الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البرازيل اولى بالجائزة من اردوغان

شذى احمد

2010 / 3 / 11
القضية الفلسطينية


من احلى ما ابتكر الانسان للمنافسة والتشجيع الجوائز والهدايا... وما طالعتنا به الصحف مساء الامس من فوز رئيس الوزراء التركي اردوغان بجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الاسلام واحدة من تلك الجوائز.
لما يتعلق بمناصرته الاسلام امرا" لا غبار عليه فهو رئيس حزب اعتلى سدة الحكم باسم الاسلام ، وبه يحقق نجاحاته على الساحة السياسية التركية ويعزف وقتما يريد على وتر الخلافة العثمانية وما لها في نفوس الاسلامين من حنين.. اما الشطر المتعلق بمناصرة القضية الفلسطينية فلقد استوقفني في مقارنة بين موقفه الذي اعتبر من اشجع المواقف في الانسحاب من جلسة جمعته بالرئيس الاسرائيلي والملاسنة التي وقعت اثر مذبحة غزة التي ادمت الضمير الانساني .. لكن لو كان هناك وجه عدل لمقارنة هذه المناصرةالكلامية مع المناصرة التي قدمتها دولة البرازيل عندما استقبلت اعداد الفلسطيني المهجرين من العراق بعد ان استهدفتهم عن قصد خناجر مسمومة ،راحت تطيح بهم ، وتمثل باجسادهم ، بوحشية فخرجوا من البلد الذي ما كان خطاب رئيسه يوما" يخلو من الحديث عنهم وانهم الغاية ، والامنية الكبرى وتحرير فلسطين هو الهدف المنشود.. لكنهم بقوا في بلده ضيوفا" ومنعوا من اخذ الجنسية العراقية بحجة عدم السماح بضياع القضية الفلسطنية !! .. كما فعلت كل الدول العربية الاخرى تقريبا ، بعدم منحهم حق التجنس. بقي الفلسطنيون علماء واطباء ، مهندسون وفنانون. المتزوجون منهم من عراقيات حتى ان ابناء بعضهم لا يرطن الا بالعراقية .. بقوا يحملون وثائق تؤكد انهم ليسوا عراقيين !



ونصبت لهم خياما تفتقد ابسط مقومات الحياة علىالحدود العراقية الاردنية والسورية.. وتبارت القنوات الفضائية التي تدفع الملايين لنقل مباراة كرة القدم العالمي في عرض اخبار تشردهم دون عرض اي مساعدة لهم ... وراحت تتحسر على مصير اخواننا الفلسطنين ، ولا حل حتى جاءت المنظمات الانسانية وسجلت احوالهم البائسة ،وبعد حين تم الفرج وقبلت بلجوئهم البرازيل .. ابناء القضية العادلة والتي لا يمر يوم دون ان نسمع محطات الفضاء والاعلام تبكي وتنوح ، وتتبارى بالخطب الحماسية عنهم .. من نموت لتحيا قضيتهم.. المادة الاكثر دسامة في الهاب الجماهير ،واثارة حماسهم ، لا احد يريدهم ، لا مكان يقبلهم في بلادهم العربية. وتقبلهم دولة في اقاصي الارض ، وتوفر لهم المسكن ودورات تدريبية علىاللغة البرتغالية لانهم ـ الفلسطنيون ـ ظلوا العمر كله يتحدثون العربية التي ما اعادت تفيدهم في بلد المنفى.
من اغرب المفارقات ان يسمي الاسرائليون الفلسطنين في داخل الارض المحتلة بالعرب .. وهم عندهم عرب .. الا العرب فيسمونهم بالفلسطنين ولا يمنحونهم حق العروبة علىاراضيهم ،واولها تلك الاوراق التي تسمى بالجوازات .عجبي!!
على اي حال ذهب الفلسطنيون الى البرازيل وافتخرت القنوات بالتسابق لتغطية الحدث . وقالت فلسطنية طاعنة في السن تجلس على مقعد تعلم اللغة البرتغالية ، بهدوئها الفلسطني .. انها زعلانة على ما أصابها من العرب .. لكنها تحبهم .. لا تملك الا ان تحب اهلها الذين تسببوا باقصائها الى اخر الارض.
لم تنتظر البرازيل من العرب اي شكر وتقدير على قبولها بابناء قضيتهم المركزية كما يدعون .. لكن الا تستحق ان تنصف ولو بنصف الجائزة التي نالها السيد اردوغان لانها قامت لوحدها بعمل للقضية الفلسطنية ، وليس خطابا" على المنابر .. فلو كان الامر جوائز للخطابات لكان هناك الكثير من هو اجدر في الحصول علىالجائزة من اردوغان ..وطبعا" من ابناء عمومة الفلسطنين من الحكام والقادةالعرب .

