الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنتخابات الماراثونية للبرلمان العراقي 2/2

كريم الشريفي

2010 / 3 / 10
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


أثبتت الوقائع من خلال الشهادات التي تقدم بها الكثير من البرلمانيين والمسؤولين في الحكومة الحالية ،انهم كانوا مُصادرين الإرادة والقرار وهم عبارة عن رهائن عند أصحاب الكتل الكبيرة التي هي تقرر في البرلمان ، والأعضاء الذين ينتمون له هم عبارة عن ذيول وتابعين لصاحب الكتلة ،وإذا ماسولت نفس أحدهم بالتصويت خلاف مايريده رأس الكتلة بأي قرار فأنه سيخسر كل امتيازاته وبالتالي عقوبته الطرد وسحب الجواز الدوبلماسي ومبالغ الأمتيازات والسكن والراتب وتقليم اظافره . لذلك آثر الكثير على القبول والسكوت والسكنية مخافة بطش صاحب الكتلة وبلطجيته بأستخدام عقوبة سرير بروكروستوس عليهم ( تقول الأسطورة الأغريقية أن قاطع طريق كان يأمر ضحاياه في حالة عدم الأستجابة لأوامره وإطاعته بالأستلقاء على سريره فمن كان أطول من السرير قص ساقيه ليجعله بطول السرير، ومن كان أقصر من السرير قام بمطه حتى يصبح بطول السرير) من هنا جاء تعبير سرير بروكروستوس للإشارة على التكييف القسري بين المفارقات.
يقول نعوم شومسكي( على الناخبين أن يَحذرو من نظام دعائي نحو جهة محددة يُراد بها طمساً للحقائق وأخفاء الأحداث والتغطية عليها ). وهذا ينطبق على الكثير من الكتل التي تسعى لطمس الحقائق والتغطية علىيها لتمحوا قصورها وعيوبها، خصوصاً مانسمعه من أفواه السادة الذين كانوا في الدورة السابقة أعضاءاً في البرلمان حيث صرحوا بأخبار مذهلة وقدموا حقائق لايمكن السكوت عنها كونها لاتصب في مصلحة المواطن، والبعض من هؤلاء نعتوا الآخرين من الكتل البرلمانية الآخرى بأقذع النعوت وأوسخ والأتهامات. اضافة الجانب الآخر حيث ان صراعاً خفياً وعلنياً كان يدور بين أعضاء الحكومة من جهة والبرلمان من جهة أخرى هذا ماشاهدناه على لسان السيد رئيس الوزراء المالكي حيث قال كنت مكبلاً بأتخاذ القرارات التي من شأنها أن تُحسّن حياة المواطن ومعيشته لأن الكتل النافذة بالبرلمان كانت تحول دون تحقيق تلك حتى لايحسب لحكومتنا النجاح،هذا لايشفع ولا يُبرر إخفاقات الحكومة في كثير من المعالجات لاسيما وأنها كانت صاحبة تنفيذ القرارات . المهم كلما يقترب موعد الأنتخابات تزداد عمليات الدعاية والأعلام للترويج عن المرشح وشرح برامجه وأفكاره وفلسفته للناخبين. بالحقيقة هناك صفات ومحددات ينبغي أن يتحلى بها المرشح أولها الصدق،الأستقامة، الوطنية، الإيفاء بالوعود التي يقطعها للناخب في حالة انتخابه .