الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار المتمدن في لحظة اختبار

خالد صبيح

2004 / 7 / 16
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن


ابرز سمة منحت للحوار المتمدن تميزه هي انه بنى نفسه بهدوء وروية راسما لنفسه ملامح جادة وناضجة بعيدا عن المهاترات والسطحية والتشاتم التي تغرق فيها غالبية المواقع، معززا بذلك بقائه ورسوخ أقدامه في عالم الشبكة ومحققا في الوقت ذاته حالة انتشار واسعة تجاوزت بكثير الأطر المحلية الضيقة للمواقع الأخرى، رغم خلفيته العراقية، ليضم في أحضانه طيفا واسعا من العرب وممن يكتبون بالعربية من مختلف البلدان والثقافات. وهذا التميز في الحقيقة جاء كثمرة لمثابرة الموقع وأناته وسعيه الحثيث لتقديم رسالته الثقافية النبيلة وسط ظروف صعبة مر بها ولم يتخل عن رسالته تلك بسببها الأمر الذي جعل الموقع يمتلك قدرة ذاتية على النمو والتطور والاستمرارية زادت من قدرته على استقطاب أسماء وأقلام لها ثقلها الكبير في الوسط الثقافي والسياسي منحت في حضورها الموقع مكانة لامعة وتنوع جميل. وهذا الواقع الايجابي يلقي بالضرورة أعباءا جديدة على الموقع إدارة وكتابا وقراءا تقتضي منهم إبداء الحرص والسهر على تطويره والانتباه لمنع أي حالة من الضعف تتسرب إليه او حالة من التجاوز على معاييره الأخلاقية والثقافية التقدمية والإنسانية وذلك من اجل تعزيز مكانته وتوسيع دائرة قراءه وبالتالي تأثيره الفكري والاجتماعي لأنه موقع يحمل رسالة يؤمن بها كتابه ويلتزمون بتقديمها والدفاع عنها وليس منبرا عابرا ينشرون فيه نتاجاتهم، ولهذا، برأيي، هم معنيون بمستواه وباستمراريته ونضجه. وهذا الواقع الايجابي المميز في الوقت الذي جذب الأقلام والشخصيات الناضجة في رؤاها وقدراتها الإبداعية جذب بعض ممن يريد أن يتسلق، مستغفلا الآخرين، على شجرة الحرية التي يمنحها الموقع مستغلا اتساع رقعة انتشاره وحسن سمعته لبث سمومه من خلاله. ولكي لااطيل وادخل في مجاهل معقدة تخص حرية الفكر والرأي وتعميق دائرة الحوار استبق الموقف وأقول إن الحالة التي أريد الإشارة لها لا تنتمي، حسب تصوري، لمستوى الآراء او وجهات النظر التي يمكن الحوار والجدل معها وحولها بقدر انتماءها إلى عالم الثرثرة الفارغة والكلام الرخيص الذي لا يستند إلى العقلانية والموضوعية التي يتطلبها البحث او الرأي الجاد والمسؤول. وإشارتي هي باختصار تخص مساهمات المدعو( جورج المصري) وهو اسم اجزم بأنه اسم مستعار ويريد صاحبه به التدليل فقط على هويته كمسيحي مصري لاغير. ولا اعتقد إن خلف هذا الاسم شخص جاد، وهو، حسب ظني، احد الوافدين من عالم غرف الحوار (البال تولك) المعروفة بإشاعتها لروح الكراهية والأحقاد العنصرية والتي تخوض في متاهات الجدل الانفعالي المتطرف بين معتنقي الديانتين الإسلامية والمسيحية. وهو نقاش، حسبما أتصور، وكما اتيح لي لمرات أن اطلع على مستواه في غرف الحوار المسيحية بالذات، هابط ويعتمد أسلوبا ركيكا في النقاش قوامه شتم الآخر وتحقير معتقده وتسفيه قيمه. وغرف الحوار على (البال تولك) مليئة بأنواع الغرف التي تكرس وجهة نظر او رأي تعصبي معين ديني او مذهبي وأحيانا سياسي. باختصار إن ما ينشره (جورج المصري) في الحوار المتمدن