مع اعتذاري الكبير للمفكر العربي الفلسطيني عزمي بشارة، والدكتور مصطفى البرغوثي لانني لم اتمكن رغم محاولتي ان اقنن لغتي بطريقة اكثر دبلوماسية في الطرح ، مثل لغتهما التي تعرض الجرح العربي عامة والفلسطيني خاصة ،وتدعنا نفكر..

د . شـــــــــذى احمد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الفلسطينيون
فيصل البيطار ( 2010 / 3 / 11 - 08:49 )
الفلسطينيون في بغداد والموصل يعيشون بأمن وإطمئنان ويصيبهم ما يصيب أخوتهم العراقيين ، أما الذين فر منهم على عجل مع سقوط الطاغيه وحزبه فهم من الذين عملوا في خدمة النظام وأجهزته القمعيه ثم هم رفضوا العوده لبيوتهم بإنتظار الفرج الأوروبي والإسترالي والأمريكي ، وقد كتبنا حول هذا الموضوع سابقا : أنظر الرابط
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=202820
لكنها إشاره ذكيه منك سيدتي حول المواقف اللفظيه للأنظمه وتلك المتضامنه على الأرض مع الفلسطينيين وهمومهم .
سلمت يداك ودمت للحق ظهير لا يلين .
سلام .


2 - بينى وبينك
مصباح جميل ( 2010 / 3 / 11 - 09:46 )
سيدتى الفلسطيبنيون يعيشون فى الاغتراب مهجرين عنوة ويحلمون بالعودة يوما ما 0ولكن سيدتى كم من المقهورين فى بلاد العرب يقفون بالطوابير المذلة على ابواب السفارات الامريكية والاوروبية والكندية والافريقية وحتى سفارات الواق واق هربا من جحيم الدكتاتوريات0اسمحى لي ياسيدتي ان اهمس باذنك بان الكثير تمنى ان يكون فلسطينيا ليقبل في البرازيل او غيرها


3 - تحياتي
شامل عبد العزيز ( 2010 / 3 / 11 - 12:28 )
الدكتورة شذى - تحياتي لكِ ولجميع المشاركين - اليوم وصلتني رسالة من مجلة جمان مع رابط المجلة ولقد تم نشر مقالتي المنشورة على الحوار حاليا - قرؤوا فوصلوا وهناك وجدتُ مقالتكِ - سيدتي - يقولون بأننا أمة كلام - فهل هذا صحيح أم لا ؟ الجائزة الممنوحة هي التي تؤكد ما نقصده - مع الاحترام


4 - غريبـــــــــة
المهندس كاظم الساعدي ( 2010 / 3 / 12 - 04:51 )
المقال غير مترابط بل يصل الى الضبابية وهل هكذا تقيم الامور مثلا تركيا باستعراض هامشي دوولوج في العمق غريبــــــة


5 - لم يعش العراق اي امن واطمئنان منذ الاحتلال
شذى احمد ( 2010 / 3 / 13 - 17:30 )
الاستاذ فيصل
لم يعرف العراق هذا الامن والاطمئنان. ثم اتحدث من باب العدالة والمساواة بين البشر جميعا وبين العرب الذي يفترض ان تكون. لانني باختصار وجدت دول العالم تضع قوانين تساوي بها بين الساكنين على ارضها بغض النظر عن خلفياتهم .. وبذا يملك الجيل الجديد والمهاجر الخيار في حياته الخاصة والعامة .. اما في البلاد العربية فمعاملة بعضهم البعض بطريقة استعلائية تنم على المنية والسخرة والتفضل. ثم لم اسمع برئيس مخابرات او جهاز قمعي سري في العراق كان رئـيسه فلسطيني .. وهل كل من بقي في العراق واستحمل الامرين يحتسب على النظام.. ارجو القليل من الانصاف بحق بعضنا البعض وهذا ما لا اشعر به احيانا في قراءتي لبعض التعليقات .. ليس عندي نية مسبقة فقط الموضوع اثارني للكتابة وقصة الفلسطنين المهجرين نقلتها الفضائيات والجزيرة والعربية والحوار تملك سجلا غطت به الاحداث يمكن الرجوع اليها
احترامي وتقديري لزيارتك وتعليقك