بينما يوجد لدنيا اشكال غريبة لأستمالة الأصوات خصوصاً المرشح المتدين الذي لم يجد له حظاً في المدن ذهب للريف بأشكال وأساليب غريبة منها ارتداء عباءة التّدين والتمسك بالدين المغالى به أحياناً وهذا السلوك قد يكون مؤثر بالريف والمناطق الأقل تعليم من قصبات العراق التي يتم الحكم على المرشح بها من خلال شكليات يتقمصها المرشح ليمّرر أهدافه . عادةً ما تكون بتلاوة لآيات من القرأن مرتدياً اللباس المحلي ويديه مليئة بالخواتم الفضية يبدأ بشرح ميزة كل خاتم )( هذا يطرد الحسد ،وهذا يجلب الخير ، وهذا للرزق، وهذا يشتت العدو والخ.. ) ويتحث كثيراً عن التأريخ الشفهي المنقول والمليئ بالخرافات والحكايات للتأثير على عقل الناخب في القرية أو القصبة . بينما هذا النوع من الترويج بالعالم المتقدم لاتجد له حظوظ لان الدين برمته أصبح اشبه بالموروثات الشعبية والفلكلورية.ومظهر التّدين للناخب في الغرب لم يكن مسوغاً لأختيار المرشح أو تفضيله على سواه ،إنما التديّن مقصوراً على كون الأنسان يؤمن بوجود الله من عدمه أما طقوس العبادة لاتعتبر صفة أرجحية للمرشح المتّدين على غيره اللأمتدين. لذلك تكون أهم صفة بالمرشح في الديمقراطيات الغربية هي الصدق بكل معانيه من شفافية وعدم التدليس واخفاء جانب أو جوانب من الحقيقة لأن الصدق هو المعيار والسمة البارزة قبل البرامج التي يريد تطبيقها المرشح . أما في تجربتنا لم يعد للتديّن قيمة أساسية للمرشح خصوصاً وأن الكثير من الناس أبدت
استعدادها وتحمسها للأختيار مرشحين غير متديّنين بسبب عدم الأيفاء بوعودهم السابقة . حيث أن البعص من المتدينين في الدورة الأولى التي جاءوا بها من خلال المحاصصة كانوا ملتفين بعباءة الدين وكأنهم مبشرين ومخلصين لهذا الشعب كأنهم من الأولياء والصديقيين والأنبياء جاؤا برسالة إلاهيه وهي انقاذ المجتمع من الرذيلة والفاقة والعوز والقهر. بينما الذي رأيناه منهم انهم كانو أسوء من النظام الأستبدادي سلوكاً حيث مارسوا الأقصاء وقمعوا الحريات وزادوا الفقر و(أحلّ) بعضهم الربّا ومارسوا الكذب وحنثوا باليمين وحنث اليمين من الكبائر .. أعتقد أن المواطن ذكي ولديه من الوعي الكثير لركن هؤلاء البرلمانيين الذين جاءوا بعباءة الدين كونهم أظهروا شكلاً مشوهاً للدين .بعد هذه التجربة التي مررنا بها على مساؤئها وعللها زادت من وعي الناخب وأصبح بأستطاعته التفريق بذكاء بين مايمكن تحقيقه وما يدخل في اطار الوعود الأنتخابية التي يقدمها المرشحون كدعاية انتخابية لن تتحقق .نحن ننصح المرشح بأن لايبالغ بتحقيق أهدافه إذا لم يكن متأكداً من تحقيق ولو جزء منها على الأقل حتى لايضع مصداقيته في حيرة وأرتباك . وعلينا التأكيد هنا بأن على المرشحين أن لايستخدموا وسائل غير اخلاقية بأستمالة الناخبين عن طريق تقديم الرشا والعطايا ..بل عليهم أقناع الناخب بكرامة المشاركة وصدق الهدف بشرح واقعية هذه الأهداف والأستعانة بأستشارة المخلصين والأستفادة من خبراتهم في ندوات مباشرة مع الناس وتدوين الملاحظات والآراء ليكرسها المرشح للنجاح المأمول بالأنتخابات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هكذا علقت قناة الجزيرة على قرار إغلاق مكتبها في إسرائيل


.. الجيش الإسرائيلي يسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح




.. -صيادو الرمال-.. مهنة محفوفة بالمخاطر في جمهورية أفريقيا الو


.. ما هي مراحل الاتفاق الذي وافقت عليه حماس؟ • فرانس 24




.. إطلاق صواريخ من جنوب لبنان على «موقع الرادار» الإسرائيلي| #ا