لا يرقى إلى مستوى وجهة النظر او الفكرة القابلة للنقاش والحوار ليتم التحاور معها وإنما هي تصب، هذا إذا ما تجاوزنا ركاكتها الأسلوبية وأخطائها اللغوية الخادشة للذوق، في إطار التحريض العنصري ودائرة شتم الآخر والطعن في معتقداته وهو هنا الدين الإسلامي تحديدا الذي كرس كل كتابته لشتمه وشتم رموزه من غير أن ينسى إهانة العرب كبشر مرددا بهذا الصدد حججا وآراء تسود أوساط المتطرفين ولا قيمة علمية لها على الإطلاق. ويبدو لي إن هذا الشخص قد لجا إلى الحوار المتمدن، منتحلا لنفسه صفة العلماني، لينشر أحقاده من خلاله مستغلا طبيعته العلمانية وروحيته الجريئة في نشر المواقف او الآراء المختلفة مع السائد ومنها نقده الواسع للتيارات السياسية الإسلامية او حتى نقده للدين، ولكن النقد الذي ينشر ويقدم من على موقع الحوار المتمدن، وهو كثير ومنوع ويمس المقدس في جوهره، هو نقد منطلق من مواقع العلمانية والعقلانية والنظرة العلمية للدين كظاهرة ثقافية واجتماعية ذات اثر وبعد وجداني وليس من زوايا الأحقاد المتبادلة بين الأديان كما ينطلق المدعو( جورج المصري) من زاوية نظر مسيحية قبطية متشنجة. ولا يبدر إلى أذهان القراء أن هناك نوع من التحسس من نقد الدين الإسلامي من شخص يختلف عنه في الديانة وإنما الخلاف والاعتراض بالجوهر هو على منطلقات النقد ودوافعه وأساليبه. ف( نقد) المدعو( جورج المصري) عنصري المنطلق ومتطرف في دوافعه كما يكشف عن ذلك هو بنفسه من خلال إعلانه أن هناك من يكاتبه من القراء ويشتمه ويهدده. ولا اعتقد أن القراء سيجهدون أنفسهم في الرد عليه وشتمه لو رأوا في كتابته نفس علمي او موقف عقلاني او على الأقل متوفر فيها حد أدنى معقول من القدرة الفنية للكتابة. ولا ادري لماذا اختار هذا الشخص موقع الحوار المتمدن ليتبادل الإهانات مع قراء مستاءون من كتابته. وعلى العموم فان نمط الكتابة الذي يتبعه (المصري) هو نمط من الكتابة السطحية والهابطة، رغم شيوعه في عالم الانترنيت، يسئ ويبخس من قيمة الكتابة كعناء فكري وجهد نفسي.
أردت باختصار تنبيه قراء وكتاب وإدارة موقع الحوار المتمدن إلى ما يتهدد موقعهم، موقعنا جميعا، من تسرب هكذا أنماط من الطروحات ليقفوا بوجهها ومنعها وهذا الاقتراح لا يهدف إلى مصادرة رأي الآخرين او حقهم في أبداء آراءهم بل هو التزام او تذكير بالالتزام الذي وضعته إدارة الحوار المتمدن باتفاق كتابها وقراءها على مواد وشروط النشر والتي تشكل مساهمة المدعو( جورج المصري)، حسب فهمي، خرقا واضحا للمادة الرابعة منها والتي تنص على منع التعريض العنصري بالمعتقدات والأديان وغيرها. ولكي ابتعد عن أي سوء في تقدير نواياي أضع هذا الموضوع أمام كتاب وقراء الحوار المتمدن ليحكموا به ويستفتون عليه، إن شاءوا، لكي يحظى بالشرعية.


السويد
15-7-2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون في الذكرى الثمانين لإنزال النورماندي... -في سان لو..ل


.. بعدما شكك بأسبابه في الحرب على غزة.. كيف تبدو -نقطة الغليان-




.. وسائل إعلام إيرانية توجه انتقادات حادة ضد عباس


.. #ويل_سميث ينشر مقطع فيديو مع شاب مصري أهداه -سواره- من #النو




.. إيران.. قرب الإعلان عن مرشحي انتخابات الرئاسة | #ملف_اليوم