الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وأنت ترى مواكب الأعراس...انتبه لنفسك

رشيد الفهد

2010 / 3 / 12
كتابات ساخرة


كتبتُ لها عشرات الرسائل الغرامية ولم احصل في النهاية إلا على قبلة خاطفة جاءت عن طريق الغدر.
ارمي لها الرسائل من فوق (الجدار العازل) بين منزلينا بعد ألتأكد من وجودها بمفردها من خلال رصدي إياها من على سطح دارنا، حتى أني في إحدى حالات الرصد شاهدت سيقانها، شعرت بالذهول، عندها نزلت من السطح مباشرة إلى الحمام!!
رسائلي تحوي عبارات كانت تتكرر على الدوام مثل عبارة (أسهر الليل أفكر فيك) وهي من العبارات الشائعة التي كانت تتردد كثيرا في الأشعار والأغاني ولا تزال تسمع إلى اليوم .
كان يوما صعبا بالنسبة لي ذلك اليوم الذي عثر فيه والدي على إحدى تلك الرسائل التي جهزتها في وقت سابق بغية إرسالها عند اقرب فرصة، صب نار غضبه على والدتي متهما إياها بالتقصير في تربيتي خاتما صولته قائلا :-(تسهر الليل ! ها ! تسهر الليل ! ).
مضت السنين والأيام حتى بدأت والدتي تمارس الضغوط بالاتجاه الساعي إلى زواجي، لقد كانت تطرح فكرة الزواج على نحو متوالي، وكان اعتراضي في كل مرة لكن في الواقع كنت متلهفا للزواج.
دعتني الإشارة إلى تلك الفتاة، إلا أن والدتي رفضتها كونها( ضعيفة) بحسب وصفها، والضعيفة تعني الرشيقة.. قلت لها:( يا أمي أنا أريد الزواج من امرأة.....لا أريد أن أشتري خروفا).
لأسباب اجتماعية قدمت الفتاة اعتذارها لقبول الزواج ما يعد صدمة في ذلك الحين فيما واصلت والدتي بمنتهى الفرح والحماس عمليات البحث و(التنقيب) عن زوجة تراها بحسب ظنها صالحة .
أعلنت والدتي في ذلك اليوم نبأ العثور على فتاة بقولها:( وجدت لك واحدة لم يرَ احد وجهها ولا حتى أصابعها.... أسرع.. لا تفوتك !) قلت لها: (يا أمي لا باس إذا رأى احد وجهها أما أن يرى أصابعها فهو أمرٌ لا يرضى به أحد على الإطلاق).
تذكرت هذه القصص وأنا أطالع مواكب الأعراس المارة من أمامي،إنها المواكب الوحيدة في بلادي التي تثير في نفوسنا البهجة والسرور على عكس مواكب زعماءنا المثيرة للتحسّب والقلق .
مواكب الأعراس هي ابتكار عراقي بديع ساهم في الحفاظ عليه كل العراقيين من الشمال إلى الجنوب، لذا فهي تحمل مغزى جديرا بالاعتزاز، كما أنها تعبير عن حنين الشعب العراقي للأفراح والمسرّات باعتباره من الشعوب التي لا تفرح إلا قليلا0
مواكب الأعراس هي الإعراب عن حقيقة : أن لا خير في بيت يخلو من امرأة، ولا خير في محفل يخلو من امرأة، ولا خير في رجل ينام الليل وحده، إلا ما قضى الله بذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ


.. عدت سنة على رحيله.. -مصطفى درويش- الفنان ابن البلد الجدع




.. فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي


.. الأسطى عزيز عجينة المخرج العبقري????




.. الفنانة الجميلة رانيا يوسف في لقاء حصري مع #ON_Set وأسرار لأ