومصلحة عائلته ولا يتواني عن اهانتهم وافقارهم وتجويعهم وارهابهم..نظام أصبح الخلاص منه من اولى أولويات شعب مصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موجة انتقادات وسخرية واسعة لعرض حوثي باستضافة قيادات -حماس-


.. في غزة المحاصرة والمدمّرة.. من لم يمت بالقصف مات جوعا أو يكا




.. إسرائيل تغلق -الجزيرة- والقناة القطرية تندد بـ-فعل إجرامي- •


.. حسابات حماس ونتنياهو.. عقبة في طريق المفاوضات | #ملف_اليوم




.. حرب غزة.. مفاوضاتُ التهدئة في القاهرة تتواصل