الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إقبال الناخبين يدعو للأعجاب الشديد..!

كريم الشريفي

2010 / 3 / 10
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


الإقبال الذي شاهدناه للمشاركة في الأنتخابات البرلمانية في العراق سيتحول الى منعطف تأريخي كنا ننتظره حقباً وأزمان، إضافة الى كونه فتحاً مبيناً على شعوب المنطقة بأسرها،لأنه سيجُبر النُظم الحاكمة الأقليمية والعربية مهما كان شكلها، أولونها، أو صنفها على القبول بشروط الشعوب التي يحكمونها تارةً بالرشوة وآخرى بالترهيب . ان نجاح الأنتخابات سيفتح آفاقاً مهمة لتعزيز القرار الوطني ، وتأكيد الهويع العراقية التي مرت بحالات من الضياع والتشتت ، إضافة الى انه سيخلق مناخاً سلمياً لتداول السلطة بأعتماد معايير الكفاءة والمهنية والأستحقاق الحرفي . بأعتماد قنوات التغيير من خلال استخدام أدوات ووسائل التمثيل الشعبي لتحقيق المطالب الأجتماعية والسياسية لأبناء العراق جميعاً. المشاركون بالأنتخابات (الآذرية) ينتطرون على أحر من الجمّر فرز أصواتهم الثمينة التي أعطوها على أمل التغيير للوضع السياسي لمن يمثلهم في الدورة القادمة للبرلمان ولمن يجد فيه القدرة على انجاز ماوعد به في برامجه قبل الأنتخابات . أن امانة الأصوات في أعناق من تأتي بهم تلك الأصوات الى صنع القرار الحكيم والعقلاني ، رغم أن البرلمان دوره محصور بالرقابة والتشريع لكن من صلاحيته إختيار الأصلح لتشكيل الحكومة التنفيذية من الكتل البرلمانية أو الأحزاب المشاركة أوالشخصيات المستقلة.أن البرلمانيين الجُدد سيّمرون بأول إمتحان عسير بعد فرز الأصوات وهو انتخاب حكومة قوية قادرة على تقديم الخدمات، وخلق فرص عمل للشباب، وإقرار المشاريع التنموية ،وتحديث مناهج التعليم ، وزيادة دخل الفرد ، والأستقرار الأجتماعي والأقتصادي ، ومحاولة الأستفادة القصوى من عائدات النفط وترشيد تلك العائدات لتجديد وتحديث البنى الخدمية عموماً لصالح المواطن العراقي الذي حُرم من ثروته لعقود من الزمن . العراقيون واثقين هذه المرة من وحدتهم وقدرتهم على ترسيخ هويتهم بعد أن تعرضت تلك الهوية الى محاولة تشويهها في الأعوام السابقة بسبب تدخل الأجانب ومحاولة استمالة البعض من العراقيين لتنفيذ اجندة هؤلاء الأجانب . بالحقيقة هذه الأنتخابات ستضفي شرعية راسخة ومُصدق عليها من أبناء الوطن كونها الحقيقة الوجيدة التي تم فيها الأنتخاب الصحيح بعد أن كانت عبارة عن بيعات للخليفة ، أو القائد أو رجل الدين . سيدخل العراقيون عالم جديد بخصائص عصرية للعيش والتعايش مع بعضهم البعض من جهة ومع جيرانهم من جهة آخرى.حيث أن تراكمات نظام البعث البائد السلبية لايمكن محوها بسرعة لانه جذرها بشكل مركب في المجتمع لذلك أصبح من الصعب تفاديها ومن هذه السلبيات الأكثر إيغالاً بالجسد العراقي هي تفكيك البنية المجتمعية للعراقيين ، وأحداث فراغ سياسي عميق بمصادرته حرية الأحزاب الوطنية التي كانت فاعلة قبل عقود ، وقمع الحريات الفكرية ،محاولاً بذلك خلق فراغاً عقائدياً وفكرياً . بالأضافة للسلبيات التي رافقت عملية التغيير بسبب اندفاع الأحزاب الدينية والكهنوتية التي حاولت ملئ الفراغ بأندفاعها الجامح على شكل حركات وميليشيات ثأرية معادية لكل جديد يريد أن يُحدث تغييراً سلمياً أوإيجابياً .إن النهوض من هذه الموروثات والسلبيات يحتاج الكثير من العمل والجهد للتغلب عليها. وأعتقد هذه الأنتخابات ستكون فاتحة لهذا الجهد. يدرك العراقيون أنهم مجتمع خليط من الإختلافات العرقية والطائفية ،والمذهبية ،والدينية مهما حاول البعض تجاهل ذلك بحسن نيّة ، من الصعب تخطيها كونها غير قابلة للتغيير لانها ثوابت لايمكن الحياد عنها ..يمكن أن يكون اليساري ديني ، والليبرالي كهنوتي ، والفقير غنّي ، لكن لايمكن أن يكون الكردي عربي ، ولا التركماني مسيحي ، ولا العراقي إيراني . لذلك نحتاج الى تأكيد الهوية الوطنية العراقية التي هي أشمل وأعم كونها تحتوي كل هذا التنوع العرقي والديني والمذهبي، لتضمن حقوق الجميع قانونياً ودستورياً . بالضرورة أن يتزامن مع عمل البرلمانيون عمل النخّب الفكرية التي تسعى لترسيخ المفاهيم والقيم السامية وتطبيقها بالمجتمع مثل العدالة الأجتماعية ، والضمان، وحقوق الأنسان كونها قيماً ومثلاً عليا يحتاجها الجميع. وينبغي على السياسيين أن يتشاوروا مع هذه النخب والآخذ بنصائحهم للوصول الى أصوب القرارات وأحسنها .
كريم الشريفي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.. وتوقف دخول


.. بعد قتله جنديين.. حزب الله يستهدف مجدداً ضباطاً إسرائيليين ب




.. هل سيطرة إسرائيل على معبر رفح مقدمة للسيطرة على المدينة بكام


.. شقاق متزايد في علاقة الحليفين.. غضب إسرائيلي من -الفخ الأمير




.. ترامب يتهم بايدن بتزوير المحاكمة لأهداف سياسية