الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهاشمي بين شهوة السلطة والذرائعية القومية

قاسم السيد

2010 / 3 / 10
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


لاتوجد شخصية سياسية عراقية في جميع الاوساط السياسية العراقية طامحة لمراكز صنع القرار السياسي وخصوصا كرسي الرئاسة كطموح السيد طارق الهاشمي فهو يتطلع الى هذا المنصب بشهوة تملاء جوانحه وتطغى على سطح كل تناولاته وتصريحاته برغم عدم امتلاكه برنامج سياسي واضح المعالم كما انه لايملك تلك الشخصية الكارزمية التي تتمتع بقدر من المقبولية والفعالية في المجتمع العراقي او داخل الاوساط والنخب السياسية بل ان دخوله اللعبة الديمقراطية وقبوله بممارستها لالكونه مؤمنا بها بقدر ماتتيحه له من فرصة للوصول الى مراكز صنع القرار والى سدة الرئاسة بالذات . فالهاشمي ذو نزعة فردانية لمسنا اثارها في سلوكه الاعتراضي على اغلب القوانين المشرعة من قبل مجلس النواب ومحاولته نقضها لغرض ابراز شخصيته وجعلها في دائرة الضوء على قاعدة خالف تعرف وما اعتراضه على قانون الانتخابات الاخير الا دليل على ذلك فهو لم يكن يملك اي رؤيا بديلة بقدر ما كان اعتراضه اشباعا لهذه النزعة الفردانية ذات الجذور الاستبدادية لكونه صاحب هم شخصي ولايملك اي هم اجتماعي وافتقاره الى اي ثوابت اخلاقية يستند اليها مشروعه اللاسياسي فهو يتعكز على الطائفية والعنصرية بشكل لالبس فيه فلطالما اتهم اهل الجنوب والشيعة خصوصا بالتفرس كما ان ارتباطاته المشبوهة بدوائر صنع القرار السعودي والقطري الحاقدين على العراق وتجربته السياسية يضع حوله ألف علامة استفهام من كونه مواطن مخلص للعراق واهله بكل قومياتهم وطوائفهم اضافة الى عدم تمتعه بالكياسة المطلوبة كرجل يتعاطى العمل السياسي فهو صاحب طروحات وتعاطيات نزقة ولايملك اية حصافة في مداراة طائفيته او عنصريته ولو قدر له ان يصل الى سدة الرئاسة فلا نستغرب من ان نجد ايران حاضرة بكل ثقلها في المشهد السياسي العراقي في مساء نفس اليوم الذي يتولى فيه الهاشمي هذا المنصب لكون طروحاته والتي ستنتج منه صداما اخر وهو مايشكل تهديدا لامنها ولا اظن ان ايران ستجد مسوغا افضل من ذلك للتدخل في الشأن العراقي . اضافة الى كون الهاشمي ضابطا سابقا في الجيش العراقي وبمنصب رفيع يشكل خطرا على المشروع الديمقراطي العراقي الفتي من ان يعمل الهاشمي الى اعادة العسكر الى السلطة بطريقة غير مباشرة وبلباس مدني وما التجربة الباكستانية عنا ببعيد. كما ان الذريعة التي يتعكز عليها الهاشمي في أهليته الى تولي منصب رئاسة الجمهورية هي اعادة العراق الى محيطه العربي فهذه الكلمة اصبحت بلا معنى فلم يعد لهذا المحيط قيمة سياسية ولاثقل دولي ولا حتى اقليمي فهذا المحيط الميت قد كتبت شهادة وفاته منذ زمن بعيد ولايحتاج الا الى رجال حقيقيون ليتولوا دفنه وتخليص العرب اولا والعالم من نتانته بل ان العراق بديمقراطيته الفتية هو اثقل من هذا المحيط المزعوم وهو اقدر بالتأثير عليه ومن قيادته الى انتاج ديمقراطيات جديدة في المنطقة على غرار الديمقراطية
العراقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اصبت سيدي
فيصل البيطار ( 2010 / 3 / 10 - 16:16 )
اصبت في كل ما كتبت ... هذا اول مقال لك سيدي وآمل ان تستمر على هذا المنوال .
سلمت يداك ودمت .
سلام .


2 - معك حق
علي جديد ( 2010 / 3 / 11 - 02:34 )
أنا لست شيعيا و لا سنيا ولا عراقيا ولا حتى عربيا ولكن أتفق معك في نظرتك لهدا الهاشمي الدي لطالما فكرت أن أكتب عليه و أقول نفس الفكرة التي كتبت أنت يا أخي عنها .. الان تيقنت أن حدسي لم يخدلني وان الهاسمي فعلا هو صدام القادم ادا ما تم انتخابه كرئيس للعراق .. اخر تصريح له في الانتخابات العراقية قال بان العراق بلد عربي ويجب ان يكون رئيسه عربيا ..مادا يعني هدا الكلام سوى اعادة انتخاب صدام جديد لا يعترف بالاقليات الغير عربية ..يعني عودة الديكتاتورية..ايها العراقيون احدروا و انتبهوا والا فستندمون فالبعثيون سوف يتسللون الى مركز رئيس الجمهورية من حيث لا تشعرون.. انا لست منكم ولكن اخاف على ديموقراتيتكم لانها شرف لكل الاقليات في الدول -العربية- فحافضوا عليها .. شكرا للكاتب رائع ما كتبت..

اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب