الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جامعة الدول المتوسطية

رياض الحبيّب

2010 / 3 / 10
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


هو ذا الموضوع الأوّل الذي أكتب في محور السياسة بعدما طفح الكيل من العنصرّية العربيّة في العالمين العربي والإسلامي. وواضح أنّ عنوان المقالة مكتوب باللغة العربيّة والهدف من المقالة تغيير بعض المسمّيات الجائرة في حقوق الأقلّيّات والتي في الواقع والأصل لم تكن أقليات بل أغلبيّات! لستُ سياسيّاً ولم يخطر في ذهني يوماً الدخول إلى معترك السياسة وما يتعلّق بها وما يطوف على سطحها وما يجوب في خضمّ نفاقها، لكنه صوت صارخ من أعماق الأقليّات، بهدف المساواة في الحقوق بمثل ما ترتبت عليها من واجبات في بناء الوطن والدفاع عنه. والمُسَمّاة «جامعة الدول العربية» من تلك المسمّيات التي أدعو الضمائر الحيّة إلى تغيير اسمها إلى «جامعة الدول المتوسطية» لأسباب عدّة يمكن حصرها في ثلاثة؛ الأولى: لكي تكون كرامة جميع الأقليّات بنظر الإعتبار محترمة ومُصانة.

الثانية: لو اتخذنا من العراق مثالاً لوجدنا الأقوام الأصليّة التي تسكنه خليطاً من السريان والكلدان والآشوريّين والصابئة والأكراد قبل غيرهم من القوميّات كالعرب والأرمن، بغض النظر عمّا تدين به كلّ قوميّة من ديانات وعمّا انشقّت إليه من طوائف. فلماذا قبـِلَ السياسي العراقي بتسمية «جامعة الدول العربية» التي تبخس حقوق إخوته وأخواته من القوميّات الأخرى في موضوع حسّاس كالمواطنة؟ أوليست تلكم الأقوام هي التي بنت العراق من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه؟ أفليس من حقنا كأقليّات الطعن في أصالة ذلك السياسي ورفاقه وفي انتمائهم الحقيقي للوطن؟ وكيف سنثق بتمثيلهم عموم الشعب العراقي في المحافل الإقليمية والدولية ما استمرّ أساس التمثيل انتقائيّاً ومزيَّفاً؟ وكيف سننتخبهم بعد انتهاء دورتهم البرلمانية أو التشريعية؟ لا وبلْ وكلّا، لم أعطِ صوتي لسياسي عنصريّ قوميّاً أو دينيّاً أو طائفيّاً بل لسياسي علماني وديمقراطي واضحة مواقفه بالأفعال والتضحيات، لا بالشعارات التي تُرفع وتوضَع ولا بالدعايات والشائعات التي تروّج لمشروع ما قد يتحقق وآخر قد ينفع- و{قد} حرف تقليل، في وقت تلقّينا من التجارب الماضية دروساً قاسية. ولينظر القرّاء الكرام في قائمة الدول- المسمّاة عربية تجاوزاً وظلماً- ليجدوا أقواماً ليست عربيّة قد عُدّت ثانويّة وأقليّة ومهمّشة الأدوار، منهم القوميّات المذكورة في العراق ومنهم الأقباط في مصر ومنهم الأمازيغ في دول المغرب وغيرهم.

أمّا الثالثة فإنّ اختياري تسمية المتوسّطيّة مبنيّ على حقيقتين جغرافية وتاريخية؛ إنّ اصطلاح الشرق الأوسط يُطلق على المنطقة الواقعة حول البحر الأبيض المتوسط وتحديداً شرقيّه وجنوبيّه، سواء أكانت متاخمة له أم منفصلة عنه بدولة أو أزيد. وإنّ هذه الدول ماضياً وحاضراً مشتركة بعوامل كثيرة منها الثقافة والتجارة والديانات.

وبما أنّ الإسم «جامعة الدول المتوسطية» مُصطلح مكتوب باللغة العربيّة وأنّ أعضائها جميعاً ناطقون بالعربيّة، لذا لا يُتاح الانضمام إلى الجامعة لدولة شرق أوسطيّة غير ناطقة بالعربيّة. والجدير ذكره بالمناسبة هو أنّ اللغة العربيّة 1 أيّاً كانت اللهجات 2 ولو كان بعض اللهجات غير مفهوم بين العرب أنفسهم ولا يزال 3 ولو انّ الفصحى منها هي القياس في شؤون جداول أعمال الجامعة والصحافة، نجد أنّ نسبة كبيرة من الأقليّات عينها ينطقون بالعربيّة ومنهم من ينطق بعربيّة سليمة ومنهم من ينطق بلسان أفصح من لسان العرب ومنهم أخيراً كاتب هذه المقالة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد إقراره بالذنب.. القضاء الأمريكي يطلق سراح جوليان أسانج و


.. طفلان فلسطينيان يخرجان من بين نيران مدرسة قصفت من قبل الاحتل




.. غانتس: حماس فكرة لا يمكن تدميرها ولكن بإمكاننا القضاء على قد


.. أول مناظرة في فرنسا بين الكتل الانتخابية الرئيسية في خضم حمل




.. وساطة إماراتية تنجح بتبادل 180 أسيرا بين موسكو وكييف