الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اغتيال رفيقنا وعزيزنا محمد عبد الرحيم لن يوقف مسيرة الحزب الشيوعي العمالي العراقي

سمير عادل

2004 / 7 / 16
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


لقد اغتيل الرفيق محمد عبد الرحيم على يد العصابات الإسلامية المرتبطة بالجمهورية الإسلامية في إيران. إن الطريقة التي اغتيل بها تدل على تورط "اطلاعات" جهاز مخابرات الجمهورية الإسلامية، حيث اختطف من منتصف المدينة ومورست بحقه أساليب تعذيب وحشية بعد أن وثقت يداه، وحاولت تلك الجماعة التي اغتالته أن تطمس جريمتها الوحشية عن طريق إلقاء الجثة في النهر لمسح أثار جريمتهم. إلا إن سوء طالعهم أدى الى افتضاحهم، إذ وجدت الجثة على المنطقة الحدودية بين إيران والعراق، ولم تزل أثار الكدمات من جراء التعذيب واضحة عليها.

العصابات الإسلامية لو جردتها من عمليات الاغتيال والإرهاب لن يبق لها على الساحة السياسية غير يافطاتها ومقراتها التي ستضطر الى نقلها الى الصحاري والمناطق المقفرة. لقد ظنت ومعها أسيادها من الملالي المجرمين في الجمهورية الإسلامية في إيران، إن باغتيال احد أعضاء الحزب الشيوعي العمالي العراقي يستطيعون أن يوقفوا عجلة اليسار والعلمانية والتمدن والإنسانية في العراق. إنهم اعتقدوا ولحماقتهم السياسية بأمكانهم المحاولة لإعادة تجربة الدم وتصفية التيار التحرري والداعي للمساواة في العراق كما حاولوا في إيران أبان ثورة 1979 وبمساندة أمريكا والغرب. فاغتيال الرفيق محمد عبد الرحيم يفتح أمام المجتمع العراقي والبشرية المتمدنة في العراق، ملف هذه الجماعات الإرهابية وافقها السياسي في العراق. إذ إن رسالة عملية الاغتيال التي نفذوها ليست معنونة الى الحزب الشيوعي العمالي العراقي بقدر ما هي معنونة الى جميع التحرريين واليساريين والمدافعين عن الإنسانية والذين يناشدون حياة حرة وكريمة لهم ولابنائهم ومستقبلهم في العراق.

الجميع يعرف إن الحزب الشيوعي العمالي العراقي رفع راية "لا لأمريكا… لا للإسلام السياسي". وشن حملة سياسية ودعائية ضد هذين القوتين الإرهابيتين. إن الجمهورية الإسلامية في إيران تعتاش لسنوات على تسويقها لسياسة معاداتها لأمريكا، الشيطان الأكبر كما تسميها. إن مشروعها في إقامة الجمهورية الإسلامية في العراق قد واجه الفشل. ليس لان أمريكا وقفت عائقا أمام إقامة جمهورية الدم والرعب والإرهاب في العراق على غرار جمهوريتها في إيران، بل لان جماهير العراق لا تتحمل مرة أخرى سنوات عجاف مثل سنوات حكم النظام البعثي الفاشي. فعليه ليس أمام الجمهورية الإسلامية في إيران عن طريق عملائها سوى أن تفرض قوانينها وإرهابها على الأقل في المدن التي تمتلك فيها اليد الطولى والقريبة من حدودها لسهولة تمويلها المالي ودعمها اللوجستي والعسكري الى جانب تعميم الفوضى والدمار في مناطق أخرى. لذا أصبح الشعار الذي رفعه الحزب "لا لأمريكا… لا للإسلام السياسي" يسحب البساط من تحت أقدام الإسلام السياسي الذي يبرر إرهابه وقتله للأبرياء بمحاربة أو مقاومة أمريكا. الى جانب ذلك فلقد فضح الحزب الشيوعي العمالي العراقي خلال الأشهر المنصرمة المشاريع الجهنمية للجمهورية الإسلامية المراد تنفيذها في العراق عن طريق تحويله الى مستنقع للإرهاب والعمليات الإرهابية للحفاظ على أركان حكمها بمنأى عن خطر الإطاحة بها من قبل الجماهير المتعطشة للحرية في إيران. لقد استفادت الجمهورية الإسلامية في إيران من عملية احتلال أمريكا للعراق واستطاعت أن تعيد أنتاج عمرها لفترة أخرى من الزمن عن طريق تجديد سياسة معاداتها للشيطان الأكبر ومن ثم تسويقها في الاستهلاك المحلي.

الجمهورية الإسلامية لا تريد أي طرف يعكر صفوها ويقوض مكانتها ويفضح جرائمها ضد الإنسانية في المدن الحدودية مع العراق، التي تريد أن تبسط سلطانها عليها وان تصبح نقطة ارتكاز أو قاعدة لتمرير سياستها الإرهابية في عموم العراق. الرفيق محمد عبد الرحيم بتوزيعه لآلاف النسخ من صحافة الحزب وبياناته التي دافعت عن الشيوعية وفضحت جرائم الجمهورية الإسلامية تجاه الأسرى العراقيين في إيران، وتعرية وفضح ممثل خامنئي الى العراق ودفاعها عن مدنية المجتمع العراقي وبعدها أن تتحول مدينة الكوت والمدن العراقية الأخرى الى نموذج لجمهورية الدم والرعب والإرهاب ورجم النساء بالحجارة وقمع الحريات التي هي عناوين مختلفة للجمهورية الإسلامية في إيران.. .كل هذا أطار صواب الملالي الإسلاميين في إيران مما دفعهم وعن طريق عملائهم الذين تدربوا على يد جهاز مخابراتهم أن ينتقموا من الحزب الشيوعي العمالي العراقي عن طريق اغتيالهم لأحد كوادره في الكوت. لكنه نسوا شيئا واحد وهو إن لعملية الاغتيال سلاح ذي حدين، فإذا لم ترهب الطرف المراد أن يقوض نشاطه وفعالياته وتحجيم دوره، فأنها ترتد الى صدر من حاول أن يرتكب تلك العملية الجبانة. إن الحزب الشيوعي العمالي العراقي لن ترهبه تلك العمليات، فأن للجمهورية الإسلامية تجربة مع الحزب الشيوعي العمالي العراقي. فلأعداء الإنسانية في العراق أن يسألوا إخوانهم من العملاء في كردستان. إن عملاء الجمهورية الإسلامية التي ارتكبت تلك الجريمة البشعة ستعض أصابع الندامة، وسيعرفون جيدا بأن الشيوعيين ليسوا حملة أقلام فقط وان اليسار والتحرر والعلمانية جبهة عريضة في العراق لن يتمكن احد من أن يضع عصا في دولايب عجلتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يتهرب من الإجابة عن سؤال حول إرسال قوات أمريكية للقتال


.. مهند مصطفى: إسرائيل بدأت تدرك صعوبة وتعقيد جبهة الشمال




.. غارة إسرائيلية على شقة سكنية في طرابلس شمال لبنان


.. غموض يحيط بمصير هاشم صفي الدين بعد غارة بيروت.. ما هو السينا




.. مصادر طبية: 29 شهيدا في يوم واحد جراء القصف الإسرائيلي على ق