6 - خيارات الاخر
شذى احمد ( 2010 / 3 / 13 - 17:40 )
الاستاذ مصباح جميل المحترم

هل حقا ستضيع القضية الفلسطينية اذا ما تم تجنيس الفلسطينين في البلاد العربية . انما هي صورة من صور الاذلال ثم هذه الطوابير تهرب من جحيم القهر وترغب بتحقيق احلامها ولكنهم يملكون الخيار وحق العودة كما يسمى .. لا اعرف لما اغضبت مقالي البعض وتعامل معها بعدائية اعرف تماما ان لا عدالة في عالمنا يتقاسمها البشر ولكن هل يمنع شيئا التذكير فيها ومن وجهة نظري ان ما قامت به البرازيل حل عملي كشف حقيقة المعالجة العربية لمشاكله العويصة رايت وسمعت قصصا مروعة عن حال العراقيين في البلاد العربية وكيف تمت معاملتهم ويعاملون وهم بذلك ليسوا افضل حالا من الفلسطينين ولكن يبقى لهم خيار العودة واين هي الحلول العربية لقضيتهم المركزية حتى يتم لومي الى هذا الحد
بالمناسبة هناك الكثير ممن استغل مأساة العراق وادعى انه من العراق بعد ان نجح بالوصول الى ضفاف اوربا والدول الغربية هولاء يصطفون الى جانب من ذكرتهم الهاربين من بلادهم العربية الى الحلم .. لكن الفلسطنيون في مقالتي لم يختاروا ذلك مثلما ذكرت في المقال وفي ردي على التعليقات
عسى ان لا نحرم من تعليقاتك القيمة


7 - عمرك اطول
شذى احمد ( 2010 / 3 / 13 - 17:45 )
قرأت مقالك .. تعرف عمرك اطول من عمري اما انا فلقد حضرت اللقاء وكتبت ملاحظاتي عليه وكتبت المسودة وظهرت مقالتك ! عاشت ايدك وطال عمرك .. اما عما سالت عنه فاسمح لي ان اضيف لا بل غير مسموح لك حتى بالكتابة في احيان كثيرة .. وياويلك ان كتبت بما لا يرضي البعض او احس البعض انك مع البعض ضد بعضهم البعض عند ذلك سيضعك ذلك البعض في خانة قد وضعوا فيها البعض الاخر.. وتعال اخرج من هذه الدوامة !! .. شكري لك عزيزي الشامل واتمنى لك الموفقية والنجاح في اعمالك وكتاباتك على الدوام


8 - المهندس الساعدي
شذى احمد ( 2010 / 3 / 13 - 17:48 )
تعرف ما الغريبة

ان كل ما لايعجبك غير مفهوم وضبابي ومفكك ... اما الذي يرضيك فعكس ذلك .. في كتابتك التعليق يدل انك لم تقرأ المقال الا قراءة عابرة وسريعة وسمعت بما لا يعجبك وجاء تعليقك لا يتعلق بالمرة واطلاقا بموضوع المقالة ليست تركيا محور المقال بل شخص اردوغان كقرار دولة وفي قضية محددة لو قرأت المقال بتأني وبلا انفعال لوصلت لهدفها .. لقاءات قادمة

اخر الافلام

.. إسرائيل : لا مجال لبقاء حماس في السلطة بعد الحرب في غزة


.. أمير الكويت يعين الشيخ صباح خالد ولياً للعهد.. والأخير يؤدي




.. شكري يؤكد رفض مصر الوجود الإسرائيلي في معبر رفح| #الظهيرة


.. نجل بايدن يفسد فرحته.. فهل يفوّت بايدن فرصة إزاحة ترامب من س




.. غروسي: تفتيش منشآت نووية لدولة ما يخضع لأطر قانونية وفق التز