الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حان الوقت لتأسيس نقابة للمعلمين في الاردن

ابراهيم حجازين

2010 / 3 / 12
الحركة العمالية والنقابية


الاصل في النقابات انها منظمات تقوم بالدفاع عن مصالح اعضائها المعيشية والاجتماعية وتبذل مساعيها لحل المشكلات التي تواجههم، كما ان من واجبها الارتقاء بقدراتهم وخبراتهم العملية للقيام بعملهم على اكمل وجه وبشكل محترف ومن واجباتها أيضا تدريب أعضائها لأكتساب المزيد من المهارات للأرتقاء باوضاعهم ومعارفهم وجودة انتاجهم.
فكم ينطيق هذا على المعلمين الذي حرموا بذرائع شتى دون أساس قانوني من نقابة خاصة تعنى باوضاعهم كباقي المهن في الاردن،وقد جرى اتخاذ العديد من القرارات الرسمية التي لم ترقى الى مستوى القانون لمنع تشكيل مثل هذه النقابة ونجحت في ذلك حتى الآن، لا بل ان احدهم قد اجتهد دون ان يصيب أي اجر في أخرته مدعيا ان التعليم هو رسالة فقط وليس مهنة وذلك لتبرير وقوفه ضد تشكيل مثل هذه النقابة عندما كان مسؤولا رسميا، فكم كان مصيبا هذا المسؤول؟
إن الواقع يفند هذا الاجتهاد فالتعليم في الأصل مهنة واحتراف وهذا ما تثبته حقيقة وجود نقابات معترف بها للمعلمين في كل انحاء العالم، وهي نقابات ذات دور هام في الدفاع عن مصالح المعلمين وتبذل جهودا مهمة للإرتقاء بسوية المهنة. غير ان بعض الدول تمنع تشكيل نقابة للمعلمين كما ترفض تشكيل نقابات لباقي المهن ونحن لا نرغب ان يصنف الاردن معها.
ويفيدنا هنا ان نشير ان تراثنا العربي الاسلامي قد اكد على مهنية التعليم وأشاد بها لا بل قسم المعلمين الى اصناف حسب طبيعة عمل ودور كل منهم في العملية التعليمية ويكفي هنا ان نستشهد بالمحاضرة القيمة التي القاها الشيخ المعلم الدكتور عبد الكريم الغرايبة الذي غاص موضحا دور المعلمين في التاريخ تاريخنا وتاريخ كافة الحضارات القديمة والحديثة وعن دورهم الاكيد في رفع سوية المجتمعات ورقيها، وحيث يستنتج الباحث الحصيف منها ان التعليم مهنة وهي ام المهن فلا طبيب او مهندس او عامل فني او سياسي إلا ووراءه معلم، فكيف ينجب هذا المعلم مهنيين بعمله ولا يعترف به كمهني؟ انها حقا مهزلة ان يتم التلاعب بالكلمات بفهلوة حتى لا يجري الاعتراف بالتعليم كمهنة ويتم بالتالي حرمان المعلمين من حقهم في تشكيل نقابتهم.
والتعليم أيضا رسالة الى جانب كونها مهنة لا تختلف عن رسالة الطبيبب وغيرها من المهن الانسانية، انها رسالة اجتماعية وانسانية ابتدعها المجتمع في مرحلة من مراحل تطوره لجعل الاجيال الجديدة جزءا فاعلا وإيجابيا من بنيانه .فالمجتمع والدولة معنيان بفئة المعلمين ومسؤولان عن المحافظة والعناية والارتقاء بها، ومن ضمن ذلك انشاء نقابة خاصة تعنى بهم مهنيا وتعمل للدفاع عن مصالحهم معيشيا واجتماعيا. وارى ان وجود مثل هذه النقابة سيساهم بتوازن العلاقة بين مكونات العملية التعليمية التعلمية وستعيد للمعلم هيبته المفقودة وسيخرج التعليم من ازمته المتفاقمة على مختلف الاصعدة، وتجعل من مشروعية مزاولة مهنة التعليم مرتبطة ليس فقط بسوق العمل أي تحويل صاحب الرسالة الانسانية وهو فعلا كذلك الى سلعة في سوق العمل وليس صاحب حق باجر عادل عما يبذله من جهد اجتماعي لم يعترف به احد رسميا حتى الآن، وسيرتبط جهده عندها بقدراته الاحترافية التي سترتقي بها نقابته، وحينها لن يكون التعليم مهنة من لا مهنة له بل عمل وجهد واع وجاد وفعال وهذا ما يريده الاباء والمجتمع والدولة خاصة حامية المجتمع والاجيال القادمة.
لذا فإنه على أصحاب المبادرة لتأسيس نقابة للمعلمين الاردنيين وجهودهم مشكورة ان يستمروا بعملهم النبيل وان يتحوطوا لأن خصوم هذه الفكرة كثر، بعضهم بحكم العادة والثقافة التي ترفض أي عمل مدني منظم واخرون يتحوطون امنيا وزمن هذا التحوط قد مضى والاكثرية لا ترغب بنقابة للمعلم لأن حقه بحياة كريمة مهضوم على أيديهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من فرحتها.. عروس تركية تحضن عمال الإنقاذ خلال حفل زفافها


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا-الرئيس السيسي: أتقدم بالتحية والتقد




.. نافذة إنسانية.. قوات الاحتلال تستهدف العاملين في تشغيل آبار


.. طلاب جامعة في السويد يضربون عن الطعام نصرة لغزة




.. كوريا الجنوبية تستدعي السفير الروسي لديها احتجاجا على معاهدة