الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسرحية شارع الواقعه

اطياف رشيد

2010 / 3 / 10
الادب والفن



قدمت في باحة منتدى المسرح مسرحية (شارع الواقعه ) المعده عن مسرحية الموقعه لهاينر ميلر اخرجها واعدها تحرير الاسدي وتمثيل كل من وسام عدنان واحمد صلاح وابدء من حيث انتهى العرض ..من ابتسامة الرضى والفرحة التي بدت على وجه المخرج الشاب وكلا الممثلين .وهو ما يخفي خلفه احلام وطموحات واعدة على المهتمين بالشأن المسرحي رعايتها والاخذ بيدها وتوفير المناخ الملائم من صالات العرض والامكانيات المادية والتجهيزات التقنية الاخرى وكل ما يليق بهذا الطموح.
وفي العرض كانت رؤية الاخراجية واضحه اجتهد فريق العمل على تحقيقها وفكرة المسرحية هي الكشف عن صراعين تكتنفهما الحياة السياسية والاجتماعية في العراق ،صراع طرفين كل منهما يجد ان على الاخر الرحيل من خلال الكشف عن جوانب الشخصيات نفسيا وفكريا وعقائديا واجتماعيا في مسيرة حياة الشخصيتين وما يكتنف هذه المسيرة من تعقيدات بل حتى تشوهات في البنية الاخلاقية وعلاقاتها الانسانية الاجتماعية والعائلية في الرغبة باقصاء الاخر من (الشارع الاخر )وزعزعة ثقته بالمقربين منه وما الشارع الاخر سوى الوجه الاخر من الالام واوجاع جهة ما الذي كلما نحبت فيه صدور حتى انت له جوانح من الجهة الاخرى (وقد تجسد ذلك في العرض في مشهد البكاء ) .ان هذا التشخيص والكشف عن مواقع الاختلاف ومواطن الالم وان تكرر صداه في اعمال مسرحية اخرى الا انه اجترح لنفسه لغة خاصة به من رؤيه اخراجة واداء ممثليه واختيار النص المعد. لقد اعتمد المخرج فكرة التقطيع واللعب بالاضاءة من خلال اضاءة واظلام في تعيين مشاهد /صور هي اقرب للقطات ليكشف عن نقطتين اساسيتين اولاهما التركيز على ما يعانيه الانسان من غربة ووحدة ،يمارس الحزن وحيدا ويبتسم وحيدا او تجمد جوارحه وتسكن ملامحه في صمت عميق ،وذلك من خلال عزل الممثلين كصورة ضائعه في بحر من الظلام في محاولة لمحاورة المشاهدين عبرها دون الحوار لتشغل مساحة كبيرة نسبيا من العرض وهي ربما للتاكيد عل منهج واسلوب اخراجي يريد هذا المخرج ان يخطه لنفسه للتعبير عن همومه الوطنية ، اما ثانيا فكان هو الجزء الشارح لأسباب هذه الوحدة والغربة وكم الظلام المخيم على حياته ،انها الحرب ،وهي ليست كأي حرب لأنها حروب متشعبة ولها امتداد وتارخ طويل من المعاناة والاثار المؤلمه . وهو يقول في كلمته (الدخان يتسكع في المدينة /الرصاص في الاجساد/الملثمون في السماء الدموع في العيون الاغاني الرديئة في الاذان ....وعلى ارصفة ذاكرتنا /يتسكع جيش من التائهين) فهو كشف ورفض في آن . والتاكيد على جمالية الصورة ثانيا. غير ان الايقاع فتر في عدة مناطق بسبب من كثرتها وخاصة في مشهد الاستهلال حيث كان يمكن تقليل اللقطات وحصر الزمن وهو ما تكرر ايضا في نهاية العرض. وان كان تكرار ذلك مرده التاكيد على ما خلفه الاختلاف والاقصاء والقتل . اما الفضاء السينوغرافي الذي احتوى الديكور المكون من اعمدة ثلاث وشارعا خلفها فقد احسن استغلال مفرداته المتجانسة مع الاضاءة والموسيقى ومن اجمل ما في العرض هما ثلاث مشاهد عكست بوضوح الفكرة العامة للمسرحية وهي مشهد الشعائر حين تقابل كل من الممثلين في طقس ذو مدلولات دينية واضحه ،وواضح ايضا خصوصية كل طقس منهما . ومشهد البكاء حين اسند كل منهما ظهره للاخرفي دلالة الآثار السلبية المشتركة الناجمة عن ذلك الصراع ، ومشهد القتال حين تحول كل منهما الى سلاح او عدة اسلحة فتاكة .
لقد كان العرض ممتعا رغم الاخفاقات الاخراجية بسبب قلة الخبرة لكنه تمكن من تحقيق احد اهم عناصر العرض المسرحي الامتاع الجمالي ولو انه عرض في مكان اخر مثل خشبة المسرح الوطني لكان انجح للعرض كثيرانظرا لما يوفره الوطني من امكانيات غير متوفرة فب باحة المنتدى المتواضعة وخاصة فيما يتعلق بمكان الجمهور حيث اضطر عدد كبير منهم ،اكثر من الجالسين بكثير الى الوقوف لمتابعة العرض .قدم هذا العرض بتاريخ 9-2- 2010 واشرف على الإضاءة محمد رحيم وعلي السوداني والموسيقى صالح ياسر وأزياء بسمة ياسين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |


.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه




.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز


.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال




.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا